مسعى دبلوماسي بين السعودية ولبنان.. كيف سيتمظهر؟

الملك سلمان
ثمة مساع دبلوماسية فرنسية لحلّ الازمة اللبنانية، لكن الشروط السعودية تخطت ما يمكن لحزب الله وايران القبول به.. فكيف ستسيرهذه الوساطة؟

0الأزمة الطارئة على لبنان والمتمثلة باستقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض تنذر بدخول لبنان في مرحلة صعبة جدا، اضافة الى تصعيد أمني كبير.
ولا شيء يوحي بإمكانية إيجاد حلّ في القريب العاجل، بل ان الامور ذاهبة باتجاه التصعيد، لانه في لبنان هناك من يسعى إلى استفزاز السعودية ووصفها أنها تحتجز رئيس حكومة وحصر المشكلة بهذا الموضوع فقط.
والحل لن يكون بتشكيل حكومة تكنوقراط كما قد يفهم البعض، فالرياض لها شروطها المحددة، وأمام اللبنانيين خياران، إما انسحاب حزب الله من الحكومة، وإعلانه استعداده للانسحاب من سورية وتسليم السلاح، أو انتظار لبنان عقوبات إقتصادية ومالية كبيرة جداً، مع إمكانية طرد لبنانيين من الخليج، وصولاً إلى التصعيد العسكري، بحسب موقع “المدن”.
والحراك الدبلوماسي الفرنسي ينصّب على إنجاح الوساطة التي تقضي بقبول استقالة الحريري، والذهاب نحو تشكيل حكومة تكنوقراط، لا يشارك فيها حزب الله.
فهذا المسعى الدبلوماسي اصطدم بمعوقين، أولا: رفض لبنان الاستقالة قبل عودة الرئيس سعد الحريري، ومن جهة ثانية رفض السعودية تشكيل حكومة لا تضم حزب الله في الوقت الذي الحزب يحتفظ بسلاحه ونشاطه.

اقرأ أيضاً: ما هو مصير الإنتخابات النيابية بعد استقالة الحريري؟

وهذا يعني أن الشرط السعودي يبلغ درجة منع حزب الله من المشاركة في القتال في سورية واليمن، وتسليم سلاحه، وعدم احتضان المعارضة الخليجية التي لها عدد من الشاشات الفضائية التي تبث من الضاحية الجنوبية والمدعومة من ايران كليّة.
وفي ظل رفض حزب الله لهذا الطرح، لا حياة لأية وساطة تضع مثل هذه الشروط. فالوضع سيذهب الى مزيد من التأزم. وثمة حرب تلوح في الأفق، خاصة ان الاجواء الغربية تشي بضغوط ضخمة على حزب الله ولا سيما منذ وصول ترامب الى الرئاسة.
مما يوضح حجم الصراع المتنامي بين كل من طهران والرياض، والخشية من تصاعد التوتر في الداخل اللبناني ومن مواجهة إقليمية. حيث ذكرت (فرانس برس) ان الحرب الباردة اللبنانية، قد تتحول إلى حرب داخلية، رغم أنه ليس هناك منافس لحزب الله على الصعيد العسكري في لبنان. هذه المواجهة وكسر العظم بين السعودية وإيران ستنعكس على الأطراف السياسية اللبنانية، بحسب (دويتشه فيليه).

اقرأ أيضاً: هل يستطيع لبنان طلب تدخّل دولي لجلاء حقيقة «إقامة» الرئيس الحريري في السعودية؟

فوجود قوى سياسية داخل الحكومة لديها أفكار متناقضة من شأنه أن يشلها أو يفجرها، وهو أمر كان متوقعا. وتأتي استقالة الحريري من داخل الرياض كمؤشرعلى فتح فصل جديد من الحرب الباردة بين الرياض وطهران على الساحة اللبنانية.
فاستقالة الحريري هي بمثابة رسالة كبيرة من السعودية إلى لبنان وإيران، مما يؤكد أن المواجهة فتحت بين البلدين ولها انعكاساتها الصعبة على بيروت.
ويرى مراقبون ان استقالة الحريري هي أبعد من توتر داخلي لبناني، بل هي تصعيد إقليمي ضد حزب الله قد يتحول إلى حرب عسكرية.

 

السابق
ما هو مصير الإنتخابات النيابية بعد استقالة الحريري؟
التالي
خطاب نصرالله: إعلان مواجهة أم مراوحة؟