مخيم برج البراجنة: سوق استهلاكي للمخدرات الرخيصة

يكثر الحديث مؤخراً عن انتشار أنواع مختلفة من المخدرات في مخيم برج البراجنة الذي، وحسب بعض وسائل الإعلام، تحوّل إلى سوق مزدحمة بالمخدرات. لكن القوة الأمنية الفلسطينية اعتقلت 28 شخصاً مؤخراً بتهمة التعاطي والترويج للمخدرات، وتم تسليمهم للسلطات اللبنانية.

مخيم برج البراجنة جزء من الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت ولا تتجاوز مساحته الفعلية 1 كلم2 ويعيش فيه حالياً أكثر من 35 ألف لاجئ فلسطيني ومنهم عدد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين القادمين من سورية.
يقول المسؤول عن “مركز إنسان” في المخيم المذكور نضال يعقوب: بدأنا العمل عام 2013، ونقدم معالجة للمدمنين على المخدرات، لذلك نتعاون مع القوى الأمنية الفلسطينية التي تعتقل المتعاطين ونستقبل منهم من يعلن استعداده التوقف عن الإدمان، نقدم له دعماً نفسياً وطبياً ونحاول تأمين رعاية اجتماعية بكل الأشكال المتاحة.

اقرأ أيضاً: رحلة لميس من النرجيلة نحو الإدمان على المخدّرات

اعتقال لـ15 يوما
ويضيف يعقوب: إن السلطات الرسمية تعتقل المتعاطين لفترة أقصاها 15 يوماً ثم يفرج عنهم. فنحاول الاتصال بهم وتقديم المساعدة لهم. المشكلة أن إمكاناتنا ضعيفة وبحاجة إلى دعم وتعاون لا نجده عند مؤسسات وجمعيات تحمل عناوين كبيرة لكن عملها يقتصر على نشاط وهمي.

مجلة شؤون جنوبية 165
وعند سؤاله على انتشار شراب CIMO المصنّع في سورية، يوضح يعقوب: لقد أوقف إنتاج هذا الشراب منذ فترة في سورية، لكن انتقل إنتاجه إلى مناطق لبنانية وخصوصاً في البقاع الشمالي، ويوزع في أماكن عدة ومنها المخيم وتباع العبوة بعشرة دولارات. إلى جانب السيلفيا وهي عبارة عن حشيشة تشبه الملوخية، يباع الكيس منها بعشرة آلاف ليرة، وأول من نشرها في لبنان أبو سلة من الزعيترية.

اقرأ أيضاً: اطفال عين الحلوة مستهدفون بالمخدرات!

وحول العلاقة مع حي الجورة، حيث تنشط القوى الأمنية اللبنانية في مكافحة نشاط التجار والموزعين، يقول يعقوب: حي الجورة حي لبناني قريب من المخيم، يسعى تجار الحي والموزعون الأساسيون إلى استقطاب أشخاص من المخيم للترويج لبضاعتهم، فيقوم عدد من الأشخاص باستلام البضاعة وإدخالها وتوزيعها في المخيم. ويجزم يعقوب أن لا تجار مخدرات في المخيم ولا تصنيع فيه، إنه سوق استهلاكي لبضاعة تنتج وتصنع خارجه وتوزع وتباع داخله.
ويشير يعقوب إلى الدعم الذي يتلقاه مركز إنسان من جمعية “أطباء بلا حدود” وخصوصاً في المجال النفسي “كما أنا ننظم ندوات للوقاية والتوعية على مضار المخدرات ولدينا برنامج للشباب وخصوصاً الفئات العمرية ما بين 15 – 20 عاماً”.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 165 خريف 2017)

 

السابق
نصرالله: السعودية طلبت من اسرائيل ضرب لبنان
التالي
نصرالله: هل حقيقة السعودية من خلال الإجراءات التي قامت بها تريد مصلحة لبنان؟