محور ثلاثيّ غير مسبوق.. والعدو واحد هو إيران

إيران محور اهتمام وتركيز أميركي سعودي اسرائيلي، بشكل غير مسبوق، فكيف سيكون شكل هذا المحور؟ وهل ستكون بيروت نقطة انطلاق اجراءات هذا المحور؟ خاصة بعد اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض، اعتراضا على تدّخل طهران بالسياسة الداخلية اللبنانية، كما قال؟

في تقرير مهم أعدته “لوموند” الفرنسية، يتناول المحور الأميركي-السعودي-الإسرائيلي، الذي بدأ يرتسم في المنطقة، جاء فيه انه بمجرد تحوّل “داعش” إلى العدم، بدأت الصراعات النائمة او الثانوية تظهر الى الذروة وتستيقظ في الشرق الأوسط. خاصة ان مطلب أكراد العراق تم القضاء عليه بانتظار معرفة المصير أكراد سورية.

وجاء القضاء على “داعش” ليُظهر الصراع الخفيّ بين كل من السعودية وإيران المغلف بعنوان “الحرب بين السنّة والشيعة” التي تذّكيها واشنطن عبر رفض الرئيس الاميركي للاتفاق النووي الايراني الموقع عام 2015.

إقرأ ايضا: حزب الله وروسيا وإيران: محور المكابرة في سورية

اضافة الى رفع السعودية من نسبة التوتر من خلال إرغام رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة، وإدانة “حزب الله”، في خطابه المُعد سلفاً. ثم إعلان السعودية “حالة الحرب” على لسان الوزير ثامر السبهان.

فما يرتسم حاليّاّ في الشرق الأوسط هو محور غير مسبوق بين الرياض وتل أبيب وواشنطن تجمعهم كراهية طهران.

فبعد أن خسرت إسرائيل إيران مع انطلاق الثورة الإسلامية، وتركيا مع وصول رجب طيب أردوغان الى السلطة، وجب عليها البحث عن أصدقاء جدد، ووجدتهما في القاهرة وعمان، فيما بعض دول الخليج، تقرّبت من تل أبيب عام 2002.

هذا التحالف سيخرج إلى النور في تركيبة غير مسبوقة من القوة العسكرية والتكنولوجية والرساميل المالية وثروات الطاقة، في مواجهة محور روسي- إيراني- تركي ضعيف.

لكن التحالف الأميركي- السعودي- الإسرائيلي هذا، يعاني من نقطة ضعف تتمّثل بنقص البصيرة السياسيّة والذكاء تجاه الأوضاع الميدانية. فهذه الدول اندفعت نحو حروب لم تتمكن من كسبها في المنطقة.

من جهة أخرى، وبحسب “الرأي اليوم” اللندنية، تبنّى الرئيس الاميركي دونالد ترامب فكرة قيام محور عربي اسرائيلي جديد لمحاربة ايران يعتبر توظيف الخطر الايراني من أجل التطبيع العربي الكامل مع اسرائيل. وذلك.

فإدارة الرئيس السابق باراك اوباما استخدمت الخطر الايراني للهدف نفسه، وباعت دول الخليج ما قيمته 130 مليار دولار من الطائرات والأسلحة الحديثة، في الوقت الذي كانت تخطط فيه لاحتواء ايران سياسيا وتمهد للمفاوضات السرّية معها.

إقرأ أيضا: بين الهلال الإيراني والهلال الشيعي…أين أصبحت حدود إيران؟

وفي تقرير لـ”وول ستريت جورنال” الأميركية، كشفت فيه عزم إدارة ترامب اقامة تحالف عربي أميركي لمواجهة طهران، على ان يكون مقره القاهرة، يضم كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن. فالثمن الذي ستحصل عليه الدول العربية من الدخول في هذا التحالف غير المسبوق مع اسرائيل، والمملكة العربية السعودية، هو تعديل قانون “جاستا” على الاقل.

وفي المفارقة ان هذا التحالف الجديد يأتي في وقت يوقف فيه دونالد ترامب حلّ الدولتين، ويُعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لاطلاق عمليات الاستيطان في الاراضي العربية.

السابق
العلاقات المصرية – السعودية لن تتأثر بتأييد القاهرة لطهران
التالي
البخاري عرض على عون إيفاد باسيل للقاء الحريري والخارجية لم تعلّق!