قصائد جديدة في «شيرازيات» محمد علي شمس الدين

لقد شاء محمد علي شمس الدين (– وفي مرحلة، من مراحل مسيرته الشعرية المشهودة، كمسيرة خلاّقة ومشعّة، في تاريخ مشهد الشّعر العربي الحديث) أن يقرن اسمه – إبداعياً – بإسم حافظ الشيرازي، فتمخض عن ذلك، ديوان شمس الدين الذي صدر تحت عنوان "شيرازيّات".

صدر ديوان “شيرازيات” حديثاً وفي طبعة ثانية (فريدة ومنقّحة) (عن “دار الأمير” في بيروت 2017)، متضمناً تسعة قصائد جديدة، أُضيفت إلى ما احتواه الديوان، في طبعته الأولى (75 قصيدة غزل).

اقرأ أيضاً: «جيرمين وإخوانها»… مجموعة قصصية للصحافي حازم صاغية

ولقد جاء في مقدمة هذه الطبعة الثانية المزيدة، قول شمس الدين موضحاً: وتحت عنوان: “تسع قصائد غزل جديدة”:
كنت قد اخترت 75 قصيدة غزل من الشاعر والمتصوّف الفارسي حافظ الشيرازي، وعرّبتها مشيراً إلى أن عملي لم يكن ترجمة تتمتع بالأمانة الحرفية للنص الفارسي، لأن ذلك يقتل الشعر، بل منحتها روحي الشعرية وروح اللغة العربية معاً، فظهرت أشبه ما تكون بنصوص على النصوص أو قصائد جديدة على قصائد قديمة، تنتمي إليّ بمقدرا انتمائها لحافظ الشيرازي. ومن يعرف اللغتين الفارسية والعربية يدرك مقاصد ما أقول.

كتاب شيرازيات
وجمعت تلك القصائد في حينه في ديوان “شيرازيات” صدر عن اتحاد الكتّاب اللبنانيين في شباط 2005 مع رسوم مصاحبة للفنان حسن جوني. هنا، وبعد نفاد الطبعة الأولى، رأيت مع صدور الطبعة الثانية (عن دار الأمير) إضافة تسع قصائد غزل جديدة بالروح السابقة نفسها، راسماً لنفسي استكمال هذا الصنيع الخطير والممتع.

اقرأ أيضاً: «الإرهاب كما نشرحه لأولادنا» كتاب للطاهر بن جلّون

والقصائد هذه مختارة من أصل 573 منظومة غزل تركها الشاعر (تبعاً لنسخة الشارح البوسنوي “سودي” بالتركية. نشرها في القرن السابع عشر الميلادي، وترجمها إلى العربية مباشرة عن الفارسية إبراهيم أمين الشواربي. طبعت في مصر مع مقدمة للدكتور طه حسين في العام 1944).
ومن الديوان القصيدتان التاليتان:
قصري على الريح
قصري على الريح لا تعلو به عُمُد/ من الرُخام ولا يسمو به حجرُ
حطَم قيودَك في أرض مسافرة/ إلى الجَحيم وكُنْ جسراً لمن عبروا
بابُ المجرّةِ مفتوح لسالِكه/ مِعْراجه الطير تفنى فيه والبشرُ

الجنة حين أفلتت من يد آدم
أسندت رأسي إلى ياقوتهٍ عجبٍ/ حمراء تلمع كالنيران في الظُّلَمِ
وجدْتها أودعتْ في الحانِ صُورتها/ وأسلمتْ وجهها الفتّتان للصَنَمِ
حطِّم جبينَكَ إنْ لَم تَبْتهج طرباً/ بالراحِ تُسْكَبُ في أيامِكَ الحُرُمِ
فإنَّ ذَنْبَكَ لا يشقى به أحد/ إلاَّك دونَ جميع الناس والأُمَمِ
وإنَّ آدمَ ضاعَتْ منه جَنَّتُهُ/ فكان ما كان من همّ ومن ندم.

السابق
المستقبل: عودة الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام
التالي
أين روسيا من الصراع السعودي – الإيراني؟