السعودية تصّعد.. و350 ألف لبناني مهددون بالطرد

الحرب السعودية على لبنان، بدأت سياسية، وانتقلت الى الاقتصاد وباتت اليوم مفتوحة وعلنية. فالى أين ستصل هذه العقوبات؟

ألحّت السعودية على إسرائيل خلال حرب 2006 باستخدام كل قوتها من أجل القضاء على حزب الله. ورغم هذا، فالتشدد السعودي حيال حزب الله ارتفع أكثر فأكثر منذ تولي وليّ العهد محمد بن سلمان مهامه الجديدة بدرجة كبيرة جدا. بحسب قناة “كان” الاسرائيلية.

إقرأ ايضا: «رؤية» بن سلمان: ما لها وما عليها

فبعد اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته تحت عنوان قطع يد حزب الله وإيران تكون السعودية قد اعلنت الحرب على لبنان. فهل تتورط السعودية في خيارات غير مجدية بعد التغييرات التي قامت بها مؤخرا داخليا؟.

حيث اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية يوسي ميلمان أن الفوضى الجديدة في لبنان التي نتجت من الخطوة السعودية وإجبار الرئيس سعد الحريري على الاستقالة، تصبّ في خدمة المصلحة الاسرائيلية، لانه سيؤدي الى انشغال حزب الله بالازمة السياسية الداخلية، وفي الوقت عينه بمعاركه في سورية.

واضافة الى الهجوم السياسي السعودي على لبنان ثمة نيّة بمقاطعة اقتصادية، خاصة ان الرياض تفرض قرارات المقاطعة للبنان على دول الخليج الاخرى وبقوة.

وهو ما حصل عام 2012، مع المقاطعة الخليجية غير المعلنة، وصولاً إلى تحذير مواطنيّ دول الخليج من زيارة لبنان بسبب الأوضاع الأمنيّة الحرجة بين عامي 2013 و2015. اضافة الى إعلان السعودية وقف مساعداتها للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بعد تراجعها عن هبة بقيمة 3 مليارات دولار للجيش، ومليار دولار لقوى الأمن الداخلي.

وحاليا، ونتيجة ارتفاع لهجة الخطاب السعودي ضد لبنان ستتأثر عائدات لبنان من صادراته الصناعية إلى الخليج، والتي تبلغ 60% من حجم إنتاجه. اضافة الى عائدات صادراته الزراعية البالغة 85% من حجم الانتاج الزراعي، وتأثر المصانع والشركات اللبنانية في الخليج، إذ ان 80% من الصادرات السعودية إلى لبنان تأتي من مصانع أصحابها من اللبنانيين، أو هم شركاء فيها، بحسب موقع “المدن”.

كما ستلجأ السعودية الى منع البنوك السعودية من التعامل مع القطاع المالي اللبناني، ووقف اصدار تأشيرات لرجال الأعمال اللبنانيين، وسيُطلب منهم مغادرة الاراضي السعودية، وفق ما نقلت “ذا ناشيونال” الإماراتية. ففي العام 2009  كان 350 ألف لبناني مقيم في الخليج.

ايران

علما ان “فورين أفيرز” الأميركية، نقلت انها تقدمت باقتراح للكونغرس في تشرين الأول 2017  لعزل مناطق حزب الله مع موافقة الكونغرس على فرض عقوبات إضافية عليه، مع امكانية استخدام قانون “باتريوت” لفرض عقوبات على مناطق معينة من لبنان، مما سيرفع من الضغط على الاقتصاد اللبناني والنظام المصرفي.

وكان النائب عقاب صقر، المقرّب من الرئيس سعد الحريري، قد أكد في حديث إعلامي أن السعوديين سيردون بحرب إقتصادية قد تكون قاضية على الإقتصاد اللبناني، مع الاشارة الى  استقالة الحريري أتت لحماية لبنان وتفادي إنهيار الإستقرار الداخلي. فالحرب في لبنان ليست مطلبا خليجيا. بحسب موقع “المستقبل”.

وتأتي هذه التطورات ضمن سباق إقليمي جيوسياسي بأدوات عسكرية، أدى إلى إضعاف المعارضة السورية بشكل غير مسبوق، وتحييدها عن التأثير مع القضاء على “داعش”. مما حدا بواشنطن وتل أبيب، الى التركيز على إيران وأدواتها في المنطقة وفي مقدمها حزب الله.

ورغم أن حزب الله تجاهل أغلب الضربات الإسرائيلية التي استهدفته، فإن تغيّر ميزان القوى في سورية لصالح النظام يمثّل مكسبا إستراتيجيا لإيران وحلفائها حيث دأب الإعلام الإسرائيلي مؤخرا على كشف التعاون الأمني غير المسبوق بين إسرائيل والسعودية، بحسب “الجزيرة. نت”.

إقرأ ايضا: العقوبات الاميركية الجديدة ستشمل حزب الله وجميع حلفائه

في حين أن حزب الله لم يرضخ للتهديدات السعودية- الأميركي، إلا أن لبنان في وضع ضعيف للغاية.

لان كسر حزب الله يحتاج إلى إبعاد لبنان اقتصادياً واجتماعياً عن سيطرته على لبنان، فالى أي مدى تستعد الرياض للذهاب بعيداً في حربها ضد حزب الله؟

السابق
مصدر في المجلس الشرعي الإسلامي عودة الحريري متوقعة اليوم
التالي
ريفي يردّ على الإشاعات ويتهم «حزب الله»: غرف سوداء!