أين روسيا من الصراع السعودي – الإيراني؟

ايران روسيا
يسود الترقب المناخ الإقليمي والدولي حول ما سيؤول إلبيه الصراع السعودي – الإيراني وكيفية ترجمته على أرض الواقع.

في ظل مناخ التصعيد التي تمارسه المملكة على إيران ومؤخرا تجاه ايران و”حزب الله” في لبنان على خلفية مشاركة الأخير في الحرب ضدّ المملكة في اليمن، يطرح تساؤل حول كيف سيكون تموضع روسيا في الصراع السعودي – الإيراني على ضوء قمة بوتين خامنئي ولقاء اللملك سلمان بالرئيس بوتين؟ وهل هناك إتفاق ضمني بين السعودية وروسيا على إستبعاد الأخيرة من التصعيد ؟ أو أن روسيا لن تتخلّى عن حلفائها؟

اقرأ أيضاً: عن مدى ارتباط التغييرات الداخلية السعودية باستقالة الحكومة اللبنانية…

يرى أستاذ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في الجامعة اللبنانية، خالد العزي في حديث خاص لـ “جنوبية” أن “روسيا تكون حيث تكون مصالحها، لأن الموقف الروسي ليس كما يصوَّر أنها في حلف مع إيران و”الممانعة” فإن آمال الممانعين هي التي تتصور هذا الأمر، والتمنيات غير الواقع الحقيقي”. وأشار إلى أن “روسيا تحافظ على مصالحها، وأصبح معلوم أن سوريا أمّنت لروسيا مكانة جديدة في عملية الصراع لكنه لم يحقق ما تريده موسكو التي كانت تحاول إنهاء الملف سياسيًا لتسجيل مكاسب لها في سوريا وتوظيفها دوليا لإنتزاع إعتراف بدورها”. وأضاف “روسيا تدخلت في الحرب السورية عندما لمست أن مصالحها في خطر والوضع الإيراني – السوري لم يعد يحافظ على هذه المصالح، وإضافة إلى ذلك كان هدف روسيا أيضًا التدخل لمفاوضة أميركا على دورها الجديد”.

وأشار العزي إلى أن “الصراع لن يكون بين السعودية والروسي وإيران، ولن يكونوا الروس خط فصل. فالدبلوماسية التي تقودها روسيا مع السعودية تختلف كليا عن الدبلوماسية التي تتبعها مع إيران”. لافتا إلى أن “العلاقة بين إيران وروسيا علاقة سيئة وآخر إجتماع بين بوتين وخامنئي كان فاشل جداً وكان الهدف منه تأمين مخرج مشرفا لإيران من سوريا يحفظ لها حقها، لكن العنجهية والغطرسة الإيرانية مبنية على تصورات خيالية إذ يعتقدون أنهه سينتصرون وسيحدث بأميركا هزّة بسبب عدم الثقة الموجودة عند ترامب”.

كما رأى أن “اليوم أصبح الصراع مع الأسد، واليوم أصبحت المصالح تقاس في لبنان، سيّما أن العلاقة الروسية – السورية لم تعد كما السابق، فسوريا أمنت لروسيا إثبات وجودها إلا ان هذا الإنتصار لم يوظف بالسياسية الدَولية، وثانيا أصبحت إيران عبئ على روسيا وبالتالي أصبحوا ينفذون شروط دولية وتحديدا أميركية بضرورة تنظيف سوريا من الوجود الإيراني قبل التفاوض، وتابع ثالثا”المئة والإثنا عشرة غارة إسرائيلية التي شنّت على حزب الله، روسيا كنت شبه موافقة على هذه الضربات.
وأشار إلى أنه “منذ إنهاء روسيا معركة حلب كانوا ذاهبين نحو حلّ في سوريا، والحل العسكري كانت تفرضه إيران وأحزابها المتمثل بما طرحه قاسم سليماني بربط طهران ببيروت. وبالتالي قوبل برفض روسي”. ولفت إلى الخلاف الذي وقع مؤخرا بين الأسد وروسيا حول الهيمنة ومن يكون صاحب القرار بإثبات موسكو أنها هي صاحبة الفضل إستمرار النظام”.

 

ومنا هنا يبدو أن علاقة المحور الروسي ليست على ما يرام ويشير العزّي أن “روسيا بالنسبة لها مصالحها فوق كل إعتبار سيما أن علاقتها مع إيران أصبحت تحكمها الديون، بينما الوضع مع السعودية مختلف نسبة لحجم الصفقات التي أبرمت معها الإقتصادية منها والعسكرية وقد عقدت السعودية صفقات بـ 112 مليار دولار مع روسيا. إلى ذلك في حال أرادت سعودية تجييش جيش كما تم الحديث عن “عاصفة الشمال” فهناك 37 دولة إسلامية يمضوا تحت لواء السعودية . إضافة إلى ان المسلمين الروس الذين يشكلون 25% هم في أغلبيتهم من الإسلام السنة الذين يولون السعودية. و روسيا تدرك جيدا أن المملكة عامل إستقرار حتى في الداخل الروسي”.

هذا عدا عن أن السعودي وروسية إتفقوا على تشكيل بنك معلوماتي لمكافة الإرهاب وضربه، وبالتالي إستطاعت السعودية فرض موقفها في العديد من النقاط في الإتفاق حول البترول، وتوحيد صفّ المعارضة وضرب ومحاصرة الإرهاب الإسلامي والذي حقق نوع من الإستقرار. وفي حال إذا كان مدخل روسي نحو مصر وليبيا فسيكون عبر السعودية وليس تركيا خصوصا أن هذه المناطق واعدة جد افي الإقتصاد وشراء السلاح. وتابع “لهذا السبب إذا كان الروسيا تتعامل مع الصراعات الحاصلة في الشرق الأوسط على أنها تكون على حدّ أدنى من الطرفين”.

وعن الصراع الإيراني – السعودي قال العزّي كان “لافتا تحدث الملك محمد بن سلمان من عدّة أيام أن حلم إيران الذهاب إلى فلسطين ومقاسمتنا إياها، وهو ما يشبه الشعار الذي رفع في سوريا بالدفاع عن المقدسات لشدّ العصب والسعوديين اليوم يحملون الشعار نفسه”.

مضيفا “الضربة الإستباقية ستخاض في قلب إيران، وهذا لا يعني خوض معارك جانبية بين الطرفين، لأن السعودية تمتلك 4 أوراق مهمة في إيران المتمثلة بالورقة الكردية والورقة الأحوزية كما الورقة البلشونية كذلك ورقة المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج فمجرد تحريكها من جديد تحدث تخريبا في الداخل الإيراني. ناهيك عن وجود خطوة عالمية بمواجهة إيران ووضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الذي يضر بإيران كثيرا التي في حال خيرّت بين الحرس الثوري والقنبلة النووية والسلاح البالستي فحتمًا تتخلى عن كل شيئ مقابل إبقاء الحرس الثوري سيما أنه يشكل 75% من الإقتصاد الإيراني”.

اقرأ أيضاً: السعودية ستهاجم قبل أن تُهاجم وتنقل المعركة الى ايران

وعن إحتمال إندلاع صراع عسكري بين إيران- السعودية إستبعد العزّي “أن تكون نية السعودية الدخول في حرب إذ تعتقد المملكة أن نجاحتها في اليمن وحمايتها للإمارات والبحرين، كما دعمها لمصر وتسكير الطريق على القطريين والإيرانيين وسحب البساط والورقة من تحتهم في لبنان وزعزتهم في العراق، يعني أن المشروع الإيراني يتقهقر كما يدعون أنهم إنتصروا على “داعش”.

وخلص “في ظل هذا الصراع والهجمة الأميركية كما الخطوة السعودية المدعومة عربيا، الواضح أن المملكة أخذت قرارا بالمواجهة وهذا التصعيد له طرق دبلوماسية عبر التصعيد الإعلامي الدبلوماسي و الحصارات التي تفرضها على إيران وأعوانها التي سوف تضع طهران في مرمى سؤال مهم، وهو ماذا ستقدم للسعودية حاليا من أجل تخفيف هذا العبئ “. وقدّر العزّي أن “الخاصرة الأوسع والأضعف في ظل الخلاف الروسي – السوري يكون عبر إنهاء الملف السوري والإطاحة ببشار الأسد”. وأكّد العزي في النهاية أنه “لن يحدث صراع في لبنان لأن لا أحد يتحمل في الداخل، وحكومة الحريري ستكون حكومة تصريف اعمال”.

السابق
قصائد جديدة في «شيرازيات» محمد علي شمس الدين
التالي
هل يستطيع لبنان طلب تدخّل دولي لجلاء حقيقة «إقامة» الرئيس الحريري في السعودية؟