لا غنى عن سعد الحريري لقيادة تيار المستقبل… وخيار شقيقه بهاء مستبعد

سعد الحريري
هل إختارت السعودية إقصاء الرئيس سعد الحريري عن التمثيل السني في لبنان وإستبداله بشقيقه بهاء، لانه لم يجارِ التصعيد الحاصل بينها وبين إيران و"حزب الله"؟

لا يزال الغموض يلف إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والتكهنات سيّدة الموقف فحتى الساعة لم ينقشع مصير الحريري والأسباب التي دفعته بشكل مفاجئ وفي ليلة وضحاها إلى إتخاذ مثل هذه الخطوة. ومنذ ذلك الوقت تحوّلت الصحف والمحطات التلفزيونية ومواقع التواصل إلى منابر تطلق منها التحليلات والتخمينات لجهة إقامة زعيم تيار المستقبل الجبرية في وطنه الثاني في ظل الاعلان عن الإجراءات السعودية التي قضت باعتقال عشرات الامراء والوزراء والمسؤولين.

اقرأ أيضاً: محمد بن سلمان وترامب يستعدان للحرب على إيران

هذا الإرباك دفع اللبنانيين للتساؤل عن مصير التسوية وما بعد الإستقالة؟ وكيف سيكون شكل التصعيد سيّما أن المملكة لا تستطيع العودة إلى الوراء، فبعد التصعيد الكلامي اصبحت السعودية ملزمة بتحركٍ ما وإلا تحولت التهديدات إلى بالونات هواء.
وقد وصلت هذه التكهنات حدّ التساؤل عن مصير الحريري وعن نية المملكة بإنهاء دوره السياسي بتسليم قيادة تيار المستقبل والزعامة السنية الى شقيقه رجل الاعمال بهاء الدين الحريري، وذلك بحسب ما أوردت بعض وسائل الإعلام.
فهل فعلا قررت السعودية انهاء سعد الحريري سياسيًا؟ وما هي الخطوة التالية بعد الإستقالة؟

رأى القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لـ “جنوبية” أن “الإستقالة في حدّ ذاتها خطوة تصعيدية، أما ما هي الخطوات التالية، فأكّد أنه لا معطيات لديه بشأنها”. مشيرا إلى أن “قناعته الشخصية من الأساس هي أن حزب مسلّح لا يواجهه إلا بقوّة مسلحة. أمّا شكل المواجهة وكيفيتها فلا معلومات عنها”.

وفيما يتعلّق بالروايات حول إقامة الحريري الجبرية قال إن “اللبنانيون تحولوا بشكل مفاجئ إلى محللين نفسيين ودارسين بفنون الفراسة، مؤكّدا أنه وبحسب قناعته الرئيس الحريري حرّ طليق وخياراته حرّة فمن يؤيده في الخط السياسي سيقتنع، أما من ضدّه فيركزون على هذه النقطة بالذات ويتجاهلون الوضع العام وهذا تلهي بالقشور”.

النائب السابق مصطفى علوش

وفي سؤالنا عن شكل جولة الحريري الخليجية أمس دون حراسته الشخصية وفريق عمله ومستشاريه، أشار إلى انه “لا شك أن هناك أمراً ماـ ولكن لا أدّعي أني أملك معطيات أو أستطيع الإستنتاج من خلاله بمثل هذه الأمور بأن الحريري يقوم بما لا يريده فهذا بالتأكيد أمر خاطئ”. وأضاف “أنا مقتنع بما قام به الرئيس الحريري، ومقتنع أنه يمثل الأكثرية الساحقة من تيار المستقبل. أما التفاصيل الأخرى لا أبحث فيها”.

اقرأ أيضاً: بعد استقالة الحريري الملتبسة: ما هو مفعول التهديدات السعودية؟

وبما يتعلّق بتسليم القيادة لبهاء الحريري إستبعد علّوش هذا الأمر قائلا “لا أعتقد أن تيار المستقبل ممكن إستبدال قيادته بخيار آخر من هذا النوع”. مؤكدا “نحن مع الحريري ليس لأنه فقط إبن الشهيد رفيق الحريري، إنما لأننا نعمل معا منذ سنوات. فهناك مصير سياسي وعلاقة مباشرة”. وأشار “كي يأتي شخص آخر، على الأقل يجب أن يكون عضوا في التيار، وبهاء ليس عضوا فيه حتى يتسلّم القيادة”.
وخلص علوش بالتأكيد أن “مشكلة السعودية ليست مع الحريري، إنما مع إيران و”حزب الله”. وتابع “عمليا والد الحريري إستشهد في المواجهة مع إيران، وقد أعطى سعد كل ما يمكن أن يعطيه على مدى 12 من المواجهة مع إيران. لذا نحن نواجه على هذا الأساس وفيما يتعلّق بالأمور الأخرى علينا الإنتظار حتى تتوضح الأمور”. وعن موعد عودة الحريري إلى لبنان أكّد أن “لا معطيات لديه حول هذا الأمر، قائلا “نحن نطالب الحريري بالعودة بأسرع وقت ممكن لأن القيادة من الخارج لا تنفع”.

السابق
ترحيب غربي بإصلاحات بن سلمان
التالي
ولايتي للحريري: في حال لم تعلن تأييدك العلني لحزب الله، فإن نهاية والدك تنتظرك