قلق على مصير الرئيس الحريري وتساؤلات حول إقامته في السعودية

الملك سلمان وسعد الحريري
لا تزال إستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي اعلنها من السعودية، تثير بلبلة واسعة في الأوساط الداخلية والإقليمية حول أسبابها وظروفها، سيما أن هذه الخطوة ترافقت مع إجراءات سعودية داخلية تمثلت بحملة إعتقالات واسعة بحق أمراء وشخصيات سعودية من الصف الأوّل. ممّا إستدعى تساؤل حول ما إذا كانت هذه الإجراءات العقابية ستشمل الحريري نفسه؟

ما عزز الشكوك التي تطال وضع رئيس الحكومة سعد الحريري في المملكة العربية السعودية التي يحمل كذلك جنسيتها، هي الجولة الخليجية التي قام بها الحريري اليوم إلى البحرين والإمارات إذ سافر على متن طائرة سعودية وليس بطائرته الخاصة كما هي العادة، وبمرافقة سعودية وحيدا دون فريق عمله ومستشاريه وحرسه الشخصي اللبناني وكان لافتا عودة مرافقه محمد دياب أمس إلى لبنان.

ومن جهة أخرى، لا يزال التصعيد السعودي سيّد الموقف إذ لا يتوانى المسؤولون السعوديون عن التصريحات العنيفة ضدّ “حزب الله” بالتهديد والوعيد سيما ما صرّح به الوزير السعودي أمس ثامر السبهان لقناة العربية بأن لبنان بعد الإستقالة ليس كما قبلها وأن حكومة حزب الله ستعامل على أنها حكومة إعلان حرب.

اقرأ أيضاً: بعد استقالة الحريري الملتبسة: ما هو مفعول التهديدات السعودية؟

وفي هذا السياق، صرّح الدكتور وليد عربيد، استاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية والباحث الاستراتيجي والديبلوماسي لـ “جنوبية” حول خطوات السعودية المقبلة بأنه “مما لاشك فيه اتخذت السعودية قرارها في التضييق على حزب الله من ضمن المواجهة في نزاعها مع ايران”.

ورأى أن “استقالة الرئيس الحريري وتغريدات السبهان تعني أن الرياض لن تقف مكتوفة الايدي في لبنان وان الاستقرار التي حاولت في السابق إعطاء المظلة عليه ستسحقه بالدعم المالي وحتى تسليح الجيش”.

وتابع “لذلك ايران لن تكون بعيدة عن القصف السياسي السعودي الأميركي وحتى الاسرائيلي” .

وشدّد عربيد أن “هناك أزمة حكم وأزمة ثقة في لبنان مع الرياض وهي مالية، الّا اذا اندلعت من جديد الحرب الأهلية والاموال الخليجية جاهزة”.

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري

أما فيما يتعلّق بالسيناريو المطروح فرأى أنه “يتمثل بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل في استنزاف الحزب والتضييق على الشعب اللبناني اقتصاديا، وايضًا سحب غطاء الدعم عن المصارف التي تدعم حزب الله”.

ولفتت “لكن يبقى السيناريو هو حرب جديدة على سوريا ولبنان وهذا ما يحرك الجبهة الجنوبية السورية و الصراع الذي نشهده على القرية الدرزية هي خير دليل على ذلك”. لافتا إلى أنه “يجب الحديث عن زيارة بوتين الى طهران و ماذا حملت مع تزامنها مع التصلب السعودي”.

اقرأ أيضاً: كيف قرأ الديبلوماسيون ساعاتِ الإستقالة و«المِحنة»؟

وفيما يتعلّق بموضوع إقامة الحريري في السعودية أشار إلى أنه “السؤال الذي يطرح نفسه هل هو يدفع ضريبة تحالفه مع الأمير عبد العزيز بن فهد”. لافتا إلى أن “المطلوب أن تقوم الدولة اللبنانية برفض الاستقالة كونها حصلت خارج السيادة اَي خارج الحدود اللبنانية”.

إلى ذلك اذا دخل الحريري كرئيس للحكومة الى السعودية فهو يمثل دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة والجامعة وهنا الدبلوماسية تلعب دورا مهما في عودته الى لبنان، بينما اذا جردته الرياض من حقوقه المدنية يحق لها محاسبته بسبب دعوة اوجيه”. مشيرا إلى أنه ” لا يحق للملكة حجزه أو وضعه بالإقامة الجبرية. ورأى عربيد أن “تزامن توقيف الأمراء مع استقالة الحريري يطرح علامات استفهام كثيره”.

السابق
بعد استقالة الحريري الملتبسة: ما هو مفعول التهديدات السعودية؟
التالي
هل يكون تغييب الحريري مدخلا لازدهار التطرّف في لبنان؟