هشام جابر: على حزب الله الخروج من الحكومة لتجنيب لبنان الحرب

حسن روحاني ومحمد بن سلمان
يتخوّف اللينانيون من حرب قادمة لا يعلم شكلها الا الراسخون بالسياسة. فكيف يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر الحل؟

تتصاعد التهديدات المخاوف من صراع سعودي ايراني مسرحه لبنان، يمكن ان يتحول هذا الصراع الى حرب هدفها ضرب حزب الله، خصوصا بعد الفوضى السياسية التي خلّفتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري التي اعلنها من الرياض، كرسالة سعودية لمن يهمه الأمر.

كيف يرى العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، سيناريوهات الحرب المفترضة، وأين ستكون ساحتها؟

وردا على سؤال “جنوبية” حول سيناريوهات الحرب المحتملة، يقول العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، انه “أولا عندما سمعنا بالتصعيد الذي يقول سنواجه إيران في المكان والزمان المناسبين فأول سؤال بدر الى أذهاننا انه هل ستقوم السعودية بالحرب على إيران بالتعاون مع اسرائيل؟ وكان الجواب: لا لماذا؟ لأن النتائج ستكون كارثية على المصالح الاميركية، وستنطلق آلاف الصواريخ ضد المصالح الأميركية في المنطقة، وستمتد الى كامل المنطقة”.

اقرأ أيضاً: عن مدى ارتباط التغييرات الداخلية السعودية باستقالة الحكومة اللبنانية…

ويتابع شارحا “إذن السؤال التالي أين ستواجه السعودية إيران؟ في اليمن؟ المواجهة موجودة وهناك تصعيد في اليمن، وستتابع السعودية ذلك. اما في سوريا والعراق فالامر غير وارد اطلاقا بعد ان خسرت السعودية كل استثماراتها. لذا لن تعيد الكرة ولن تخرج بنتيجة لان سوريا صارت واقعة ضمن اتفاق روسي- أميركي”.

وعلى صعيد لبنان؟ يرى العميد جابر انه”في لبنان نعم، فقد نقلت السعودية الصراع الى لبنان. وستكون مقارعة ايران في لبنان، عبر مقارعة حزب الله أمنيا وعسكريا وسياسيا كما سيحاولون بكل الطرق”.

ويفنّد الدكتور هشام جابر، الخبير الاستراتيجي، شكل الصراع، بالقول “سنبدأ بالأخطر، أي الأمني، ونسأل أنفسنا: هل يمكن إشعال حرب أهلية؟ لا. هل يتكرر7 أيار جديد؟ لا، لن يتكرر لأن تداعياته ستكون أقوى من 7 ايار2008 . لذا، سيتصرف حزب الله بهدوء. وستربح جراء ذلك إيران. ولن يستدرج حزب الله الى أية معركة. والشعب لن يُستدرج ايضا، اضافة الى ان الجيش بقيادته الجديدة موّحد”.

ويتابع العميد المتقاعد هشام جابر، ليؤكد على ان “رغم كل التصعيد الحاصل لبنان سيبقى صامدا وبمنأى عن الحرب، لان ثمة توافق بين مختلف القوى المعنيّة على ان يكون لبنان منصة لوجستيا لتحقيق اهدافهم بدءا من روسيا وأميركا الى إيران والسعودية، ومنصة اعلامية وسياسية واستخباراتية. واذا وقعت الحرب على ارض لبنان لن يبقى لهم بديل، لذا تركوا لبنان “ستاتيكو”، والا لكان انهار بلدنا منذ سنتين”.

العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر

ويتابع، رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية، بالقول “اما أمنيّا فلا مانع من حصول مناوشات وضغط اقتصادي، اذ ثمة تهديد بطرد اللبنانيين من السعودية وقطع العلاقات الدبلوماسية. فوضعنا ليس كدولة قطر كما يحلو للبعض تشبيهه، والسؤال الذي يطرح نفسه: الى أين ولماذا كل هذا الضغط الكبير؟ أقول كمراقب ومحلل ان الوضع المالي للبنان لا يزال جيد جدا، اما الوضع الاقتصادي فسيء جدا، واذا حوصرنا بتهمة العلاقة مع حزب الله مما يؤدي الى الانهيار، يكون الحل بالتالي: ان الحكومة الحالية التي استقال منها الرئيس سعد الحريري هي حكومة حزب الله، لذا لما لا يخرج منها حزب الله؟ لانه لن يكون ثمة بديل عن الرئيس سعد الحريري، لا من فريقه ولا من الفريق الآخر المعاكس، لانه سيكون عبارة عن تحد. اذن رئيس حكومة سياسي من الصعب السير به حاليا. لذا يمكن لرئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون ان يشّكل حكومة تكنوقراط لا تمثيل لحزب الله فيها”.

اقرأ أيضاً: لبنان في خطر والتسويات في مهب الريح

ويؤكد جابر “والتكنوقراط موجودون في كل الطوائف، وهناك الكثير من الشخصيات الشيعية غيرالمنتمية سياسيا، لان هناك ما نسبته 60% من الشيعة ليسوا لا مع أمل ولا مع حزب الله، ولا من شيعة السفارة كما يسمونهم، ولا من المعادين للمقاومة، ويمكن اختيارهم للتوزير، فالحزب والحركة متقاسمون للكعكة منذ سنوات، والحل هو وجود حزب الله خارج الحكومة”.

ويشرح العميد جابر، بالقول “انا اقول انه على رئيس الجمهورية تأليف حكومة تكنوقراط لاجراء انتخابات محايدة خلال ستة أشهر. وهي الحكومة الأمثل”.

ويختم الدكتور هشام جابر “لذا حتى نتجنب من هذا الهجوم السعودي حتى نخفف من الضغط من كل الجهات يفترض عدم الاعتراض من حزب الله بأسرع وقت اذا ما سمحوا للعماد عون بذلك، والاجراء الاخيرهو تأليف حكومة عسكرية، حيث يمكن انتقاء شخصيات عسكرية متقاعدة من كافة الطوائف غير مستفزة للاخرين، نظيفي الكف، والناس ستؤيدهم لاجراء الانتخابات برئاسة سني مدني مع حكومة عسكرية نظيفة الكف”.

السابق
حزب الله يتمرد على قرار رئيس الجامعة اللبنانية
التالي
اسانج: السعودية واسرائيل تحاولان توريط واشنطن في لبنان