الحملة السعودية عنوانها محاربة الفساد ام احتكار السلطة؟

شغلت السعودية العالم أجمع بأخبارها التي اختلطت ما بين الداخلي والخارجي والاقليمي، والتي طالت في جزء منها لبنان. تحت عنوان مكافحة الفساد.

عزز “ملك السعودية المقبل“، كما وصفته (وكالة رويترز)، قبضته على السلطة من خلال حملة لمكافحة الفساد بإلقاء القبض على أمراء ووزراء ومستثمرين.
ونقلت (رويترز) ان الأمير الوليد بن طلال كان من بين 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، الذين جرى احتجازهم في وقت مبكر من صباح الأحد الواقع في 5 تشرين الثاني. كما تم احتجاز الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني.
ويواجه الموقوفون تهما تشمل غسل الأموال وتقديم رشا وابتزاز واختلاس وتوظيف وهمي وإرساء مشاريع مختلفة وعقود تشغيل وصيانة على شركاته الخاصة. لكن لم يتسن التحقق من هذه الاتهامات بشكل مستقل، ولا الوصول إلى أفراد من عائلات المحتجزين. وتقول رويترز من شأن الخطوة تعزيز سيطرة الأمير محمد على المؤسسات الأمنية الثلاث.

اقرأ أيضاً: محمد بن سلمان… وعودة السعودية الى الإسلام المعتدل

وجاءت اخبار الاحتجاز بعد تشكيل الملك سلمان لجنة عليا جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تتمتع هذه اللجنة بسلطات واسعة من بينها التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول. مما اعاد حملة الاحتجاز هذه الى قضية وليّ العهد السابق محمد بن نايف الموضوع في الاقامة الجبرية.
من بعدها أصبح الأمير محمد بن سلمان، صاحب القرار النهائي في شؤون الجيش والسياسات الخارجية والاقتصادية والاجتماعية، مما أثار الغضب داخل أسرة آل سعود. فهدف هذه القرارات يتجاوز مكافحة الفساد إلى التخلص من أية معارضة محتملة لسياسة الأمير محمد بن سلمان.
فعلى صعيد السياسة الاقتصادية قلّص ولي العهد محمد بن سلمان الإنفاق العام في بعض المجالات، ويعتزم بيع الكثير من أصول الدولة كما طرح جزءا من شركة النفط “أرامكو” المملوكة للدولة في الأسواق العالمية. كما يعود لولي العهد قرار الحرب الدائرة منذ عامين في اليمن، اضافة الى النزاع مع قطر.
وقد قارن البعض الحملة “بليلة السكاكين الطويلة” وهي حملة تطهير عنيفة طالت زعماء سياسيين في ألمانيا النازية عام 1934.
وكانت صدرت قرارات الاحتجاز هذه بعد حملة على المعارضين السياسيين في أيلول الماضي شملت حوالي 30 شخصية من رجال الدين والمثقفين والنشطاء.
فحملة التطهير من الفساد التي يقودها بن سلمان ستُسجل كفصل محوريّ في سيرته الذاتيّة، فهي خطوة حاسمة ضد الفساد المنظم من الثروة النفطية. فهذه الحملة شملت منافس ولي العهد الأمير متعب بن عبد الله رئيس قوات الحرس الوطني.
كل ذلك من أجل منع المحافظين من معارضته، وحماية أجندته الإصلاحية التي تهدد أغلب المؤسسة السعودية لكنها تجلب المؤيدين والترحيب من الحكومات الغربية.
فالتوجه الإصلاحي لوليّ العهد يفرض عليه أن يأخذ في الاعتبار المعارضة الواسعة لحربه في اليمن وحملته ضد قطر. بحسب (التايمز) البريطانية التي كشفت ان الأمير الوليد بن طلال أحد الملاك الرئيسيين لها.
وتبدو حملة الاعتقالات الشعواء آخر خطوة في توطيد سلطة ولي العهد، محمد بن سليمان، الابن المُفضَّل والمستشار الأعلى للملك سلمان.
فقد اصبح ولي العهد، بالفعل، هو الصوت المهيمن في الجيش، والخارجية، والاقتصاد والسياسات الاجتماعية، مما يثير لغطاً حول استياء الأسرة المالكة في السعودية، وذلك بسبب تكدُّس الكثير من السلطات في يده، وذلك في عمر صغير بحسب (نيويورك تايمز) الأميركية.
وتزامن ذلك مع قرار هيئة الطيران المدني في السعودية إن قوات الأمن أوقفت طائرات خاصة في جدة، ربما من أجل منع أية شخصيات رفيعة المستوى من المغادرة.
فـ”اتساع نطاق الاعتقالات يبدو أنهما غير مسبوقَين في التاريخ السعودي الحديث”. بحسب “الغارديان” البريطانية. وسيتولى الأمير محمد رئاسة اللجنة العليا الجديدة لمكافحة الفساد، والتي منحت سلطات واسعة للتحقيق في القضايا وإصدار أوامر اعتقال وفرض قيود على السفر وتجميد الأصول.

اقرأ أيضاً: الرياض تقود «تسوية كاملة» بالتنسيق مع واشنطن وموسكو

ويُعد الأمير متعب هو آخر مَن تولَّى منصباً في المستويات العليا من هيكل السلطة السعودية من سلالة الملك عبد الله في العائلة المالكة.
فـ”الغارديان” البريطانية أكدت في تقرير لها ان الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، الذي تولى منصب وزير الدفاع، عُيِّنَ كولي للعهد في حزيران الفائت في تغييرٍ أزاح الأمير محمد بن نايف. وظلَّ محمد بن سلمان مسؤولاً في الوقت نفسه عن إدارة حرب السعودية في اليمن. بحسب (هافينغتون بوست).
واتخذ الأمير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في حزيران الماضي اجراءات سياسية وأمنية عديدة بهدف تعزيز نفوذه في المملكة قبل أن يتوج في المستقبل ملكاً خلفاً لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز81 عاماً.

السابق
الوزير مروان شربل لـ «جنوبية»: أزمة دستورية مع غياب الحريري.. الحكومة لا تستطيع أن تجتمع
التالي
هكذا أنارت الطاقة المتجددة جزيرة «سومبا» المعزولة