إسمع يا دولة الرئيس (15) : الإجحاف بحق مدرسي الفتوى الشيعة

صدر قرار بتعيين ٤١ مدرس فتوى لإخواننا السنة خلال شهر آب المنصرم ؛ لذا أجدني مضطراً للحديث عن الغبن الكبير الذي يطال المسلمين الشيعة في لبنان.

دولة النبيه الحبيب :

هل تعلم بأن مدرسي الفتوى لدى الشيعة قرابة ٣٠ شخصاً فقط، وأما لدى السنة فقد تمّ تعيين شواغر ل٤١ شخصاً!! هذا بمعزل عن العدد الكامل لكل مدرسي الفتوى السنة!!

والأهم من ذلك هو الآلية الموضوعية التي يتم فيها الوصول لهذا الموقع، حيث تعتمد الإمتحانات كوسيلة لاختيار الأكفأ !
(راجع النص الصادر عن دار الفتوى)

أستاذ نبيه:
لا أحب تكرار كلام أسلفنا إيراده في الماضي، لكن في هذا المجال لا مناص من التأكيد على أهمية المضي قدماً في تنمية وتطوير مؤسساتنا الدينية، انطلاقاً من الإقلاع عن الآلية الحالية التي لا تفتح المجال إلا للوصوليين، كونه لا يوجد معيار لاختيار الأكفأ، ولا يأتي إلا من تفرضه القوى السياسية!

والسؤال الطبيعي هنا هو : لماذا لم نقتدِ بإخواننا السنة، لماذا لم نطوّر آليات التعيين! لماذا لم نوسّع الملاك ليصبح متساوياً مع السنة !

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (١٣): المجلس الشيعي في عهدكما

ماذا ينقصنا لنطور واقعنا، لاسيما وأن الشيعة اليوم هم محور السياسة المحلية اللبنانية على الأقل، حتى باب اللبنانيون يعتبرون لبنان يعيش في مرحلة (الشيعية السياسية) !!
وفي واقع الحال فإن جسمنا الداخلي تصيبه الأمراض الفتاكة، ناهيك عن إعراضنا عن تنمية مؤسساتنا، ولا أدل من الوظيفة التي نحن بصدد الحديث عنها، وظيفة مدرس الفتوى.

النبيه الحبيب :

أعلم علم اليقين أنكم تعانون من بعض أبناء الجسم المشيخي، وهذا شأن طبيعي؛ نتيجة أزماته الكثيرة، والمرشحة للتفاقم .. وطبعاً نتيجة التقصير الفاضح من “أهل الحل والعقد” ..
لا يجوز أن نتحدث عن أزمات في التركيبة العلمائية في الوقت الذي لم نعمل على تطوير هذا الجسم وتنظيمه، فمن مجالات واسعة على مستوى مدرسي الفتوى لم نستفد منها، ومن حاجتنا لقرابة عشرة قضاة شرع في مواقع شاغرة، وسواه.. ثم نتحسس من فقر رجال الدين وحاجتهم !!

إقرأ أيضاً:  إسمع يا دولة الرئيس (14) :في وقاحة إزالة مخالفات حي السلم

لا أود أن أجامل أحداً، بل يجوز لنا المجاملة في القضايا العامة، وفي مصالح الأمة، وهذا ما يحتم أن علينا المطالبة بحقوق علماء الدين الشيعة، الذين تم سحقهم خلال ربع القرن الأخير.

السابق
النص الكامل لخطاب استقالة الرئيس سعد الحريري
التالي
المغرد السعودي مجتهد: الهدف من إعادة الحريري إلى الرياض حشره مع الأمراء وابتزازه مالياً