فضيحة موثّقة: سرقة 25 مليون$ في ربثلاثين.. بحماية «الحزب والحركة»؟

رب ثلاثين
مشاعات الجنوب برسم مَن؟ من يحمي أراضي الذين افتدوا المقاومة في مرحلة الاحتلال؟ 1000  دونم من مشاعات بلدة ربثلاثين الجنوبية صودرت بهيمنة حزبية وذلك إثر عملية المسح التي شهدتها قرى الجنوب في العام 2009. وإذ يتراوح سعر الدونم في البلدة بين 20 و30 ألف دولار، فإنّ قيمة "المسروقات" تتراوح بين 20 و30 مليون دولار...

ما إن تمّ دحر الاحتلال الإسرائيلي جنوباً حتى تموضعت الأحزاب عوضاً عنه، فـ”رب ثلاثين” البلدة الجنوبية التي تبلغ مساحتها 2500 دونم، بينها 1000 دونم من المشاعات، قد تعرضت وبغطاء حزبي لقرصنة أراضيها.

عملية المسح التي شهدتها البلدة كما سائر قرى الجنوب في العام 2009 حرمت 50 عائلة من امتلاك أي قطعة أرض، فيما تقاسم في المقابل عدد محدّد من الأشخاص أراضي المشاعات التي تمّ تسجيلها، زوراً وسرقةّ، بأسمائهم.

موقع “جنوبية” من جانبه، وفي متابعة سابقة لهذا الملف تواصل مع أحد أبناء البلدة، الذي أكّد لموقعنا سرقة أراضي المشاع وبيعها في صفقة تتراوح قيمتها بين 20 و30 مليون دولار. لافتاً إلى أنّ الأراضي قد سجّلت في الدوائر العقارية خلافاً للقانون، بتزوير من المختار محمد حمّود… ويحمّل مسؤولية  تغطية السرقة للثنائية الشيعية، متمثلة بمحازبين من حزب الله وحركة أمل.

اللافت في هذا الموضوع أنّ الوزير علي حسن خليل قد وجّه في تلك المرحلة تهنئة لبلدية رب ثلاثين على عملية المسح، ضارباً عرض الحائط اعتراضات الأهالي والعريضة التي رفعت من قبلهم.

ملف المشاعات الذي تمّت متابعته مؤخراً من قبل الإعلامي هادي الأمين، أظهر مستنداً جديداً عرضه تحقيق الوحدة الإستقصائية في الجديد الذي أنتجته شركة “أريج”.

إقرأ أيضاً: ظاهرة التعديّ على المشاعات.. برعاية نواب الثنائيّة الشيعيّة

هذا المستند الذي حصل عليه موقع “جنوبية” هو عبارة عن وثيقة وقعت في العام 2000 من قبل عدد من وجهاء البلدة والمختار محمد حمود وتنص على تحديد أراضي المشاع.

وجاء فيها حرفياً:

“قطعة الأرض المساة بالعريض وقبعين ومسرب الكعبوش وحدود العريض من طريق العين والأراضي المفتلحة سابقاً من تاريخ 2000… نفيد بأنّ هذه الأراضي هي مشاع”.

 

 

وثيقة تثبت حقيقة المشاعات في ربثلاثين

لكن حاليا تشير الوثائق العقارية إلى أنّ هذه الدونمات الألف قد توزّعت على عد محدّد من المحازبين، في حزب الله وحركة أمل، وعلى أقربائهم وأصدقائهم بتوقيع المختار محمد حمود، الذي كاد يدخل السجن قبل سنوات، لولا تدخلات حزبية، هو الذي ينتمي إلى حزب الله، ويجاهر في القرية بأنّ الشيخ نبيل قاووق هو من أخرجه، شخصياً، من على باب السجن.

وكان الإعلامي هادي الأمين قد كشف في تحقيقه المتعلق بـ”رب ثلاثين” أنّ أعمال المساحة لم تبقِ أيّ أملاك عامة في البلدة جراء المخالفات التي ارتكبت.

ليشير ابن البلدة علي مراد وهو أحد المتضررين من أهالي المنطقة أنّه كان يوجد في البلدة  أكثر من 1000دونم من المشاعات بينما حالياً لا يوجد ولا متر. بدوره كشف كامل هاشم وهو متضرر آخر أنّ المشاعات قد توزعت وكان هناك تدخلات وشكاوى واعتراضات على المختار محمد حمود بيد أنّها لم تؤدِ إلى أي نتيجة.

إقرأ أيضاً: أراضي الجنوب: من احتلال العدو إلى سرقة المشاعات

هذه البلدة التي لا يزيد عدد ناخبيها عن 2200 (ألفين ومئتين)، سرقها عدد محدود من السارقين بنحو 30 مليون دولار، أي ما يزيد عن 10 آلاف دولار لكل ناخب.

إذا، مهما دفعت الأحزاب لرشوة الناخبين، فإنّها لن تدفع 10 آلاف للصوت… فهل تثور القرية على من سرقها؟

السابق
وفود من بيروت والبقاع وعكار تضامنت مع المشنوق: لن نسمح لأحد بأن يحدّد لنا من يكون وزيراً
التالي
بالفيديو: طوفان نهر العاصي..