النأيّ بالنفس مصطلح أتاح دخول حزب الله الى سورية

حزب الله
ماذا يقول كل من الزميلين راشد فايد ووفيق الهواري حول "النأيّ بالنفس" في الحكومة الحاليّة، وهي حكومة الانغماس بالصراعات الاقليمية الحادة؟

في 13 حزيران 2011 اعلن الرئيس نجيب ميقاتي تشكيلته الحكومية الـ72 من عمر الحكومات اللبنانية منذ الاستقلال. ولم ينس اللبنانيون هذه الحكومة لكونها حملت مصطلحا جديدا دخل الحياة السياسية للبنان من بابه العريض. وهو (النأي بالنفس).
اما النَّأْيُ فهو البُعدُ والمُفارقة. ونَأَى عنه: أَبْعَدْتُه فبَعد. للمرة الاولى استخدم هذا المصطلح في عهد وزارة الرئيس نجيب ميقاتي في العام2011.
و«النأي بالنفس» مصطلح أصبح معيارا سياسيا بكل ما لها من معنى في القاموس السياسي، لاعتباره ان لا مصلحة للبنان إلا بأن ينأى بنفسه عن الكثير من المواضيع العربية، وألا يكون على عداء مع أي طرف عربيّ أيا كان هذا الطرف، ومهما كان موقعه من الأزمات في المنطقة.
واليوم نعيش عصر حكومة “الانقاذ الوطني” التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، منذ أقل من سنة تقريبا. وهي الاولى في عهد الرئيس ميشال عون، والثانية للرئيس الحريري.
وفي ظل العواصف الاقليمية المحيطة بلبنان كيف تسير أمور اللبنانيين الموزعين بين إيران والسعودية؟

اقرأ أيضاً: هل تصمد الحكومة بوجه العواصف السياسية؟

وفيق الهواري
وفيق الهواري

في هذا الاطار، يؤكد المحلل والزميل وفيق الهواري، ردا على سؤال كيف نطلق شعار النأي بالنفس وحكومتنا غارقة في الخلافات والمحاور؟ فيقول لـ”جنوبية”: “عندما طرحت سياسة النأي بالنفس ايام الرئيس نجيب ميقاتي كانت من النكات السمجة التي اطلقتها القوى السلطوية اللبنانية، والسلطة اللبنانية عندها مشكلة من اطراف سياسية متباينة ومختلفة وأظهرت منذ العام 2005 عجزها عن التوصل الى تسوية فيما بينها، وكل طرف فيها يلتزم سياسة الاستقواء بطرف اقليمي خارجي”.
ويضيف الهواري: “ويظن كل طرف انه يستغل الطرف الاقليمي الخارجي في حين تحولت سياسة هذه الاطراف الى ادوات للمشاريع الاقليمية المتصارعة. وبالتالي فقد الاستقلال الداخلي نسبيته، وصار كل طرف ملحقا بالطرف الاقليمي، ولم تعد حتى الخطوات الداخلية الصغيرة ميدان قرار القوى الداخلية، بل تحوّل أيّ قرار داخلي الى مسألة يحددها ميزان القوى الاقليمي، فانتخاب رئيس الجمهورية او الاتفاق على قانون للانتخاب او أية مسألة داخلية خاضعة لميزان القوى الاقليمي المتصارع دائما. حتى بدا ان الاستقلالية الداخلية باتت منتهية الصلاحية وان الاطراف اللبنانية تنفذ ما يُطلب منها اقليميا، وصارت سياسة النأي بالنفس إكذوبة تضاف الى أكاذيب سلطة التوافق الطائفي”.
ويختم بالقول “يمكن ملاحظة أنه عند كل استحقاق، فاما يستدعى زعماء الطوائف الى مرجعياتهم الاقليمية، كما حدث مع سعد الحريري مؤخرا، او يزور لبنان موفدون لمحور اقليمي آخر، وهذا ما شهده لبنان من زيارات لمسؤولين إيرانيين مؤخرا. وفيما يتحدثون عن سياسة النأي بالنفس نشهد مزيدا من التدخل لقوى لبنانية في سورية هو حزب الله، او قوى إسلامية أخرى مناوئة له، وكلها ذات مرجعيات إقليمية”.
في حين يرى المحلل السياسي والصحفي راشد فايد، القيادي في تيار المستقبل، ان “نحن نعيش في ظل تسوية بدأت مع حكومة الرئيس تمام سلام، وتعززت في حكومة الرئيس سعد الحريري، وحين نقول تسوية فاننا نعبّرعن عجز طرفيها عن الانتصار على الآخر. وبالتالي، هذه التسوية تسمح لكل فريق بأن يحاول إمرار وجهة نظره بشكل او بآخر، دون الوقوع في الصدام”.
ويشدد فايد على ان “تجنّب الصدام هو لأن للطرفين مصلحة في الاستقرار، فكيف تكون أهمية الاستقرار اذا لم تكن القوى الاقليمية حريصة عليه. فلقاء جبران باسيل ووليد المعلم وزيارة وزراء قوى الممانعة الى سوريا هو نوع من انتصار سياسي”.


ويرى القيادي في تيار المستقبل راشد فايد، ان “النأيّ بالنفس وضعت امام حكومة الرئيس ميقاتي في مواجهة ما يجري في سورية، وكانت صيغة لها ظرفها، وطرفها الرئيس حزب الله، حيث اراد المشي بها ليتخطى الحكومة متى يناسبه ذلك. وكان هذا المصطلح حجة لدخوله الى سورية”.
ويبقى السؤال المطروح، اذا كان الخلاف السياسي قد قسّم لبنان الى محاور، فكيف تدير الحكومة اللبنانية أمور المواطنين الحياتية والمعيشية في ظل هذا الانقسام الحاد؟

السابق
وثائق بن لادن: تعاون خطير مع إيران لضرب السعودية وأميركا
التالي
مقتل 8 من عناصر الأمن الإيراني