المعارضة السورية تشك بالنوايا الروسية بعد الدعوة الى مؤتمر سوتشي

سوتشي الروسية
ما وراء دعوة روسيا إلى مؤتمر "الحوار الوطني" في سوتشي؟

رفضت المعارضة السورية والفصائل المسلحة المشاركة في مؤتمر “الحوار الوطني” الذي تستضيفه روسيا في 18 تشرين الثاني بمنتجع سوتشي، معتبرةً إيّاه يمثل حرفاً لمسار لقاءات الآستانة وساطة الأمم المتحدة ومحاولة لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد ولا يلبي تطلعات السوريين.

اقرأ أيضاً: زيارة نتنياهو الى موسكو لقطع الطريق على النفوذ الإيراني في سوريا

فقد صدر عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل تيار المعارضة السورية بيانا يوم أمس (الخميس) ونقلته وكالة رويترز جاء فيه «إننا نصر على رفض مناقشة مستقبل سوريا خارج الإطار الأممي القانوني». وأضاف أن “روسيا تحاول إنهاء مساري جنيف وأستانا المكملين لبعضهما من خلال مسار آخر لإعادة إنتاج النظام، وأنها تحاول زج كيانات وأشخاص محسوبين على النظام في صفوف المعارضة بهدف تغيير تكوينها وبيئتها وثوابتها. مشيرا إلى أن “روسيا دولة منحازة سياسيا وعسكريا للنظام السوري، وإن عليها تنفيذ وعودها للوفد في مؤتمر أستانا“.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أكّد، على أن روسيا تأمل أن تحضر كل فصائل المعارضة مؤتمر المزمع حصوله.

كما صدر بيانا مشتركا عن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية مع هيئة أركان الجيش الحر، وبيان آخر لفصائل الجبهة الجنوبية في المعارضة المسلحة، إن المؤتمر الروسي المزمع حصوله فيه تجاوزا لبيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وذلك بذريعة دعم مسار جنيف. وكان قد أعلن الائتلاف السوري في وقت سابق عدم حضوره لمؤتمر سوتشي.
وكانت روسيا قد أعلنت منذ يومين عن تنظيمها مؤتمرا يفي سوتشي يضم كل الأطياف السورية، بهدف مناقشة مراجعة الدستور السوري واعتماد إصلاحات سياسية. وقد وُجهت الدعوة لـ33 حزبا سياسيا وجماعة من سوريا للحضور، وحذرت موسكو من أن من يرفض المشاركة في المؤتمر سيجد نفسه خارج العملية السياسية.

وفي هذا السياقـ قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف،في مؤتمر صحفي في موسكو، إن “مؤتمر الحوار الوطني السوري” لا يأتي بإطار منافسة “جهود التسوية” “للأمم المتحدة”، بل الهدف منه توسيع مشاركة جميع الأطياف السورية في العملية السياسية. مشددا على أن “هذا المؤتمر ليس القصد منه حرف مسارها جهود الولايات المتحدة، بل على العكس،من ذلك يقصد منه تطبيق كل القرارات الأممية”.

على الروغم من التأكيد الروسي، إلا أنه لم يظهر إهتماما دوليا بدعوة روسيا إذ ، أعلنت الأمم المتحدة اليوم امس أنها لم تحسم بعد مشاركتها، كذلك الأمر بالنسبة لفرنسا وبريطانيا التي تلقت الأمر ببرودة وشددتا على وجوب عدم السير بعكس العملية السياسية في جنيف.

المعارضة السورية

يذكر أن المؤتمر الروسي المزمع حصوله جاءت في وقت اختتمت فيه الجولة السابعة من مفاوضات أستانا، في ظل تقدم محدود في بعض الملفات و”تعطيل” الملف الأول الخاص بالمعتقلين، وسط تأكيدات بشأن استضافة روسيا لمؤتمر يجمع السوريين.

واعتُبر تنظيم روسيا لمؤتمر “الحوار الوطني” محاولة لتغطية فشل “أستانة-7″، حيث أختتم دون التوصّل إلى النتائج المرجوة فلم يتم التوافق علالإفراج عن المعتقلين والمحتجين وتسليم الجثث كما إيصال المساعدات الإنسانية وتأمين الممرات الآمنة لإيصالها إلى المحتاجين في المناطق المحاصرة. إذ دعت الدول الثلاث “الراعية” له وهي (تركيا وروسيا وإيران)، في بيانها الختامي، الثلاثاء، الأطراف المتصارعة في سوريا إى التوافق من أجل حل هذه الملفات دون التوصل إلى حلول فعلية”. وأوضح البيان أن ” جددت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية تمسكها بوحدة الأراضي السورية والاستمرار في مكافحة الإرهاب وتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر.

وأشار البيان إلى التقدم في مكافحة التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الاخرى المنتمية إلى القاعدة و”داعش” والتي توجد في مناطق تخفيف التوتر داعيا إلى تضافر الجهود لمكافحة هذه المجموعات خارج هذه المناطق أيضا.

اقرأ أيضاً: لينا بعلبكي ابنة عيترون.. في قبضة القوى الامنيّة الروسية بسبب اسرائيل

وشددت الدول “الضامنة” على “أنه لا للحل العسكري للنزاع في سوريا، وتسويته لن تكون إلا وفق عملية سياسية، على أساس تنفيذ القرار الأممي 2254، وتدعو الأطراف المتصارعة للاستفادة من الظروف المؤاتية الموجودة على الأرض، لتنشيط العملية السياسية في جنيف”.

كما وافقت الدول، بحسب البيان، “على مناقشة مقترح روسيا حول عقد مؤتمر شعوب سوريا، في إطار جنيف التي أعلمت به روسيا الأطراف الموجودة”.

وأشار البيان إلى أنه “تقرر اللقاء القادم بشأن سوريا في أستانة في منتصف كانون أول القادم”.

السابق
في شهر نيسان… سأكسب الرهان!
التالي
اطفال عين الحلوة مستهدفون بالمخدرات!