اطفال عين الحلوة مستهدفون بالمخدرات!

لا يختلف واقع المخيمات عن الجوار اللبناني فهي تعاني بشبابها ما يعانيه اللبنانيون. وعندما يتحدث البعض عن المخدرات في منطقة صيدا – فإنه يشير إلى مخيم عين الحلوة بصفته موقعاً أساسياً لتوزيع المخدرات وتعاطيها، لكن بعض الناشطين يحاول أن يعكس صورة مختلفة، لا ينفي انتشار وتزايد عدد المتعاطين في المخيم المذكور، لكنه يؤشر إلى منحى آخر، كيف تصل المخدرات إلى مخيم عين الحلوة.

يقول أحد الناشطين الاجتماعيين في المخيم: لا يوجد في مخيم عين الحلوة مصانع للحبوب المخدرة ولا تصنيع لأنواع مختلفة من المخدرات، والمخيم مقفل من جميع الاتجاهات، فكيف تصل إليه المخدرات؟
يعود ويتساءل: عند كل إشكال في المخيم تكتشف أنواع جديدة من الأسلحة تستخدم فتسأل كيف دخلت هذه الأسلحة؟ الجواب واحد كما دخلت الأسلحة تدخل المخدرات.

اقرأ أيضاً: قرية جنوبية محافظة محاصرة بالمخدرات: الشباب يدخنون الحشيشة وأسماء المطلوبين

لا تتجاوز مساحة مخيم عين الحلوة مع محيطه 2 كلم2 ويسكنه ما يقارب من 60 – 65 ألف لاجئ فلسطيني، يعانون من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة وترتفع بينهم نسبة العاطلين عن العمل والمصابين بإحباط سياسي ويأس معيشي وكلها أسباب تدفع ببعضهم إلى تعاطي المخدرات.
توقيف موزعين
يتابع الناشط: مؤخراً أعلن عن توقيف القوة المشتركة عدداً من الموزعين، وفي الفترة الماضية أوقفت القوى الأمنية 22 شخصاً، أفرج عن بعضهم، وما زال البعض الآخر موقوفاً، نحاول من خلال أنشطة تنفذها جمعيات مختلفة توعية الجيل الجديد على مخاطر الإدمان على المخدرات، وتحويل من يريد من المدمنين إلى المجلس الأهلي للحد من الإدمان الموجود في مدينة صيدا.
وعن المخدرات نفسها، يشير الناشط إلى وجود حشيشة الكيف، لكنه يرى “أنها لا تشكل الخطر الأكبر، إذ يبدو مؤخراً تزايد انتشار الهيرويين الذي يباع بسعر رخيص نسبياً، والشخص الذي يتعاطى الهيرويين يجد صعوبة في الإقلاع عنه.
نفي… وسؤال
ولا يجد الناشط أن هناك جدية في مكافحة عملية التوزيع، ويوضح قائلاً: هناك أماكن لا تستطيع القوى المشتركة الدخول إليها، وبالتالي لا تستطيع إلقاء القبض على المشتبه بهم، وعلى الرغم من ذلك فقد اعتقل العديد مثل، العراقي ومحمد جابر والخريبي وحجازي، كذلك جرى تسليم عدد من الموزعين مؤخراً. وأذكر حادثة جرت في سوق الخضار، وهو المكان الذي تتداول فيه المخدرات، إذ جرى قتل أحد الأشخاص من آل سرية وهو موزع مخدرات، في حين ما زال ر.ح. وهو متعاط وموزع أساس يسرح ويمرح وقد توفي ابن أخته سامر بجرعة زائدة.

مجلة شؤون جنوبية 165
ويضيف: أحياناً لا يملك المدمن مالاً لشراء المخدرات مما يجعله يتصل ويقول أنه يريد العلاج وبعد ذلك وعندما تتوفر أمامه فرصة الشراء يهرب من العلاج وهذا ما حصل مع واحد من أربع حالات جرى توجيهها إلى المجلس الأهلي للحد من الإدمان.
ويختم الناشط قائلاً: لا أنفي انتشار المخدرات في المخيم شأنه شأن غيره من الأماكن اللبنانية، لكن السؤال: أين هم التجار الذين يزوّدون الموزعين وكيف أننا لا نسمع عن اعتقال أي منهم، هل هم أشباح؟

اقرأ أيضاً: انتشار الكبتاغون في البقاع: 60 مصنعاً في بعلبك وبرالياس والمرج

لكن ناشطاً آخر يوجه كلاماً من نوع آخر إذ يقول: أعتقد أن الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة وخصوصاً الإسلامية منها قادرة على اعتقال كل الموزعين في المخيم، لكني لا أعرف أسباب إحجامها عن ذلك. كان هناك اجتماع بين القوة المشتركة والصيادلة لحثهم على منع بيع حبوب مخدرة إلا بشروط وصفات طبية، هذه خطوة جيدة، لكن أعتقد أن التجار الذين يزوّدون الموزعين لديهم غطاء سياسي وهناك مصالح مشتركة لبنانية – فلسطينية وراء ذلك.
الأخطر حالياً استهداف الأطفال والبنات. ويختم قائلاً: إننا نعيش في مخيم عين الحلوة في سجن كبير وكما تصل المخدرات إلى السجون اللبنانية تصل إلينا.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 165 خريف 2017)

 

السابق
المعارضة السورية تشك بالنوايا الروسية بعد الدعوة الى مؤتمر سوتشي
التالي
بلدة شقراء تفقد العلامة السيد هاشم الأمين