البطريرك والملك: اللاجئون والحوار والإسلاموفوبيا بينهما

دعوة سعودية توجه للمرة الاولى لبطريرك انطاكية وسائر المشرق بشارة الراعي في اشارة واضحة الى الاهتمام السعودي بلبنان. فما هي نقاط البحث المشتركة بين الطرفين؟

تأتي الدعوة السعودية للبطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة الرياض ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان في الأسابيع المقبلة لتفتح صفحة جديدة من العلاقات المسيحية- السعودية، مقابل تمّيز العلاقات الايرانية- العونيّة بالود والإيجابية والإمتياز.

إقرا ايضا: البطريرك الراعي: لإجراء الانتخابات وفق القانون الساري

تلقى البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوة لزيارة الرياض، عبر القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد بخاري. وتعتبر هذه الزيارة من أهم الزيارات حيث سيلبيها البطريرك في الأسابيع المقبلة. وهي الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى الرياض، والتي ستحصل قبل عيد الميلاد في 25 كانون الاول.

ففي اتصال مع الأباتي انطوان ضو لقراءة أبعاد الزيارة واهدافها قال لـ”جنوبية”: “الموضوع خارج السياسة اللبنانية، هذا موضوع يتناول الحوارالاسلامي-المسيحي، وليس البطريرك ذاهب الى السعودية كفئة للحصول على تأييد ما. بل هي في اطار تعميق العلاقات المسيحية-الاسلامية وبما ان البطريرك هو صوت الدفاع عن الاسلام، وبما اننا نواجه الإسلاموفوبيا بوجه اسرائيل خاصة. لذا التجريح بوجه الاسلام والعدوان على الاسلام هو المعركة الكبيرة التي لا يمكن السير فيها الا بالتعاون بين المسيحيين والمسلمين”.

إقرأ ايضا: استقلال المذاهب: الموارنة 43، السنّة 58 والشيعة اليوم

واضاف الأب ضو ” انطلاقا من هذه الافكار سيذهب البطريرك الى السعودية ليبحث العلاقات الاسلامية- المسيحية، وبالطبع ستكون العلاقات اللبنانية السعودية من ضمنها. ولكن بداية سيكون الملف الاساس هو الارهاب والاسلاموفوبيا، ولن نحمّل الموضوع ما لا يجوز ان يحمله البطريرك فهو لن يتدخل في هذه الامور السطحية. فالبطريرك مع المقاومة، ومع القضية الفلسطينية، ومع حوار الأديان، ومع مصالحة المسلمين فيما بينه، لان الخلاف السنيّ-الشيعيّ ينعكس علينا”.

و”نحن لسنا مع طرف ضد آخر. فلنخرج من ظاهر هذه الزيارة الى عمقها، وهي رسالة منا نحن اللبنانيين، حيث عطلّنا بلدنا بهذه الإصطفافات، علما ان زيارة غبطته لن تؤثر على موضوع الخلافات الانتخابية. فنحن امام رسالة حضارية لمواجهة “الاسلاموفوبيا” لانه لم يعد العالم يتحملّه، لان الاعتداء على الاسلام من قبل الصهاينة والعالم أجمع حتى من المسلمين  يجب وقفه، وللرجوع الى الحوار حيث قال تعالى (تعالوا الى كلمة سواء). وانا على معرفة بما يدور بفكر البطريرك الماروني، وهو لا يفكر بالمسألة السياسية اطلاقا”.

إقرا ايضا: البطريرك الراعي عزى تواضروس هاتفياً بالشهداء الأقباط

وفيما يخصّ موضوع اللاجئين السوريين، أكد الاباتي انطوان ضو، قائلا: “أكيد، لكن لا يجب ان ننظر الى موضوع النزوح السوري من ناحية ان البطريرك ضد السوريين، فنحن لسنا عنصريين، وعندما صرّح الاب عطالله حنا ضد البطريرك الراعي لم يكن على حق إطلاقا، كونه يريد المحافظة على لبنان، وسورية، وعلى العلاقات السورية-اللبنانية. وهو يطالب بعودتهم من اجل لبنان”.

وردا على سؤال هل ان السعودية “تشبّك” مع البطريرك ردا على علاقة ايران بالرئيس ميشال عون. وهل انقسم الموارنة قسمين؟ يرى الاب انطوان ضو انه “بكل أسف الصراع الداخلي السني-الشيعي، وصراع 14 و8، وصراع الاحزاب كلها لا معنى لها اطلاقا برأيي، وهي تعطّل الحياة اللبنانية وتعطل السلم الاهلي، والنمو. وعلينا ان نخرج من هذه الزواريب، لان لبنان هو رسالة، وأكبر من وطن، فنحن بأمسّ الحاجة لان نكون صوت حوار الحضارات والثقافات، علما ان الموارنة تميّزوا بالحوار”.

السابق
سمير حمود يحيل ملف المتعلق بمقتل القضاة الاربعة الى مجلس العدلي
التالي
تحذير إلى المدنيين: كي لا أدعو مرةً أخرى إلى قتل لبنان!