السعودية تستدعي الحريري على وجه السرعة.. وهجوم عنيف على «حزب الله»!

برزت المواقف الجديدة التي أطلقها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان والتي تزامنت مع زيارة عمل بدأها رئيس الوزراء سعد الحريري للرياض، ، نظراً الى الحدة البالغة التي طبعت مواقف الوزير.

كان الحدث السياسي في زيارة الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية حيث استقبله ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) انه جرى خلال الاستقبال “استعراض العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع الاقليمية”.

وفيما اكتفى مكتب الحريري بوصف الزيارة بـ”زيارة العمل”، لم يحدّد المدى الذي سيَمكثه الحريري في المملكة، خطفت هذه الزيارة بوصفها الأولى مِن نوعها منذ فترة، الاهتمام الداخلي، ونثرَت في الأجواء الداخلية العديد من علامات الاستفهام حول توقيتها وجدول أعمالها، وذهبت قراءات بعض السياسيّين الى حدّ الحديث عن تموضعات جديدة، وهو أمر استبعده مرجع سياسيّ، الذي قال لـ”الجمهورية”: “إنّ الامور في خواتيمها، لا نستطيع ان نحكمَ على الزيارة قبل حصولها، اي قبل الاطّلاع على نتائجها ونوعية الامور والمواضيع التي ستبحث فيها، مع أنّني أعتبر أنّ هذا الزيارة طبيعية، ولا أعتقد أنّه ستسفر عنها أيّ سلبيات تؤثّر على الاستقرار الداخلي السياسي وغير السياسي”.
إقرأ ايضًا: الدكتور عربيد: مسؤولية الحريري السياسية تقضي بتعيين سفير في سوريا

في جديد السبهان هجومٌ عنيف على إيران و”حزب الله”، مشيراً إلى “أنّ لبنان وقع أسيراً لميليشيات “حزب الله” الذي يمارس أعمالَ قتلٍ وتدمير ويَستهدف دوَلنا في الخليج بشكل مباشر”. ولفت الى أنّ مَن يعتقد أنّ تغريداته موقفٌ شخصي “يعيش في الوهم وسيَرى في الأيّام المقبلة ما سيَحصل”، وأوضَح أنّه توجّه بتغريداته إلى “الحكومة (اللبنانية) لأنّ الحزب ممثّل فيها.

وقال: “حزب الله” حزب شيطاني إرهابي، والمسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير “حزب الله”، وكما قضَينا على “داعش” والقاعدة سنقضي على الجسم السرطاني الموجود في لبنان، ونحن قادرون، وعلى قادة ميليشيا “حزب الله” أن يعوا مسؤولياتهم لأنّهم سيحاسَبون على كلّ ما قاموا به، ويوم المحاسبة قريب”.

وإذ حذّرَ من أنّ لبنان “أصبح كقنبلة موقوتة قد ينفجّر بأيّ لحظة بسبب وضعِه الاقتصادي وبسبب كلّ ما يقوم به “حزب الله“، أنهى كلامه بالقول: “الآتي سيكون مذهِلاً بكلّ تأكيد”. ونقلت “الديار” عن اوساطاً مطلعة على ظروف هذه الزيارة اكدت ان رئيس الحكومة الغى التزاماته في بيروت وتوجه على “عجل” الى السعودية بعد ان تلقى “اتصالاً عاجلاً” من الديوان الملكي ابلغه بضرورة الحضور الى المملكة لان ولي العهد يريد لقاءه، ولهذا اضطر فريق عمله الى القول بان الحريري يقوم بزيارة “عمل”، وذلك استباقا للنتائج التي يجهل رئيس الحكومة طبيعتها في ظل تسارع عملية التغيير داخل المملكة، وسط “ضبابية” لديه حيال ما تريده السعودية منه في المرحلة المقبلة، وهو سيحصل حكما على “توضيحات” سعودية بشأن طبيعة ملامح السياسة السعودية مع المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية، انطلاقا من التغييرات الحاصلة في سوريا، وبعد الزيارة الاخيرة للملك سلمان الى موسكو.. وتبقى الاسئلة مفتوحة حول طبيعة ما سيتبلغه الحريري؟ ومدى قدرته على الحفاظ على التوازنات الداخلية في ظل تصعيد سعودي – اميركي ممنهج ضد حزب الله؟ فهل تورط المملكة حلفاءها مرة جديدة بمغامرة غير محسوبة؟ وماذا عن مصير الحكومة؟ وكذلك مصير التسوية الرئاسية؟ الاجابات ستكون اكثر وضوحا بعد عودة رئيس الحكومة الى بيروت.. حيث تجدر مراقبة كيفية مقاربته للامور “ليبنى على الشيء” مقتضاه..

إقرأ ايضًا: السبهان يدعو إلى تحالف دولي لمواجهة حزب الله 

وفي ملف آخر رأت “الديار” أن الحريري يحمل عبئا “ثقيلا ” يتعلق بالاستحقاق الانتخابي الذي سيكون مفصليا لجهة تحديد وزن “تيار المستقبل” على الساحة السنية، ويحتل الشق المالي حيزا مهما لدى رئيس الحكومة الذي يأمل الحصول على رد ايجابي على طلبه بتوفير الدعم المالي الكافي لادارة العملية الانتخابية، وهو امر كان قد طلبه من السبهان خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، وقد تأخر الرد، بسبب وجود تيار داعم لنظرية “عدم الحصرية” على الساحة السنية في الدائرة المحيطة بولي العهد، والبعض هناك لم يغفر بعد لرئيس الحكومة خياره في الذهاب الى التسوية الرئاسية التي افضت الى انتخاب الرئيس ميشال عون الذي اثبت خلال عام من رئاسته انه زاد تمسكا بخياراته الاستراتيجية الملتصقة بحزب الله… ويأمل الحريري ان يكون المناخ قد تبدل الان ويعود الى بيروت باجوبة حاسمة وواضحة تسمح بحصول انفراجة مالية.

السابق
نزاع على غلة الخروج عن الدولة اللبنانية
التالي
مرت مرور الكرام …