الاقتصاد اللبناني في عهد الرئيس عون.. إخفاق وعجز ومديونية عالية؟

ميشال عون
كيف يرى كل من الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي كامل وزنة، والخبير الاقتصادي والبروفسور جاسم عجاقة انجازات العهد الاقتصادية التي تحدّث عنها أمس الرئيس ميشال عون بمناسبة مرور عام على تسّلمه رئاسة البلد؟

سجّل العام الأول من حكم الرئيس ميشال عون أعلى نسبة عجز ماليّ على الإطلاق في لبنان قدرت بخمسة مليارات دولار. كما بلغ العجز الماليّ نحو 4.7 مليار دولار، وفق أرقام موازنة العام الجاري. علما ان احتساب العجز لم يأخذ بعين الاعتبار الإنفاق فيما يخص التنفيعات والمشاريع الجارية والديون من المؤسسات الدولية. ولم يأخذ بالحسبان مفاعيل سلسلة الرتب والرواتب وكلفتها الثابتة.

وهي ارقام مرشح للارتفاع، أي ان البلد يسير نحو كارثة مالية نقدية، في ظل تلازم ذلك مع ارتفاع الدين العام إلى 77 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: سنة أولى عون: لا إنجازات بمواجهة الفساد

كامل وزنة: اخفاقات متراكمة منذ العام 1992
في هذا الاطار، يرى الدكتور كامل وزنة ان: “معظم المديونية رتبت على لبنان منذ العام 1992 وحتى الان، وليس عهد الرئيس عون من خلق العجز، وهو نتيجة سياسات متراكمة موجودة في لبنان، ولكن الى الان الطريق لايجاد الحلّ مازال مفقودا. والحل يجب ان يكون تنفيذيا، أي يجب ان يكون هناك طاولة اقتصادية تعمل ليلا نهارا في القصر الجمهوري، ولديها القدرة على العمل فوق كونفدرالية الفساد الموجود في لبنان، وكونفدرالية الوظائف الموجودة. فالعجز هو جزء من كونفدرالية الفساد وليس امام لبنان الا ان يصلي حتى تحصل المعجزة، والا فلبنان امام مرحلة الخطر الحقيقي، ونحن لسنا اليونان، فهناك من ينقذ اليونان كونه جزءا من المنظومة الأوروبية”.

د. كامل وزنة

ويختم الأستاذ الجامعي كامل وزنة، انه “عندما يسقط لبنان سيسقط لوحده والدول العربية لا تستطيع مساعدته لكونها دولا غارقة في المشاكل اكثر من لبنان، ووضعها أصعب من لبنان لكن لا يجبب ان نحمّل العهد المسؤولية فالمشاكل مستمرة منذ العام 1992 وتراكم المديوينة ليس من العهد العوني، فهذه معضلة”.

جاسم عجاقة: الانجاز الوحيد هو ملء الفراغ
اما البروفسور جاسم عجاقة، الخبير الاقتصادي، فقد أكد لـ”جنوبية” أن: “الانجاز الوحيد للعهد هو ملء الفراغ، وهذه أهم نقطة خلال العهد. ولا يمكننا حتى الان الحديث عن انجاز اقتصادي، خاصة ان المشكلة الاساس، ولم نستطع الخروج منها، هي انه رغم سياسة النأي بالنفس، ورغبة الرئيس بالبقاء بعيدا عن الاحلاف، لا زال الشق الاقتصادي مرتبط بالسياسة. فكيف يمكننا ان نخرج من أزمتنا؟ وأمس حدد الرئيس ميشال عون 3 أشياء هي السبب في مشاكلنا: الازمة العالمية، والازمة الاقتصادية الداخلية، والنزوح السوري”.

جاسم عجاقة
“وأقول ان الازمة العالمية لا علاقة لنا بها، ولكن مشكلتنا الاقتصادية والنزوح السوري طابعهما سياسي. والايجابية الوحيدة للعهد هو انتظام العمل السياسي وسننتظر موازنة العام 2018 لنرى ان كانوا سيحترمون المواعيد الدستورية. ونظرا للارقام التي وردت سابقا فان الدين العام هو المشكلة، ولكن لا يزال مبكرا الحديث عن العهد. فمن الان وحتى آيار 2018 سيبقى الوضع على ما هو عليه، علما ان الدول العربية تطلب منا موقفا محددا تجاه حزب الله وايران، وفي حال اخذنا موقفا ما ستحصل خضة في البلد”.
ويختم عجاقة بالقول: “على صعيد النمو الاقتصادي من المبكر الحديث عن انجازات، نحن عندنا نمو 1%، وعجز5%، وعجز 77 مليار حتى تموز 2017 مع تراجع حاد في الصادرات الصناعية التي كانت 4,9 مليار دولار، مع تآكل في البنى التحتية وبطالة عالية، والنزوح السوري هو من أهم الملفات التي يجب معالجتها. واذا حدث انتظام للعمل التشريعي حتى انتخابات عام 2018 عندها يمكن ان يحقق لبنان انتظاما ماليّا وادارة مالية، ويمكن عندئذ ان نبدأ بالحديث عن انجازات”.

السابق
عن أسباب انتشار المخدرات في صيدا وجوارها والوصمة التي تلاحق المدمن
التالي
بلدات لبنانية تحت رحمة القصف السوري.. ولا من يتدخل