حزب الله 2018: انسحاب من سوريا أم إعادة هيكلة؟

ما صحة المعلومات الواردة عن نيّة حزب الله الإنسحاب من سورية قريبا، منهيّا بذلك وجوده العسكري لصالح النظام؟ وما هو مخططه المقبل في ظل التغييرات الكبيرة التي حصلت في المحيط منذ اكثر من أربع سنوات؟ ماذا يقول المحلل السياسي فيصل عبد الساتر حول ذلك؟

تحدّثت معلومات صحفيّة عن سحب حزب الله ما نسبته من 60 % من مقاتليه من مختلف المناطق السورية ، لينتهي وجود الحزب بشكل نهائي مع بداية العام المقبل 2018، مع الإبقاء على عدد محدود من القادة الميدانيين في بعض المحاور.لكنه بالوقت نفسه، بحسب المعلومات، سيحافظ على بعض المناطق الحدودية نظرا لحاجته اليها. في ظل مخاوف من اعتداء اسرائيلي على لبنان يحتاج معه الحزب الى الامداد.

من هنا، يرى متابعون ان حزب الله سيلتفت بعد العودة العسكرية الى تنظيمه الداخلي لتجديد تنظيمه على كافة المستويات، بما يشبه إعادة هيكلة بعد هذه التجربة التي امتدت على مدى أربع سنوات.

اقرأ أيضاً: هل سينسحب حزب الله «جبراّ» من سوريا؟

لقاء مع فيصل عبد الساتر

من هنا، يرى المحلل السياسي فيصل عبدالساتر، ردا على سؤال لـ”جنوبية” حول حقيقة هذه المعلومات بالقول: “أولا، عندما يريد حزب الله ان يعلن عن مثل هذه الأمور لا يمكن ان يعلنها بهذه الطريقة. واعتقد انه هناك من يريد إثارة الكثير من القضايا حول حزب الله، واجتراح مقولات لم يتحدّث بها أحد، لان حزب الله هو الشغل الشاغل لوسائل الاعلام. اما فيما يخصّ مشاركته في الحرب بسورية فإن مشاركة الحزب او عدمها أمر يقرره الحزب ساعة يريد وليس عبر الإعلان”.

ويؤكد عبد الساتر انه “وبحسب علمي لن يكون هناك انسحابات حتى تنجلي الازمة الى نهايتها. الحزب موجود الان على الحدود العراقية– السورية، وانسحابه غير وارد، الا اذا اخذ البعض بعين الاعتبار ما اورده الروس من ان موسكو ستنسحب نهاية العام 2017. ونتيجة هذه المعلومة اعتقد البعض ان حزب الله قد يحذو حذو الروس”.

ويتابع الاعلامي فيصل عبد الساتر، بالقول “ثانيا، ان الكلام عن اعادة هيكلة هو كلام كبير، مرتبط بقرار تنظيميّ داخلي، لا يمكن ان يسرّب الى الخارج، وهو قرار بغاية السرّية، والانضباط. اما اعادة التنظيم فهو أمر دأبت عليه قيادة حزب الله من خلال تغيير في مسؤولية المناطق والقيادات المتوسطة، من خلال ترفيع هذا او نقل ذاك، وهو أمر تنظيمي اعتيادي. وعندما نتحدث عن اعاددة هيكلة فهذا يبدو وكأن الحزب يحتاج الى اعادة بناء. علما ان التطوير جارِ على قدم وساق، وتسمى تشكيلات، وليس “هيكلة”، التي تعتبر شروعا بالتغيير من الرأس نزولا. وهو تعبير خاطئ. اما اعادة النظر فهو أمر طبيعي، نظرا للانجازات المتراكمة بعيد الحرب في سورية”.

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يسلّط «الفصل السابع» على نظام الأسد

ويشدد “على ان حزب الله لا يعمل انطلاقا من منطق المؤسسات العسكرية الرسمية، فهذه ليست البنية التنظيمية التي يسير عليها. فهو حزب له بنيته الخاصة لانه اولا حزب سياسي، وحزب مقاوم، وهو حزب استثنائي من حيث البنية والسلوك العام، والايديولوجيا. وهو أشبه بجسم كبير لا يمكن التعاطي معه من جانب آحادي الوجهة، أي العسكرية، ولا اعتقد ان هذه المقاربة هي مقاربة سليمة للامور. هو حالة استثنائية، لا يُشابهها أيّ حزب، الا اذا نظرنا الى الحشد الشعبي في العراق من حيث الوجهة العامة”.

وختم المحلل السياسي فيصل عبدالساتر بالقول انه “عندما يتحدث ولي العهد محمد بن سلمان عن اننا لا نريد حزب الله جديد في اليمن، وبغضّ النظر عن موقفه، فهذا الكلام يعني ان حزب الله علمّ”.

السابق
يا علي عمار لماذا احترم الله إبليس وعاقب آدم؟
التالي
مصادر لجنوبية: حركة أمل ستحالف «القوات» و«التيار الحر» في انتخابات كازينو لبنان