«الاعتذار» من حذاء نصرالله!

ما حصل قبل أيام في حي السلم بالضاحية الجنوبية لبيروت هو تعبير عن شأن معيشي لا أكثر ولا أقل، وان ترافق مع احتجاج طاول “حزب الله” على مستويات عدة كشف عما يجول في نفوس من كتب عليهم أن يكونوا في عرين الحزب. لكن هذا الشأن المعيشي كشف أيضا عن العقلية التي تسود لدى النافذين في هذه المنطقة التي يجري وصفها تقليديا بأنها “معقل” لهذا الفصيل من جيش ولي الفقيه الايراني.

لم يطل الصمت الذي لاذ به الحزب والاعلام التابع مباشرة له. فهو انقلب الى صخب انطوى على سلوك غريب، وعلى تهديد مبطن ومعلن معا ضد سكان الضاحية أولا وضد كل الذين اهتموا بأحداث حيّ السلم من قريب أو بعيد. فهل كان على النائب علي عمار أن يقول ما قاله لكي يرد على الاهانات التي أطلقها الغاضبون في الحي أثناء احتجاجهم على ازالة مخالفات البناء التي ارتكبوها؟ فبعدما شرح عضو “حزب الله” في البرلمان انه “من أسعد لحظات حياتي ابان حرب الانتصار، حينما نذرت بعد حرب تموز أن أدنو لأقبّل حذاءك»، قال: «أبا هادي وحينما هبطت لتقبيل حذائك وحاولت رفعي من الموضع الذي أنا فيه كنت أستشعر أنني خارج الناسوت، أنّني دخلت عالم الملكوت!”

إقرأ أيضاً: بالفيديو: علي شمص يعتذر من السيد حسن نصرالله!

هذا الحجم الذي بلغه حذاء نصرالله عند هذا البرلماني الذي لا مثيل له في برلمانات العالم، قاد بالتأكيد الى موجة اعتذارات عند من “تجرأوا” على الحزب وأمينه العام وربما خشية من أن يأتي أمر عمليات بتقبيل حذاء نصرالله كما فعل النائب عمار.أما وسائل الاعلام المرئية والمعلقين الذين أطلوا عبرها لمواكبة أحداث حيّ السلم فقد جرى وصفهم بأنهم “القنوات الاعلامية المناهضة لحزب الله”، مع التذكير بعلاقة بعضها” بآل سعود”.

ما قيل على ألسنة من احتجوا في الاحداث الاخيرة كشف ان الامر يتعدى الاحتجاج على ازالة مخالفات ليصل الى مستوى الغضب من مشروع يأخذ الناس الى الموت في ساحات المرشد الايراني ومن ممارسات أخلاقية تجعل من النساء رقيقا ومن تفاوت طبقي بين من يملك ومن لا يملك في نموذج الجمهورية الاسلامية في لبنان؟

إقرأ أيضاً: المرأة التي عاتبت السيد نصرالله في حي السلم.. تعتذر!

هل ان وظيفة الدولة وأجهزتها ان تكون وسيلة تجميل لسلطة الامر الواقع عندما تطلب الاخيرة منها ذلك فلا تكون الدولة دولة راعية لشؤون رعاياها بسلطة القانون وحده لا غير؟

“الاذى” الذي ألحقه الغاضبون في حي السلم بـ”حزب الله” انهم صرفوه عن مهماته الكبرى وآخرها التي تحدثت عنها وكالة أنباء فارس الايرانية التي سألت “هل هناك حرب اسرائيلية وشيكة على لبنان”؟ فأجابت عن هذا السؤال قائلة إن “الردع العسكري والتعادل الاستراتيجي الذي يمتلكه حزب الله أحد أهم العقبات القائمة أمام أي تحرّك عسكري ضد لبنان… ”

ظاهرة “فدا السيد” بالامس صارت اليوم ظاهرة “فدا حذائه!”

السابق
الكل في الشرق الأوسط يستعد لحرب لن تقع!
التالي
فيديو تعذيب الشاب صوّر في أحد المراكز التابعة لحزب الله