محمد بن سلمان… وعودة السعودية الى الإسلام المعتدل

عانت السعودية جراء التشدد الديني كثيرا، وهي وإن تأخرت باعادة النظر بالمدارس الدينية وبرامجه نظرا لاتهامها بالتطرف، الا ان تصريح ولي العهد محمد بن سلمان يضع الرياض من جديد على سكة الاسلام المعتدل.

فاجأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتابعين بتصريحاته غيرالمسبوقة حول رؤية السعودية للنهج الديني القائم، والنهج المأمول الوصول إليه بعد اعلانه السير بخطته الشهيرة 2030. فالسعودية حاليا ترفض بشدة ما عُرف بـ”الصحوة” عام 1979، مع سعي الامير السعودي للعودة الى نهج الدولة القائم الى الاسلام المعتدل.
رغم أن تصريحاته هذه، سبقه إليها كتّاب ومفكرين ليبراليين، كانت قد تلقت اعتراضات وضجة واسعة داخل السعودية، مع زجّ لعدد من الشخصيات في السجون. إلا أن حديث ولي العهد فتح الباب واسعا للتعليقات. ويُعتبر تصريحه مدخلا مهما لرفض التشدد الديني والتطرف معا.

اقرأ أيضاً: البيت السعودي الداخلي تحت المجهر والخاشقجي يشهّر بقمع الحريات

في حين صمت عدد من الدعاة السلفيين عن التعليق على كلام ولي العهد، باعتباره كلاما يعبّر عن إدانة للنهج السلفي الوهابيّ، من أنه “لم يكن وسطيّا”. بحسب “عربي 21”.
اذ لم يمرّ العالم الإسلامي عموماً، والعربي خصوصاً، بحالة من الصراع السياسي والفكري فيما يتعلق بالحداثة والرجعية كالتي يمرّ بها هذه الأيام. كما نقلت مدونة “زهرة الكرز”.
فالتاريخ يرويّ أن معظم علماء المسلمين عاشوا معارك طاحنة مع الأصوليين والمتشددين الذين اتهمهم العلماء بالزندقة والمروق. وأهم من اتهم بالزندقة إبان فترة الحضارة الإسلامية وعانى من الأصولية الدينية، هم: أبو بكر الرازي، والحسن ابن الهيثم، وبن اسحاق الكِندي، وابن سينا، وابن رشد.

وكان موقع «غوغل»، قد احتفى منذ فترة قصيرة بالذكرى الـ888 سنة على ميلاد فيلسوف العقلانية والتنوير ابن رشد. الذي ساهم بانتشال الغرب من ظلام التعصب، فى الوقت الذي يسير فيه العرب والمسلمون وراء من ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب. فقد قال ابن رشد: «التجارة بالأديان هى التجارة الرابحة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل.. وإذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلّف كل باطل بغلاف ديني»، بحسب “الوطن المصرية”.
وكانت معارك الغزالي وابن رشد على أشدّها بدءا من كتاب “التهافت”، الى كتاب “تهافت التهافت”، والى سلسلة الكتابات الفلسفيّة التي انتهت بتكفير ابن رشد وقتله.

اقرأ أيضاً: هل وراء السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة أسبابا اقتصادية؟

وكانت السعودية قد شهدت انتشارا واسعا للمدارس الدينية وارتفاع عدد الدعاة الذين يطلون على الشاشات والفضائيات الا ان موقفها من دولة قطر، التي اتهمت بدعم الارهاب فرض عليهم قطع الامداد المادي عن المدارس المتشددة وفرض العقوبات المالية على بعض المدارس الدينية، التي تفرّخ متطرفين ينحون صوب تنظيمات ارهابية كـ “داعش“، والقاعدة”، و”بوكو حرام”، وغيرها الكثير، وخاصة داخل دول اسلامية افريقية او آسيوية حيث وصلت الى الفليبين والصومال وغيرها من البلاد التي عرف عنها انفتاحها كاندونيسيا وماليزيا.
مع الاشارة الى، انه بلغ عدد المدارس الدينية في السعودية نحو 35 ألف مدرسة، بحسب الأرقام الرسمية لعام 2015. تدرّس جميعها مناهج تعليمية تضعها الحكومة. حيث تدخل المناهج الدينية في المقررات الأساسية للنظام التعليمي السعودي في مختلف المراحل.

السابق
بالفيديو: علي شمص يعتذر من السيد حسن نصرالله!
التالي
لماذا أباح حزب الله «حي السّلم» للقوى الأمنيّة؟