إيران تزرع قنوات فضائيّة في المنطقة.. والعرب ينسحبون

يرتفع عدد القنوات الفضائية التي تبث دعاب للنظام الايراني المتمّثل بولاية الفقيه، فبعد بيروت عاصمة الاعلام الحر والمفتوح، ها هي دمشق تنتظر افتتاح قناة فضائية سورية ممولة من حليفتها طهران على أرضها..

تتجه إيران لإطلاق قناة إخبارية جديدة، لكن هذه المرة في سورية، بحسب موقع “RT” نقلا عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، كما فعلت سابقا في عدد من الدول العربية لمواجهة الاعلام المضاد لها، وقنواته الضخمة، حيث افتتحت منذ سنوات قليلة إخبارية “الميادين”.

وكانت اطلقت قبلها بسنوات طويلة محطة “المنار” المتنوّعة، التي دعمت سياسة حزب الله، اضافة الى قناة “العالم” الايرانية الناطقة بالعربية، التي تمتلك مكتباً بارزا لها في بيروت، مع الاشارة الى ان مكتب بيروت يعاني هذه الايام من تخفيض في الميزانية، سبّب خروج عدد كبير من الاعلاميين منه.

اقرأ أيضاً: محطات فضائية خليجية تعرض «حقيقة إيران»

وستحمل هذه الفضائية المرتقبة، اسم “العالم سوريا”، والتي سينتقل مراسلها ومدير مكتبها، الاعلامي اللبناني حسين مرتضى، اليها من أبرز الشخصيات الإعلامية الموالية للنظام فيها، بسبب تغطيته الدائمة للاعمال العسكرية للجيش السوري ولمقاتلي حزب الله.

وتتميّز بيروت بكثرة القنوات غيرالمحليّة، منها فضائية “الثبات” التي أقفلت منذ أشهر قليلة مع وفاة مؤسسها الشيخ عبد الناصر جبري لخلاف بين اعضاء مجلس ادارتها، اضافة الى فضائية “القدس” التي تديرها وتُشرف عليها حركة “حماس”، وفضائية “فلسطين اليوم” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

وكل هذه القنوات تقع في اطار ما بات يُعرف بـ”محور الممانعة”، المموَّل من طهران، وبحماية من حزب الله، وهي قنوات إسلامية سنيّة معتدلة، مركزها الضاحية الجنوبيّة.

اضافة الى عدد كبير من المحطات الدينية الشيعية غير السياسية، كالكوثر، والصراط، والمعارف، والأنوار، والإيمان، والزهراء،..

لكن السياسة مقتصرة على قناة المنار فقط، كونها قناة تابعة لحزب الله مباشرة. وتنتشر ايضا فضائيات مدعومة من ايران بنكهة اخرى، كـ”اللؤلؤة” البحرينية، و”النبأ” السعودية، و”المسيرة” اليمنية. وجميعها قنوات تديرها معارضات.

القنوات الشيعية

هذه الفضائيات المعارضة، التي تبث من بيروت ومن عمق الضاحية تتناغم مع سياسة طهران المؤيدة والداعمة للمعارضة في كل دولة من هذه الدول.

اقرأ أيضاً: القنوات الفضائية الشيعية الى ارتفاع والخافي أعظم!

وثمة محطات دينية شيعية شبه مبتدئة، تستقطب الخريجين المبتدئين في مكاتب لها غالبا ايضا في الضاحية، او على اطرافها او بيروت.

واللافت ان هذه المحطات تتخفى تحت عنوان “أهل البيت”. وهذه القنوات الدينية تبالغ في ابراز القضايا الدينية مقابل التنحيّ عن التعرّض للشأن العام والهموم الاجتماعية.

والسؤال المطروح: هل ستصير سوريا، المحطة الجديدة، لنشر فلسفة ولاية الفقيه، مقابل الانسحاب من بيروت، العاصمة المكلفة لطهران ماديا؟ طهران التي تغطي ماديا عددا كبيرا من القنوات المؤيدة لسياستها في المنطقة؟

مقابل كل هذا الانتشار الاعلامي الايراني نجد ان مكاتبا عديدة لقنوات عربية قد اقفلت مكاتبها وشردت اعلامييها وابرزهم قناة “العربية” السعودية، مع تراجع كبير لدور الاعلام المكتوب المتمثل باقفال جريدة “الحياة” لمكاتبها في بيروت قريبا جدا.

السابق
صور من الضاحية.. هجوم عنيف على «الجديد»
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 تشرين الأول 2017