«سوريا التي عرفتُ»… كتاب يحاور نزار هارون

المحامي السوري المعروف نزار أسعد هارون، أجرى معه الكاتب السوري نعمان صاري حواراً مطولاً، صدر حديثاً في كتاب، هو من منشورات "دار الفارابي" في بيروت، وجاء بعنوان: "سوريا التي عرفتُ" (في طبعة أولى 2017).

تصدر الكتاب تقديمان لكلّ من: الصحافي والكاتب عرفان نظام الدّين؛ والمحامي عمر زين. ويقول نظام الدين في تقديمه: إن هذا الكتاب هو هدية قيّمة “يقدّمها لوطنه وأهله الأخ والصديق المحامي اللامع نزار هارون، نجل الزعيم الوطني على امتداد الوطن السوري الوزير والنائب الراحل أسعد هارون.

“إنه كتاب “سوريا التي عرفتُ” الذي جاء في وقته بعد سنوات عجاف شهدت البلاد فيها مآسٍ دامية…

اقرأ أيضاً: ياسين الحاج صالح يوثّق «16 عاماً في السجون السورية»!

“ومن هنا تكمن أهمية هذا الكتاب لأنه يقدم لنا صورة مشرقة ومشرفة عن سوريا الوطن والحضارة والتاريخ والشعب الأبيّ، ويحيي ذاكرة السوريين والعرب بتقديم سرد تاريخي وثائقي وموضوعي شفاف عن الحقيقة الساطعة التي حاول البعض تشويهها، وتتضمن صورة أخرى مخالفة لما أفرزته سنوات الحرب ومآسيها وأنهار الدم والعنف والأحقاد وطفيليات الإرهاب.

“وفي هذا الكتاب صفحات مشرقة من تاريخ سوريا المنسي، كما عرفناها، وربما لم تدركها الأجيال المتعاقبة، عن عهود النهضة والديمقراطية والشخصيات الوطنية التي عرفت بالوفاء والإخلاص والعطاء والتفاني وبذل الغالي والرخيص لصيانة الوطن وإنجاح التجربة الديمقراطية التي أجهضت بسبب الصراعات الداخلية والأطماع والتدخلات الخارجية وقيام دولة العصابات الصهيونية في فلسطين وما تبع ذلك من انعكاسات وانقلابات عسكرية متوالية أضعفت الجيش الوطني وهزت التوازنات وقضت على هذه التجربة النقية المتميزة التي لم يشهد مثلها العرب حتى يومنا هذا.

سوريا كما عرفت كتاب

“وفي هذا الكتاب القيم سرد تاريخي ووثائقي وسجل موضوعي في حوار متكامل يقدم فيه المؤلف شريط ذكرياته، كما هي، عن مسيرة البلاد وأحداثها ورجالاتها في مرحلة مهمة انطلاقاً من تجربة شخصية عاشها بنفسه أو شهد الكثير من خفاياها عندما كان التنافس مشرفاً بين الأحزاب والقيادات، وكان مجلس النواب المنتخب وفق أفضل معايير النزاهة والشفافية يجمع بين اليمن واليسار والإخوان المسلمين وحزب البعث والحزب الشيوعي وجميع أطياف المجتمع واتجاهاته وعشائره، وكان الأخوة المسيحيون، على اختلاف مذاهبهم، يشاركون بكل مفصل من مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والنقابية.

اقرأ أيضاً: حبيب سروري يدعونا في كتابه «لِنتعلّمْ كيف نتعلّمْ»!

“ولا مجال هنا للتوسع أكثر في الشرح وذكر الأسماء والشخصيات وأدوارها، وأكتفي بالإشارة إلى أهم حدث في تاريخ سوريا ووصول الزعيم الوطني المرحوم فارس الخوري إلى منصب رئيس الوزراء بدعم وترحيب من الجميع.

“والحديث عن السياسة والديمقراطية يطول، لكن الأهم فيه هو ما يورده المؤلف في شريط ذكرياته عن شخصيات لعبت أدواراً بارزة وعن القيم والمبادئ التي كانت سائدة. وعن التضحيات والإخلاص والتطور والنمو الذي شهدته سوريا عقب الاستقلال بعد سنوات من الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.

وهذه الجهود الخيرة لم تقتصر على العمل السياسي بل تعدته إلى النشاطات الفكرية والاجتماعية والنقابية والخيرية. وشمل التطور الصناعة بكل أنواعها والزراعة وشمل الأدب والشعر والفن.

السابق
«نداء الدولة والمواطنة»: على الحكومة إيجاد حلّ عادل لفقراء حي السلم
التالي
توقيف عميلة لإسرائيل في سد البوشرية