الفصل الرابع من رواية الشرق الأوسط الجديد

الشرق الاوسط الجديد
شمسُ الشتاءِ لا تُشرق إلا متأخرة ساعة الظهيرة أو بعدها، و كذا هي المرتزقة والمليشيات تقاتل والقادم من الجيوش النظامية يستعد في المؤخرة و يتدرب، هي نهاية الفصل الثالث و بداية الفصل الرابع من رواية الشرق الأوسط الجديد تلك التي سنشهد فيها بداية جديدة من بدايات الحرب المستمرة.

حطب ولا مجال لغير الحطب ولا ذكر إلا لأنواع الحطب، لا البزات المموهة ولا السراويل المرقطة ولا الفنيلات الخضراء المخضبة والبوتينات العالية المعوقة ولا حتى القفازات المبطنة والقبعات الصوفية الفارهة قادرة على أن تحمي الأنفار الأغرار سارقي ثورة الفوضى مقاتلي الطاعة الواردة بطولاتهم في الفصل الثالث من نار المتحكم المسيطر على مفردات النص بالكامل.

كاتب السيناريو والحوار لا يمكن ثنيه عن عزمه التخلص من رعاع ما بين الفصلين، إذ لم يعد محبذ عنده ذكرهم ولم يعد من الضروري بالنسبة له الحديث عنهم، فهؤلاء باتوا كالمنسوخ بناسخ لا يفيدهم ما إختير لهم قبلاً من صفات أو تسميات لزيادة في التشويق، حيناً بالتقديس والترخيم والإستناد بالكامل على الدين أو التشبيك والعربسة مع الإثنية والقومية أو العرق، وأحياناً بالإدعاء بأنهم رجال الله، فهؤلاء تفوقاً إختاروا تضمين إسم من غلبهم وحده إلى تواضع مادتهم المعرضة يقيناً وبعكس المُنتسِبةِ إسماءهم إليه للفناء.

اقرأ أيضاً: تعويذة طي ملف الحرب الأهلية: لكن أين قطع الحساب؟

الحطب، وبحكم اللهفة عليه صار واجب على الجيل الصاعد التخصص والإطلاع على خصائصه وعلى خاصية الإحتراق فيه، فمنه ما يصلح إحتكاكه للتشعيل القش وينفع في البدء لكنه ينعدم خلال دقائق ويذهب هباء من دون استأذان مع الريح، ومنه ما يحتاج إلى حرارة أقوى ليحترق لكنه يقيناً سيفنى ويمسي رماداً ولو بعد حين، يبقى ان قلة قليلة غير قابلة للإحتراق بسهولة لكن للأسف نسيت أنها فرقعة مكونة من الأوكسجين والكاربون وهيدروجين، فتلك العنيدة المشتعلة حتماً ستطيل اشتعال النار وتدفع بنفسها ومن معها إلى مزيد من التدمير والخراب، ولها دوماً دون سواها نسأل الله لها العقل السديد طالما هي محترق ولن تنقلب إلى حارق إلا بخارقة تشبه ما كان لسيدنا إبراهيم، أول النار شرارة وهي لن تخمد إلا بعدما تشبع أو أنها لا تجد بعد ما يشبعها فتنتحر بعد أن تطمئن إلى نهايتها وأن لن ينبت من بعدها حتى الحشيش.

خريطة الشرق الاوسط الجديد

بين البرجوازية والشعبوية، وبين الترهيب والطاعة، يعطى الولاء في النهاية للطبقة الأعلى المحايدة الغير منحازة، تلك التي تقتل الإرهابي والثوري على السواء، وللسخرية فما عاد أحد يجزم مهما ارتقى في العلم من هذا ومن ذاك، ورغم أن ذلك كذلك ترى الكثير من القليل ممن راهن على عكس ما قيل عن النار والإحتراق وقال، يؤمن أن القادر قادر وحده على أن ينفح الغير مقتدر برشقات من الذخيرة خصصت للاول و شرعت ضد الثاني بالفطرة التي لا يقوى عليها تطبيع فالسابق هنا هو الطبع.

اقرأ أيضاً: قصة التغريبة الطفيلية

الكل عنده قداحة، وهي على ما يبدو أغلى المقتنيات، ميزتها انها تقدح وهي تعتمد بالكامل على ما في المحترق من مواد، هي ليست محض صدفة أن حامل القداحة بالاولى يحمل البارود بالأخرى، والنتيجة تؤشر إلى أن الصراع هو بين متشابهين بالتكوين وعوامل الفناء.

هي ليست حرباً إذاً انها مسرحية هزلية تتخلها بعض الوفيات، كاتبها وقرّاؤها وأبطالها يعتبرونها رواية عظيمة تستأهل أرقى الجوائز وأعظم الإحتفلات، رواية فيها ثقافة وتقدم وعلم، ومعرفة فصولها تتحدث عن الشجاعة والبطولة والأبطال وهي لا تقل عظمة عن قصص الأربعة العظام النمرود ونبوخذ نصر وذو القرنين وسليمان.

 

السابق
تعويذة طي ملف الحرب الأهلية: لكن أين قطع الحساب؟
التالي
تطوّر استراتيجي خطير: قاذفة نووية أميركية تتحرك باتجاه كوريا الشمالية