أصحاب الفانات يواجهون السلطة في «المريجة – كلية العلوم»

الفانات
لعبة القطة والفأر بين الدولة والسائقين، بين النظام والفوضى، وبين المواطن الفقير الذي يسعى للقمة عيش والسلطة التي تفرض الضرائب دون أية اصلاحات او انماء. كل فترة يخرج السائقون غير الشرعيين لمواجهة القوى الامنية من اجل تنظيم امرهم..

بعد ظهر أمس، وداخل خط سير المريجة – كلية العلوم، انتفض سائقو الفانات غير الشرعية حيث اعتصموا مطالبين بانصافهم إسوة بغيرهم من السائقين في بقية المناطق. وهم الذين اعتصموا من شهور قليلة في بئر العبد رفضا للضغوطات التي يعانونها في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب.

وفي التفاصيل، قال سائق احد الفانات، ويدعى حسين العرب، لـ”جنوبية” “ان الانتفاضة التي حصلت أمس هي بسبب ملاحقة القوى الامنية لاصحاب “النمر” المزورة، وغيرالقانونية.

اقرأ أيضاً: عن أخلاق الفانات والتاكسيات في ضاحية العزّة والفساد

و”المشكلة برأي السائق العرب تتمثل بشقين، الاول ان هؤلاء السائقين يعملون لأجل اعالة عوائلهم، حيث لا مهنة ولا شغل لهم، فيلجأون الى العمل في مهنة السواقة على فانات غير شرعية، لان كلفة تسجيل فان تتطلب 2000$، وفي حال سجّله السائق باسم مدرسة ما فعليه ان يدفع ايضا للمدرسة من اجل حصول على ورقة تصل قيمتها الى 1000 دولارسنويا، وكل سنة تطالبه المدرسة بمبلغ معين لتجديد الورقة. وفي حال ارتكابه أية مخالفة سير عليه ان يدفع 200 ألف ليرة بدل ضبط المخالفة، وان يدفع خوة محددة للمافيات المنتشرة على الطريق الرئيسية كطريق المطار او اتوستراد هادي نصرالله. وجماعة الخوات هم من ابناء العشائر الذي يفرضون سلطتهم بالقوة دون اي رادع يردعهم”.

إبراهيم زين الدين
رئيس جمعية بشرى الانمائية إبراهيم زين الدين

و”لتشريع أي “فان” على السائق ان يدفع ثمن النمرة الحمراء، وبدل اخراج دفتر سواقة، وبدل مزاولة مهنة، وبدل انتساب للنقابة، خاصة ان ورقة النقابة لوحدها تكلف السائق 50 ألف ليرة، علما ان الطابع المالي الموجود عليها ثمنه فقط ألف ليرة”.

ويضيف العرب “ولا ننسى تصليحات “الفان” المستمرة، واذا كان السائق مستأجرا “للفان” فعليه دفع الشهرية لصاحبه عبارة عن 400 دولار بالشهر، اما التصليحات فتقع على عاتق السائق لا على صاحبه”.

ويذكر حسين العرب حادثة حصلت معه حيث تم توقيف “فانه” المرّخص في منطقة الرملة البيضاء حيث فرض عليه الدركي ضبط بقيمة مليوني ليرة، لان “الفان” يسير على المازوت وليس على البنزين، لكن اللافت السائق الذي كان يسير خلفي، وهو سوري الجنسية، تم اطلاق سراحه دون اي ضبط مخالفة، علما ان “فانه” يعمل بالمازوت ايضا”.

اقرأ أيضاً: متى يكذب الزعيم؟ أليس حين يصير ضعيفاً؟

من جهة أخرى، وبرأي احد فاعليات المنطقة في الضاحية الجنوبية، إبراهيم زين الدين، ورئيس جمعية البشرى الانمائية، قال لـ”جنوبية”: “ان اعتصام السائقين وقع ضمن اطار منطقة المريجة، وانا كناشط أؤيد بسط سلطة الدولة، ولا يمكننا ان نوافق على تصرّف سائقي الفانات اطلاقا وعلى مخالفاتهم، فالقانون لا يحميّ المخالفين. واللوم يقع على اصحاب الفانات الاغنياء وليس السائقين الذين يبحثون عن عمل، فنحن نتعاطف مع السائقين بغضّ النظر عن محاولة الاعلام الاضاءة على مخالفات ابناء الضاحية، والتعاميّ عن مخالفات بقية المناطق، فثمة جرائم تحصل لا يتم الاضاءة عليها رغم انها نتيجة اهمال السلطات، والسلطة اللبنانية تتعمد الاهمال ليقال اننا كمواطنين مخالفين. فنحن جميعنا ندفع الثمن، لذا يجب الاضاءة على المخالفات التي تقف ورائها السلطات الرسمية وليست المخالفات التي يرتكبها المواطنون”.

السابق
الرئيس الإيراني يتباهى بالهيمنة على لبنان والرئيس اللبناني مطالب بالردّ
التالي
نائب الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة ضاعفت من جهودها لشل قدرات حزب الله