صهر… بيكسر الضهر!

من الطبيعي ان يلتقي العم بالصهر عند كل مناسبة عائلية، من الطبيعي ان يسأل العم الصهر عن احواله واشغاله ومشاريعه المستقبلية وما يجول في خاطره من افكار وما يشغل باله لأن "الإبنة السليمة في الصهر السليم"!

من الطبيعي ان لا تمر اي غلطة او اساءة يرتكبها الصهر في اي عائلة مرور الكرام، حتى إذا “طنّش” العم او الزوجة او اي فرد اخر من العائلة، فإن “الحماه” والدة الزوجة دائما ما تكون بالمرصاد للصر اذا بدر منه اي مكروه، وذلك اما عبر تحريض ابنتها على زوجها او بالوشوشة في اذن العم لتفتح شهيته على الطلب بأستدعائه والتحقيق في القضية.
اذا هذه هي العلاقة ” السويّة” في اية عائلة لبنانية، عربية شرقة على وجه الخصوص، ولكنها ليست كذلك في عائلة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية.
قد نجد اعذارا كثيرة لفخامة الرئيس حول “تطنيشه” وغض النظر عن أخطاء صهره وزير الخارجية جبران باسيل الكثيرة هذه الايام. قد يقول لنا: “مش عم شوفو لجبران كتير عم يضل غايب عن القصر”، ولكن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا طالما انه في كل سفرة لفخامته الى خارج الجمهورية يصطحب معه وفدا يترأسه الصهر كونه وزير الخارجية و”رئيس التيار الوطني الحرّ”. ومن المعروف انه في ساعات الطيران المملة والطويلة ليس هناك اي مبرر لعدم تبادل الحديث العائلي والسياسي مع الصهر، وهو بالتالي سيجعل من رحلة الطائرة اقل ضجرا، ولكن قد يقول بعض المشاغبين ان لسان الحال يقول: “يا خيي ما بدنا نجرس بعض على الطائرة”.
واذا ما احسنا الظن قد نعتبر ان الجهاز الاعلامي المحيط بفخامته يحذف كل تصريح يدين الصهر قبل ان يصل الى بريد الصحف والقصر وطالما ان الـتلفزيون البرتقالي “او تي في” هو التلفزيون الراعي والحصري لقصر بعبدا، وعيون فخامته شاخصة على شاشته طوال الوقت فهذا ما يضمن ان تبقى “فنعات” الصهر خارج دائرة السمع والمشاهدة وهنا ايضا يأتي دور ” العديل” القيّم على القناة ليحمي عديله من اي مكروه لا سمح الله.
واذا ما اخذنا عامل التقدم في العمر للرئيس فهو ايضا قد يعطي مبررا للنسيان تارة وللتصرف الحكيم والعاقل بعدم الرغبة في افتعال مشاكل بالعائلة الواحدة تارة اخرى، خاصة وان العائلة الحاكمة هي الان تحت المجهر، واي نقاش حاد قد يخرج الى العلن بين اعضائها وسيؤثر حتما على برستيجها وسريالتها.

اقرأ أيضاً: دلع الصهر ورخاوة الخصر

ولكن بعيدا عن كل هذه الاعذار، تسود قناعة لدى الكثير من اللبنانيين وانا منهم، ان العمّ الرئيس يعرف ما يدور في مخيلة صهره قبل ان ينطق، ان العم الذي عطل البلد لاشهر ليتولى صهره حقيبة وزارية معيّنة، يمون على صهره في كل كبيرة وصغيرة، ان العم الذي يرى جبران اكثر مما تراه زوجته وهذه بشهادة كثيرين لا يفاجىء بتصريحات صهره وليس من المستبعد انها افكار العم ذاته.
فخامتك، لقد تجاوز صهرك العديد من الخطوط الحمر عندما اعاد نبش القبور في الجبل مذكرا اللبنانيين بالحرب العبثية هناك بين المسيحيين والدروز طمعا ببعض الاصوات في الانتخابات القادمة.
فخامتك، كلنا يعلم ان قضية حبيب الشرتوني وبشير الجميل هي من صلب الحرب الاهلية، كلنا يعلم ان هذا الملف يقسم اللبنانيين الى شطرين، كلنا يعلم ان اعادة فتح قضية عمرها 35 عاما بهذا الحجم من شأنها ان تعيد خطاب الحرب الذي يحاول اللبنانيون ان يمحوها من ذاكرتهم، وانت اقسمت على الدستور ان تحافظ على وحدة هذا البلد.

السابق
عن الذين سرقوا بطولات القوميين الحقيقيين
التالي
لقاء تشاوري في جمعية ايليا حول الإنتخابات النيابية