عادت قضية إغتيال الرئيس بشير جميل إلى الواجهة من جديد، بعدما صدر عن المجلس العدلي أمس حكما بالاعدام بحق منفذ ومخطط عملية الإغتيال وهما القوميان السوريان حبيب الشرتوني ونبيل العلم ، اضافة الى تجريدهما من حقوقهما المدنية. فالزمن لم يكن كفيلا بالتخفيف من حدة الإنقسام بين المجتمع اللبناني حول الشرتوني البطل الذي قتل عميلا إسرائيليا وبين الشرتوني قاتل رئيس الجمهورية بشير الجميّل”الحلم اللبناني الجميل”.
اقرأ أيضاً: الكتائب تحتفل بحكم الإعدام على حبيب الشرتوني والقومي السوري عاتب على الحلفاء
وقد اعتبر الحكم أن الشرتوني والعلم ارتكبا “جرم الإرهاب الذي أفضى إلى قتل رئيس جمهورية لبنان، وشكّل اعتداء على أمن الدولة”.
بعد 35 عاما صدر الحكم ونفض الغبار أمس عن قضية الجميل بالعهد العوني، حليف 8 أذار المعسكر الذي يقوده حزب الله ويعتبر ان الجميّل كان عميلا ومحاسبته واجبة. فيما لم ينظر في القضية طوال سنوات حتى في عهد الرئيس أمين الجميّل اذ لم يبت في هذه القضية بالرغم من إعتقال الشرتوني الذي فرّ بدوره من السجن في 1 تشرين أول 1990.
وعلى الرغم من أن هذا الحكم معنوي فقط لكون الشرتوني لا يزال طليقا، فإن حزب الكتائب إحتفل بين مناصريه في ساحة ساسين في الأشرفية تحت شعار “باسم الشعب اللبناني العدالة لنبقى”.
وفي المقابل، ندد الحزب القومي بهذا الحكم معتبرين إياه أنه جائر وتشوبه مغالطات قانونية لأنّ الدستور والقوانين اللبنانية والدولية تكفل للمواطنين حق مقاومة الاحتلال وعملائه. وقد نفذ مناصروه مظاهرات رفعوا صور الشرتوني ورددوا هتافات مؤيدة له، كما حملوا صور الجميل متهمين إياه بـ”العمالة”.
وبين «العمل المجرم» و«الفعل المقاوم» كيف يعلّق الحزب القومي على هذا الحكم؟ وهل يعتب القومي على حلفائه؟
رأى النائب عن كتلة الحزب القومي السوري الإجتماعي النائب مروان فارس لـ “جنوبية” أن ” الشعب اللبناني يدرك جيدا أن حبيب الشرتوني بطل وهو من اللبنانيين الذين حافظوا على لبنان بوجه العدوّ الإسرائيلي”. مشيرا إلى أن “محاكمة الشرتوني محاكمة سياسية ليست عادلة سيما أنه الشرتوني نفذ حكم الشعب اللبناني بحق “عميل”. وتأسف “لجهة إصدار القضاء اللبناني حكم سياسي فيما كنا نتأمل منها العدل وتكريم الشرتوني بدلا الحكم عليه بالإعدام، في وقت هناك دلائل وصور تجمع بين الجميل وشارون وغيره تؤكّد عمالة جميل”.
وحول تأييد التيار الوطني الحر – حزب رئيس الجمهورية ميشال عون-، المتحالف سياسيا مع الحزب القومي ودعمه لهذا الحكم، أكد النائب فارس أن العلاقة مع هذا الفريق سياسية بثوابت معيّنة، ولكن قضائيا كل منا لديه رأيه”. وتابع “كنا نأمل من حلفائنا أن يأخذوا موقفا إلى جانب الشرتوني الذي لولاه ما كان لأحد منهم ان يكون موجودا على الساحة اللبنانية”.
وأكّد فارس انه “مع الإحترام الكامل للقضاء اللبناني، إلا ان الحزب القومي يعترض بشدة على هذا الحكم مشيرا إلى ان الحكم السياسي ليس من مصلحة القضاء”.
وفي سؤالنا عن إمكانية أن نشهد تحركات للحزب القومي تنديدا بهذا الحكم قال “إن الحزب عبّر عن رفضه وضرورة إعادة النظر به. مؤكدا أن الشرتوني لن ينال من بطولته لا حكم قضائي ولا حكم سياسي”.
