الكتائب تحتفل بحكم الإعدام على حبيب الشرتوني والقومي السوري عاتب على الحلفاء

صدر حكم العدالة في ملف اغتيال الرئيس الراحل بشير الجميل بعد 35 سنة فقضى بالاعدام على المتهم المنفذ حبيب الشرتوني والمخطط نبيل العلم الذي لم تثبت وفاته المعلنة في العام 2014 ، وحكم تجريدهما من حقوقهما المدنية.

قالت “النهار”  اذا كان فريق سياسي يتغنى بان الغطاء المتوافر للقضاء حاليا هو الذي سمح للمجلس العدلي باصدار حكمه بعد عقبات سياسية منعت ذلك طوال الاعوام الماضية وخصوصا في عهد الوصاية السورية، فان التحدي الاكبر الذي سيواجهه القرار هو في تنفيذه بعد تعهد وزير العدل سليم جريصاتي عبر “النهار” أمس طلب استرداد الشرتوني اينما كان، خصوصاً ان الاخير على تواصل مستمر مع حزبيين واعلاميين لبنانيين وآخر اطلالاته كانت أول من أمس.

إقرأ ايضًا: حكم بالاعدام على حبيب الشرتوني في قضية بشير الجميل

وبحسب “المستقبل” استند الحكم الذي صدر بالاتفاق، إلى الاعترافات الواضحة التي أدلى بها المتهم الشرتوني الذي أوقف بعد يومين من الجريمة في منزل خالته الذي كان مسرحاً للعملية حيث أقدم في ذلك المنزل على الضغط على زر التفجير بعد تردد لدقيقتين قبل أن يدوي انفجار ضخم سقط بنتيجته الرئيس الجميل شهيداً مع 23 شهيداً آخرين فضلاً عن وقوع 64 جريحاً.

وبعد صدور الحكم أقام عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب نديم الجميل مهرجاناً شعبياً حاشداً في ساحة ساسين في الأشرفية تحت شعار “باسم الشعب اللبناني العدالة لنبقى”، في حضور عائلة الرئيس الشهيد عقيلته النائبة السابقة صولانج الجميل وكريمته يمنى، بالإضافة إلى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، وزير الخارجية والمغتربين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مرشح “القوات” عن مقعد بيروت عماد واكيم، النائب سيرج طورسركيسيان، الوزيرين السابقين سجعان القزي ونقولا الصحناوي، النائب السابق فارس سعيد.

 

وقال نديم الجميل في كلمة للمناسة: “نحن اليوم في الأشرفية، التي دافع عنها بشير وسقط على أرضها، وكانت بداية التحرير والمقاومة”، لافتاً إلى أنّ “الأشرفية اليوم هي بداية العدالة لبشير وكل شهداء لبنان”، وأضاف: “على بُعد مسافة قريبة من هنا استشهد جبران تويني وبيار الجميل ورفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز”، مشيراً إلى أنّه “وكما نحتفل اليوم في الأشرفية، سنحتفل غداً بكل شهيد للبنان، للعدالة لكمال جنبلاط ورفيق الحريري وبيار الجميل وكل شهيد من 14 آذار”.

وفور انتهاء المهرجان توجّهت عائلة الرئيس الشهيد وأصدقاؤه إلى ضريحه في مسقط رأسه بكفيا، حيث تمّ وضع أكاليل من الزهر، ونص حكم المجلس العدلي إيذاناً بتطبيق العدالة. وتقدم الحضور الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، النائب نديم الجميل ووالدته صولانج وشقيقته يمنى.

 

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قد غرّد عبر “تويتر” بعد صدور الحكم قائلاً: “ما بيصح إلا الصحيح، ولو بعد حين”.

وأصدر المجلس العدلي المتخصص بالجرائم الكبرى التي تمس أمن الدولة في لبنان حكماً بإنزال عقوبة الإعدام بحق الشرتوني، وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بارتكاب الجريمة عمداً وعن سابق تصور وتصميم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وأنزلت المحكمة أيضاً حكم الإعدام غيابياً بحق المسؤول السابق في الحزب السوري القومي الاجتماعي نبيل العلم بعد إدانته بالتحريض على ارتكاب الجريمة. وكان العلم متهماً بالتخطيط للاغتيال، وتداولت الصحف خبراً عن وفاته في مايو (أيار) 2014.

واعتبر الحكم أن الشرتوني والعلم ارتكبا “جرم الإرهاب الذي أفضى إلى قتل رئيس جمهورية لبنان، وشكّل اعتداء على أمن الدولة”.

 

وفرضت القوى الأمنية طوقاً مشدداً حول قصر العدل في بيروت. وفي منطقة قريبة، تظاهر العشرات من الحزب السوري القومي الاجتماعي، رافعين صور الشرتوني، وأخرى للجميل مع رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق أرييل شارون.

وكان الجميل يعد من ألد أعداء النظام السوري في تلك الفترة، وحظي بشعبية واسعة، خصوصاً بين المسيحيين، بينما كانت شريحة أخرى كبيرة من اللبنانيين تكنّ له العداء بسبب علاقاته مع إسرائيل التي اجتاحت لبنان في العام 1982.

إقرأ ايضًا: حبيب الشرتوني واغتيال بشير الجميل: محاكمة وتظاهرات داعمة «للبطل»!

وعقد المجلس العدلي في (تشرين الثاني) العام 2016 أولى جلسات المحاكمة غيابياً في قضية اغتيال الجميل.

وحالت ظروف الحرب اللبنانية ثم النفوذ الذي مارسته سوريا خلال وجود قواتها في لبنان في كافة مفاصل الحياة السياسية قبل العام 2005، دون بدء المحاكمة في قضية اغتيال الجميل، على رغم صدور قرار ظني فيها في العام 1996.

ولم يظهر الشرتوني منذ ذلك الحين إلى العلن، باستثناء بعض الظهور النادر في الإعلام. وباستثناء الصورة التي تم تداولها له بعد اعتقاله، لم تنشر أي صورة للشرتوني ويبقى شكله حالياً مجهولاً.

وكان اعترف الشرتوني، العضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سوريا، بعد توقيفه حينها بعملية التفجير التي أودت بحياة الجميل و23 شخصاً آخرين، لكنه فرّ من السجن في 1 تشرين أول 1990

في المقابل، أشارت  “البناء” إلفى تعليق الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي وصف حكم المجلس العدلي ضدّ الأمينين العلم والشرتوني بالجائر وتشوبه مغالطات قانونية، “لأنّ الدستور والقوانين اللبنانية والدولية تكفل للمواطنين حق مقاومة الاحتلال وعملائه”.

وفي بيان أصدره عميد الإعلام في الحزب معن حمية، قال فيه: إن “هذا الحكم يشكّل  إساءة للبنانيين، لأنّ أعلى سلطة قضائية في الدولة اللبنانية، وقعت في خطأ عدم الإحاطة الكاملة بملف القضية المحالة إليها، من خلال فصله عن سياقه التاريخي. ففي المرحلة التي أقدم فيها حبيب الشرتوني على فعله المقاوم بدافع شريف، كان لبنان واقعاً تحت الاحتلال “الإسرائيلي”، وكان بشير الجميّل جزءاً من هذا الاحتلال وفي ضفته، يستدعيه ويؤازره ويساعده على فوز قواته…”

السابق
هشام حداد يعلق على زلّة لسان ستريدا جعجع: باقي المزح ما خربتوه!
التالي
حزب الله يرفع الغطاء عن المتهم بالاعتداء على دلال الموسوي