ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

تنشر "جنوبية" في الجزء الثاني والأخير تعليق بعض الفعاليات الدينية والاسلامية حول (البوستات) التي يطلقها الشيخ حسن مشيمش بعد سفره الى فرنسا، وهو الذي سجن في سوريا ولبنان بتهمة العمالة لاسرائيل. والتي تنوعت التعليقات على هذه البوستات وكمية الحرية فيها.

تلخّص سؤالنا حول الكتابة عن المرحلة الصعبة للانسان، بعد صمت طويل منذ خروجه من السجن بهذا المستوى من الحرية العالية، كيف يمكن تفسيره؟ ألا يخاف المرء على حياته بعد هذه النصوص البعيدة عن القيود التي اعتادها المواطن العربي؟

إقرأ ايضا: حرية الرأي وحزب الله: الشيخ حسن مشيمش إنموذجا (1/2)

في هذا الاطار، يقول الشيخ المفتي عباس زغيب “يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.

ان “الانتقاد أمر أيجابي ان كان الهدف منه بناء مجتمع صالح قائم على تحقيق العدالة وعلى احقاق الحق وعلى تأمين ما تحتاجه الامة في سيرها.. وانطلاقا من الآية المتقدمة، نقول ان الاخطاء التي ترتكب عن عمد او عن خطأ او عن عدم فهم لولاية الفقيه لا يؤدي ذلك الى شيطنة المبنى الفقهي، هذا كله كما اننا لا يمكن ان نقبل من الذين ينزهون الولاية الفقهية عن الخطأ وكأنها معصومة عن ذلك”. و”عليه نقول ان الانتقاد من شخص كان يؤمن بولاية الفقيه لأكثر من نصف عمره، وفجأة تحولت الولاية الى شيطان رجيم، يطرح علامة استفهام كبيرة لا يقنعنا فيها ما قدّمه هذا الهادم، وليس الناقد.. ونقول ان حزب الله في لبنان استطاع ان يفرض معادلة رادعة امام اسرائيل المغتصبة والغدة السرطانية وتفوّقه في مجالات عديدة. وهذا لا يعنيّ ان الحزب لم يخطأ في او ولم يكن مقصرا في مكان آخر. وهنا ندعو من كتب ان يراجع بدقة لما قال، وان يتأمل الآية القرآنية بشكل أكبر حتى لا يكون في حكمه شنآن”. .. لذا “ندعو الطرف الآخر لفتح باب الحوار والنقاش وتقبل الآخر وعدم اتهامه فورا بأنه من شيعة السفارة لان العقل والنقل يفرضان تفهّم الآخر، خصوصا لمن تصدى للشان العام”.

إقرأ ايضا: زوجة المعتقل الشيخ كوراني: هذه هي مظلومية زوجي يا سيّد حسن…

الشيخ محمد كوراني

اما الشيخ محمد الكوراني- الذي سجن لمدة عام وخرج منذ سنة وسبعة أشهر من سجن حزب الله- قال ردا على اسئلة جنوبية: “لا تعليق”.

إقرأ ايضا: سورياليّة التعذيب في جحيم السجّان البعثي

في حين يرى الباحث الاسلامي، فراس محمد، انه “لا يرتضي الإسلام للمؤمن أن يتكلم عن الآخرين محاولا الإساءة لهم أو كسرهم أو فضح حقيقتهم، واستثنى من ذلك حالتان، إحداهما أن يكون المتكلم والقائم بهذا الإفضاح هو شخص وقع عليه الظلم من قبل المفضوح، وقال الله جل وعلا “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم”. وطالما جناب العلامة الشيخ حسن مشيمش يرى أنه مظلوم وأن من ظلمه يتلبّس بلباس ليس له، فمن حقه أن يدافع عن نفسه، ويبيّن حقيقة من قام بظلمه”.

في حين رأى الشيخ على مظلوم اننا “نحن لا نشك بأخلاق وفضيلة الشيخ حسن مشيمش وتاريخه النضالي، ولكن القضية يجب ان تكون بيد القضاء، والقضاء يجب ان يكون نزيها وحياديّا، ولا يجوز استخدام قضية التعامل مع العدو استخداماً سياسياً، لانه يسقط حرمتها، وله الحق في بيان مظلوميته عبر وسائل التواصل، خاصة بعد أن أُقحم الإعلام في المحسوبيات السياسية، وأصبح مُستأجرا لأغراض دنيوية، ويقول تعالى “لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا”. سورة النساء148.

السابق
جعجع من أستراليا: النّظام السوري لن يعود إلى لبنان
التالي
سيناريوات حربية بموازاة «إستراتيجية ترامب» ضد إيران