اهالي الليلكي: أين شركات التنظيف وأين المسؤولون؟

بُح صوت ابناء الليلكي، لكن "الصوت مش عم يودي". فمن مناشدة رئيس بلدية الحدث، الى مناشدة محافظ جبل لبنان، الى مناشدة وزير البيئة، وصولا الى مناشدة رئيس الجمهورية لا تزال النفايات بما فيها من أوبئة تملأ شوارع الليلكي.

ناشد رئيس جمعية “البشرى الانمائية” إبراهيم زين الدين وزير البيئة طارق الخطيب ضرورة التدخل السريع لرفع الحرمان الذي يطال منطقة “الليلكي” المنكوبة بيئيا وإجتماعيا وإنمائيا منذ عقود.

ففي ظل أزمة النفايات التي تواجه لبنان، تعيش “الليلكي” في خضم معاناتها الاساسية والكبرى والازدواجية من خلال تبعيتها إداريا لبلدية الحدث، انما إنمائيا ليست تابعة لأحد، علما ان جرافات وشاحنات بلدية الحدث تقوم برفع النفايات في مناطق محددة، من دون أن تصل الى منطقة الليلكي، مع غياب تام لشركة city blu التي حلت محل شركة سوكلين سيئة الذكر.

اقرأ أيضاً: عملية نصب منظمة باسم مهجري الليلكي

فالليلكي، وبحسب الناشط المدني والاجتماعي، ابراهيم زين الدين، على حافة كارثة صحية، فالنفايات متراكمة في الشوارع والأحياء وامام المنازل، اذ ساهمت الحرارة في الروائح الكريهة وإنتشار الجرذان والقوارض والذباب، مما يشكل تهديدا حقيقيا لهذه المنطقة. اضافة الى ان المطر الذي نزل الاسبوع الفائت ساهم ينشر الأوبئة، حيث المكبّات امام المدارس والابنية.

وفي حديث لـ”جنوبية”، يرى زين الدين ان مشكلة الليلكي-الحدث أشبه ما تكون بمشكلة النبعة-برج حمود. فمحافظ جبل لبنان منصور ضو التزم بالاعمال التأهيلية لليلكي، اضافة الى ان منطقة “سبنيه” التابعة لمحافظة جبل لبنان تعاني الامرّين جراء تصرفات البلدية ايضا، رغم وجود اكثر من 1500 صوت مسلم فيها. فهل سيستمر الوضع على ما هو عليه في هذه المناطق المختلطة طائفيا؟

فالوزير طارق الخطيب على علم بوضع الليلكي البيئي حيث ارسلنا له رسالة، ولكن لم يرد علينا، وكذلك تصرّف سلفه محمد المشنوق. ومشكلتنا هي انعدام الكنس مما يراكم النفايات، وعندما راجعنا بالامر قالوا انه على كل بلدية تحمّل مسؤولية الكنس ضمن نطاقها، واليوم تتراكم الجراثيم، وستزيد بعد اول شتوة، خاصة انه لا البلدية ولا الوزارة عمدت الى رش المبيدات.

اضافة الى تمرير عبّارة المياه ضمن اطار منطقة الليلكي، وهي عبّارة مكشوفة تجمع مياه جبل لبنان الآسنة، التي تبدأ من بعبدا نزولا حتى الحدت، مرورا بالليلكي وكلية العلوم. فهذه العبّارة تحولت بسبب الاهمال الى تجمع للاتربة والنفايات والمياه الآسنة والحشرات والجراثيم، الامر الذي يهدد أكثر من 90 ألف نسمة بكارثة.

ويعود قرار اعادة العمل على العبارة الى رئيس البلدية جوزيف عون، وليس المحافظ الذي تفاجأ من مستوى الحرمان في المنطقة، خاصة انه شاهد بأمّ العين الاتربة التي لا تزال موجودة منذ الحرب الاهلية وهي على شكل متاريس رمليّة.

فاليوم بات اهالي الليلكي “معلقين بحبال الهوا”، لان الليلكي المحرومة تعاني من كثرة اللاجئين السوريين، اضافة الى وجود أحياء خاصة بالعمال البنغلادش، مع ما يستتبع من اهمال لمداخل البيوت وأماكن السكن.

اقرأ أيضاً: إهمال الحليف جورج عون لأحياء الليلكي يثير غضب الاهالي

ورغم المناشدات السابقة لا يتوقف زين الدين عن مخاطبة وزير البيئة طارق الخطيب ومحافظ جبل لبنان منصور ضو بوصفه يمثل سلطة الوصاية، مع العلم ان رئيس البلدية لا يسمع مناشداتنا، كما اوصلنا صوتنا الى الرئيس ميشال عون.

من هنا، يختم رئيس جمعية البشرى الانمائية، ابراهيم زين الدين، بالمطالبة: “إما فصل الليلكي عن الحدث، او تشكيل اتحاد يُعنى بالمنطقة. فرئيس بلدية حارة حريك ينزل شخصيا على الارض ليتابع قضايا الناس، في حين ان رئيس بلدية الحدث – الليلكي لم يرَ المنطقة. فكل المنطقة تأخذ اصواتا انتخابية من الليلكي، لكن الليلكي لا تنال شيئا من أحد، وهي أشبه بالولد غير الشرعي”.

السابق
شبعا: من خلافات بلدية… الى تهديدات شخصية!
التالي
معركة مسيحية – مسيحية حامية في دائرة المتن فمن سيتصدر المشهد؟