متى تقع الحرب؟

محمد عبد الحميد بيضون

الْيَوْمَ تبدأ جلسة نيابية مخصصة لإقرار موازنة العام المنصرم ٢٠١٧ دون ان يكلف احد نفسه بالشرح للبنانيين لماذا خالف المجلس الدستور لمدة ١٢ سنة تخلف فيها عن إقرار اية موازنة وجعل الإنفاق فيها فالتاً على هوى ومصالح الطبقة السياسية.

بالأخص رئيس المجلس هو المسؤول الاول عن هذه الفوضى والمخالفات وعدم قيام المجلس بأبسط واجباته طوال هذه المدة وهو يريد الْيَوْمَ ان يقول ان المجلس بدأ بالانجازات بينما في الواقع سيعرض على التلفزيون جلسة خطابات حيث سيقوم عشرات النواب (عادةً ما بين خمسين أو ستين نائباً) بإلقاء خطب هي استعراضات انتخابية مليئة بالمغالطات والاكاذيب والخدع ومعدة للتلاعب بعقول اللبنانيين وتعكس ذهنية الطبقة السياسية التي تعتبر ان اللبناني غبي وأحمق وهو نتيجة الغرائز الطائفية والمذهبية مستعد لتصديق اي كلام يقوله أمراء الطوائف والميليشيات.

لذلك، نرى أكبر الفاسدين يتحدثون عن مكافحة الفساد وأكثر المتجاوزين للدستور والقانون يتحدثون عن تطبيق القوانين، ونرى الذين يعيثون فساداً في الادارة يتحدثون عن الإصلاح الاداري، والادهى اننا سنرى الذين فرضوا ٢٥ ضريبة جديدة دفعة واحدة على اللبنانيين يتحدثون عن وقوفهم مع الفقراء والمحرومين.

هؤلاء مسؤولون عن انهيار الاقتصاد والمؤسسات وعن وضع البلد تحت الوصاية، ورغم ذلك لن نرى خجلاً في خطاباتهم ولن نرى اي حس بالمسؤولية حول هموم المواطن وخصوصاً سؤال المستقبل أو عن المستقبل الذي ينتظر اللبنانيين.

الْيَوْمَ من الواضح ان الضغوط الأميركية على الوصيّة طهران تعيدنا لأجواء مشابهة لما حصل عام ٢٠٠٦ حين ردت ايران على الضغوط الأميركية بشأن الملف النووي من خلال عملية قام بها حزب الله لمصلحة ايران معرّضاً لبنان كله للدمار والتهجير.

الكل يعرف ان ايران اذا زادت عليها ضغوط ترامب للخروج من سوريا فإنها لن تتراجع عن الطلب الى حزبها في لبنان ان يقوم بأي عملية حتى ولو أدى ذلك الى حرب شاملة للجبهتين السورية واللبنانية كما أشار أمين عام الحزب وايضاً وزير الدفاع الاسرائيلي.

نفوذ ايران سندفع ثمنه دماراً شاملاً للبنان يتجاوز ما شهدته سوريا في السنوات الماضية ولن يجرؤ احد من الطبقة السياسية ان يرفع صوته بوجه حزب ايران أو ان يطلب عدم تعريض لبنان لنصر إلهي جديد.

كما لن يجرؤ احد من طبقة الفساد ان يقول لإيران ان عليها ان تواجه الأميركيين بالإيرانيين وليس بشيعة لبنان أو الشيعة العرب.

الاخطر ما قاله مؤخراً احد القادة العسكريين من الحزب الى صحافي أميركي نشر هذا الحديث الأسبوع الماضي.

قال انهم يضعون السلاح بين المدنيين في البلدات والقرى عن عمد لأنهم يريدون ان يؤدي القصف الاسرائيلي الى اكبر عدد من القتلى المدنيين اي قيام مجازر كبيرة، وهذه المجازر ستكون ورقة ضغط على اسرائيل لوقف الحرب.

هذه نظرة الحزب للمدنيين: ليسوا بشراً ، ليسوا حتى دروعاً بشرية بل رهائن ومسجونين يتم إرسالهم الى حقول القتل.

انها نظرة اخطر من عنصرية اسرائيل.

انها نظرة من يعتبرون أنفسهم آلهة ويريدون قرابين بشرية لتأمين استمرارية الوهيتهم.

السابق
باسيل: لمن لا يريد ان يفهم لبنان لم يصوت لقطر ضد مصر..
التالي
سعد الحريري قبيل دخوله جلسة اقرار الموانة: هذا يعد انجاز كبير ينتظره كل اللبنانيين