بين الحريري والناطقين باسمه… نزعة نحو التطرف الاسلامي

الاعتدال السنيّ يواجه أخطر عدو له قبيل الانتخابات النيابية اللبنانية، فهل سيدفع الرئيس الحريري ثمن اعتداله في زمن اشتداد التطرف الاسلامي والعنصرية المسيحية؟

كان يملك الرئيس سعد الحريري ثروة تقدّر بـ 2,1 مليار دولار، وفق مجلة “فورست”، وهي ثروة ورثها عن والده الشهيد رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005.
وهو بعد سفره الى السعودية وبقائه فيها لحوالي أربع سنوات بعيدا عن جمهوره، بعد استقالة الحكومة، والاتيان بالرئيس نجيب ميقاتي بدلا عنه، لهذا المنصب المهم جدا للسنّة في لبنان، قرر العودة الى رئاسة الحكومة والدخول في تسوية وصول المرشح المقبول لرئاسة الجمهورية بحسب “الديار”.

اقرأ أيضاً: أنا «سعد الحريري»

تأخرت عودة الرئيس الحريري الى الحكم، فبعد ترؤس الرئيس تمام سلام للحكومة تم اتفاق محلي اقليمي، افضى لعودة الرئيس الحريري الى الحكومة، وتسلم الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية على ان يكون التوافق الداخلي بندا أساسيا فيها.

وبعد عودة الحريري تم تعيين الوزير نهاد المشنوق كوزير للداخلية، وهو من صقور تيار المستقبل، كما يمكن وصفه، وهو رغم علاقته الايجابية مع حزب الله، فانه يصرح ويرد بشكل قاس على كل من ينتقد سياسة الحكومة وخاصة من قبل التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون، ويرأسه صهره الوزير جبران باسيل، كما حصل مؤخرا يوم الاحد في رد المشنوق على وزير الخارجية باسيل في مسألة العلاقة مع مصر، الذي لو تم التصعيد بعدها لطارت الحكومة، وفشلت التسوية التي اتت بطرفي النزاع العدّوين اللدودين الى الحكم.

وبحسب قناة (أم تي في) اللبنانية، قال النائب عقاب صقر ان الرئيس الحريري لن يرد على منتقديه، وخاصة من جهة الرئيس نجيب ميقاتي، خصم الرئيس الحريري السياسي، الذي صعّد ايضا في خطابه نقدا لسياسة الرئيس الحريري، لحصد اكبرعدد ممكن من الاصوات في دائرة طرابلس معقل ميقاتي قبيل الانتخابات النيابية.
من جهة اخرى، يتلقى الرئيس الحريري الانتقادات من خصمه الثاني أشرف ريفي الذي استقبل القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري محاولا تجيير علاقاته مع السعودية لصالحه في الفترة الاخيرة، وسحب البساط من تحت أرجل الحريري في الشمال، نظرا لمواقف الحريري الاعتداليّة في الحكم.

اقرأ أيضاً: قميص «النازحين السوريين» بين إعادتهم والتطبيع مع النظام السوري

فمجموع السهام الكثيرة التي يتلقاها الحريري من جمهوره، تعود الى الحرب التي يقودها ضده كل من الاخوة الاعداء كميقاتي وريفي، اضافة الى حربه السياسية مع التيار الوطني الحر وعلاقته السيئة اصلا مع الطرف الشيعي الايرز اي حزب الله.
فكيف سيدير الرئيس الحريري معاركه الداخلية؟ وهو المشغول بالسياسة الخارجية للبنان والمتعلقة بالنازحين، وبالعلاقة مع النظام السوري، اضافة الى ملف الاسلاميين والارهاب. هذا الارهاب الذي سحب ابناء الطائفة السنيّة من اعتدالهم نحو التطرف؟
من جهة ثانية، يطالب جمهور تيار المستقبل ونوابه، بالتصعيد مقابل المهاجمين، لكن يصر الرئيس الحريري ان يبقى وسطيا.

فهل سيدفع الرئيس الحريري ثمن اعتداله في بيئته، كما دفع والده هذا الثمن من حياته؟ ام ان جمهوره سيعود الى الاعتدال السنيّ الوسطي الذي كان صفة من صفات المسلمين العرب قبل ان يجتاحهم الاسلام الباكستاني، والاسلام الافغاني، والاسلام الشياشاني، المشحون بالتطرف الجهادي؟

السابق
حزب الله فوق القانون: دلال الموسوي ضحية هيمنة حزب الله في النبطية!
التالي
العبادي: نحذر أي جماعة في كركوك والمناطق المتنازع عليها من أي عمل تخريبي