أين روسيا من اطلاق سوريا للصواريخ على الطائرات الاسرائيلية؟

ما السبب الذي دفع سوريا الآن بالردّ على الضربات الإسرائيلية الجوية، فحاولت اليوم اسقاط طائرة عدوة بعدما اطلقت دفاعاتها الجوية عليها؟ وهل تمّ ذلك اليوم بضوء أخضر روسي؟ ولماذا؟

بشكل مفاجئ وغير إعتيادي أطلقت البطاريات السورية صاروخ أرض-جو من طراز sa-5 على طائرة لسلاح الجو كانت في مهمة اعتيادية في الأجواء اللبنانية بحسب ما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي. وسرعان ما ردّت المقاتلات إسرائيلية بقصف بطارية الدفاع الجوي السوري في منطقة رمضان شرق.

وفي تغريدة لأدرعي مسؤول اعلام الجيش الاسرائيليعبر تويتر، حمّل النظام السوري مسؤولية اي إطلاق نار من سوريا باتجاه القوات الإسرائيلية و”سنعتبر هذا الأمر استفزازًا سوريًا وخطًا أحمر لن نسمح بتجاوزه”. مشيرا إلى عدم وجود نية لدى إسرائيلي بالتصعيد ووقال “من جانبنا الحدث انتهى ونحن مستعدون لأي تطوّر وننصح عدم امتحان عزمنا وتصميمنا”.

اقرأ أيضاً: ماذا تريد إسرائيل من حرب سوريا الكبرى؟

وأثارت خطوة سوريا المفاجئة إستغرابا محليا وعالميا سيما أنه منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرات عديدة أهدافا سورية أو أخرى لـ “حزب الله” في الداخل السوري ولم يتخطَ الردّ السوري بيانات الإستنكار والوعيد. فما الذي دفع سوريا الآن ودون ان تكون الطائرات الاسرائيلية في حالة اغارة، بالمبادرة لاطلاق النار عليها في هذا التوقيت بالذات في ظلّ الصراع الدبلوماسي حول الملف النووي الإيراني ؟ وهل تمّ بضوء أخضر روسي؟ ولماذا؟

من يتابع التطورات السياسية في المنطقة، يدرك جيّدا مدى قلق وإنزعاج إسرائيل من تعاظم النفوذ الإيراني وأذرعها في سوريا وهو الأمر الذي عبّر عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي أمام الأميركيين لكن دون جدوى، كذلك حاول نتنياهو ثني الروس عن دعم ايران  اللذين ردوه من “سوتشي” خائبا بعد لقائه ببوتين إذ ظلّ الإتفاق الروسي – الأميركي بوقف اطلاق النار في جنوب سورية يقلق إسرائيل. وهو ما يفسّر بالتالي ضربات العدو المتتالية لأهداف ثمينة في سوريا كان آخرها إستهداف مركز البحوث العلمية بالقرب من مصياف في ريف حماة الغربي، الذي قيل انه مركز عسكري لتصنيع الأسلحة الكيمياوية، وبعدها نفّذ طيران العدو خرقا للأجواء اللبنانية على علو منخفض في صيدا.

وعلى الرغم من أن إسرائيل قصدت إظهار لروسيا إمتلاك إيران معامل صورايخ في سوريا، إلّا أن المفاجأة كانت اليوم بإعطائها ضوءا أخضرا للنظام بإستهداف الطيران الإسرائيلي. وهو ما يستدعي تساؤلا هل تريد موسكو إشعال حرب بين سوريا وايران وحزب الله من جهة، واسرائيل من جهة ثانية؟

يقول العارفون أن روسيا تنظر لأي صدام عسكري مباشر بين الطرفين، بأنه مفيد لها، من حيث يمكنها تمتين دورها الدبلوماسي خلال المفاوضات، بهدف الوصول إلى تسوية للصراع. فبعد شبه الإستقرار السائد في سوريا مؤخرا نتيجة تحقيق النظام عدّة إنتصارات على المعارضة في عدة مناطق لها، يتنافس الروس والإيرانيين على إحكام السيطرة على المشهد السوري. وبالتالي فإن الطموحات الإيرانية أصبحت مشكلة بالنسبة لروسيا. لذلك يودّ الكرملين ان تقع الحرب مع إسرائيل، لأنها ستحدّ من طموح ايران للهيمنة الاقليمية، بشكل يحدّ من النفوذ ايران وحزب الله في سوريا.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد الذي رأى أن “التصدّي السوري للطيران الإسرائيلي لا سيما أنه كان محلقا بالآجواء اللبنانية، يعتبر رسالة للكيان الإسرائيلي بأن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي خصوصا في ظلّ الصراع الدبلوماسي حول الملف النووي الإيراني”.

اقرأ أيضاً: بعد إنهاء «داعش».. معركة مرتقبة بين حزب الله واسرائيل في سوريا

موضحا أن “حلف المقاومة المؤلّف من سوريا وإيران مع إمكانية أن يكون هناك تفاهما مع روسيا قرر أعضاؤه بأن يبعثوا رسالة لإسرائيل بأنها لن تكون هذه المرّة بعيدة عن أجواء الحرب في لبنان وسوريا”.

وأشار عربيد أنه “هذا إن دلّ على شيئ فهو يدل على أن الخوف الأميركي – الإسرائيلي هو أن تتطوّر الأمور لحرب شاملة تكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة انطلاقا من منطقة الشرق الأوسط. لذا نستطيع الإستنتاج أن إطلاق سوريا صاروخا على الطائرة الإسرائيلية هو رسالة تحدٍّ للولايات المتحدة وإسرائيل”.

وعن سبب الموقف الروسي رأى عربيد في النهاية أنها “تُعتبر اليوم الطرف الأساسي لإيجاد أي حلّ للأزمة السورية، خصوصا في الكباش الحاصل بالملف النووي الإيراني – الأميركي، والخلاف الحاصل بين الولايات المتحدة وباقي الدول الموقعة على الإتفاق”.

وخلص الدكتور عربيد للتأكيد على أن “روسيا تريد إضعاف الموقف الإيراني حتى تبقى رأس الحربة لأي مفاوضات مع العالم الغربي”.

السابق
دائرة البقاع الثانية – زحلة: لن يفوز أي تحالف بكامل المقاعد
التالي
ثماني مغالطات في خطاب ترامب حول إيران