جريمة الأونيسكو

انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من منظمة الأونيسكو. وفعلت مثلها دولة إسرائيل.

لماذا؟ لأن منظمة الأونيسكو ارتكبت جرماً فظيعاً يستوجب من أميركا اتخاذ مثل هذا الموقف التاريخي الشجاع.

باختصار مفيد: جريمة الأونيسكو أن فلسطين عضو فيها.

فهل هناك جريمة أفظع من هذه الجريمة، في عرف الدولة العظمى التي تدافع عن الحرية والديموقراطية وعن حق الشعوب في تقرير مصائرها واستعادة أراضيها المغتصبة؟

إقرأ أيضاً: الاونيسكو: الأمّية في الوطن العربي الى ازدياد

الأونيسكو مجرمة بالطبع، ويجب محاكمتها. هذا أقلّ ما يجب القيام به إحقاقاً للحق، وصوناً للعدالة.

لكن، أيّ حقّ، وأيّ عدالة؟

هاكم الحقّ وهاكم العدالة: لقد قررت الولايات المتحدة أن الأونيسكو مرتكبة ومجرمة، وهي قررت محاكمتها، وهي لفظت الحكم. وليس على المجتمع الدولي سوى الإقرار بهذه الحقيقة.

ولا لزوم لأيّ تفصيل آخر.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، التي هي لسان إسرائيل وذراعها العسكرية، لا يجوز أن يكون ثمة مكان لفلسطين على وجه الأرض، لا في أرض فلسطين نفسها، ولا قانونياً ومعنوياً في المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

لماذا؟ السبب بسيط. إكراماً للمغتصب الصهيوني. للسارق. للقاتل. للعنصري. وهذا كلّه باسم الحرية.

إنه لمن المعيب والمخجل والمهين حقاً أن تتخذ الولايات المتحدة مثل هذا الموقف الدنيء، معتبرةً أن الأونيسكو “عدوة لدولة اسرائيل”.

برهانها الساطع أن فلسطين عضو في هذه المنظمة الأممية، التي ضمّت مدينة الخليل إلى لائحة التراث العالمي.

أعرف ان الظلم لا حدود له. لكن أن تصل “الدعارة” السياسية والأخلاقية والقيمية إلى هذا الدرك، فهذا ما لا يقرّهقانون على الاطلاق. وعلى يد مَن؟ على يد الدولة المدافِعة الأولى في العالم عن الحرية والديموقراطية والعدالة والكرامة البشرية.

فماذا تريدون أكثر من هذاأيها الناس؟ وماذا تتوقعون من أميركا في القضايا الصغيرة أو الكبيرة؟

يشرّفني ان أقول بصوتٍ عالٍ إنه ما من ظلم في العالم إلاّ وراءه السياسة الأميركية.

يهمّني، وانا أقول هذا، أن أنزّه الشعب الأميركي عن مثل هذا الظلم، وهذه الدناءة.

مثلما يهمّني أن أنزّه دستور الولايات المتحدة الأميركية.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة الأمريكية غاضبة من صفقة «حزب الله – داعش»

فكيف يليق بدولة عظمى كهذه، أن تتنكر لقيم دستورها ولقيم شعبها… من أجل كيان غاصب لا يكفّ عن إبادة الشعب الفلسطيني، وتشريده وجرف أرضه وزيتونه، وهدم تراثه وبيوته؟

الأونيسكو مجرمة؟

إنه لشرف للأونيسكو أن ترتكب مثل هذه الجريمة.

تحية إكرام لهذه المنظمة الشريفة!

السابق
من هي مديرة اليونسكو الجديدة؟
التالي
صراعات دولية تتنبأ بحروب مستقبلية.. وما علاقة «حزب الله»؟