الإتفاق النووي يصمد أمام التصعيد الأميركي.. وترامب يتوعّد بإستراتيجية جديدة ضد إيران

ترامب
ألقى الخلاف الأميركي – الإيراني بظلاله أمس على الساحة الدولية والإقليمية، وخلق مناخ من الإنقسام الدولي بين مؤيد ومعارض للإتفاق النووي.

كتبت “الجمهورية” إن ” الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، لكنّه اتهمها بارتكاب انتهاكات عدة للاتفاق المعقود مع مجموعة الدول الست، رافضاً بالتالي الإقرار بالتزام إيران هذا الاتفاق. وقال انّ طهران “تزرع الموت والدمار والفوضى في انحاء العالم” وأنّ “عدوان الديكتاتورية الايرانية مستمر حتى اليوم”، ملوّحاً بفرضِ عقوبات إضافية “قاسية” على الحرس الثوري الايراني (الباسدران) “لعرقلةِ تمويله الإرهاب”، ولم يصنّفه “منظمة إرهابية”، متوعّداً بحرمان النظام الإيراني من كل المسارات التي تُمكّنه من تطوير برنامج للصواريخ الباليستية والحصول على سلاح نووي. وذلك في مؤتمر صحافي له من البيت الابيض أمس.

إقرأ ايضًا: ترامب لم ينهِ الإتفاق النووي.. ويتوعّد الحرس الثوري!

ولم يتأخّر الردّ الايراني، حيث شدّد الرئيس حسن روحاني على التزام بلاده الاتفاقَ النووي “ما دامت حقوقها محفوظة”، مؤكّداً أنّه “لا يمكن للاتفاق أن تلغيَه دولة واحدة أو تضيف عليه أيّ بند”. وقال انّ بلاده “ستُضاعف جهودها لصنعِ أسلحة للردع وتوسّع برنامجها الصاروخي”.

وأوضح ترامب “أنّ تنفيذ الاستراتيجية سيبدأ بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وهو ما يمثّل المرشد الإيراني “الفاسد” الذي استفاد من “كافة خيرات إيران لنشر الفوضى”. وقال: “كلفتُ الخزانة بفرض مزيد من العقوبات على الحرس الثوري والجهات التابعة له”. وشدّد على “ضرورة التوصل لإتفاق جديد يحمي المصالح الأميركية بمقدار أكبر”، معتبراً أنّ “الاتفاق الحالي ساعد إيران على تطوير بعض العناصر في المجال النووي”. وأضاف: “يجب ضمان أنّ النظام المارق في إيران لن يمتلك سلاحاً نووياً أبداً”.

وقال الميجر ادريان رانكين غالاوي المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون لـ”رويترز” بحسب “الأنوار” ان الوزارة تجري تقييما لتمركز القوات وكذلك للخطط، لكنه لم يذكر تفاصيل. واضاف نعمل على تحديد مجالات جديدة للعمل مع الحلفاء للضغط على النظام الايراني وانهاء نفوذه المزعزع للاستقرار وكبح استعراضه العدائي للقوة ولا سيما دعمه للجماعات الارهابية والمتشددين.
هذا، وهنأ رئيس الوزراء الاسرائيلي نتيناهو الرئيس الاميركي على كلمته ضد ايران امس ورأى ان هناك فرصة لتغيير الاتفاق النووي وسلوك ايران في المنطقة.
كما قال نتنياهو واجه ترامب بجرأة نظام ايران الارهابي وخلق فرصة لاصلاح هذا الاتفاق السيئ، والتصدي لعدوان ايران ومواجهة دعمها الاجرامي للارهاب.

ومن الفاتيكان شدد رئيس الحكومة سعد الحريري بحسب” المستقبل” إثر زيارته البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مقر إقامته في المعهد الحبري الماروني في روما التشديد على أهمية “وحدة واستقرار لبنان” مؤكداً رداً على سؤال ضرورة تحييد البلد عن تداعيات الخلاف الأميركي – الإيراني وقال:  لبنان بلد صغير جداً وأنا واجبي كرئيس حكومة أن أجنبه أي أخطار وسأعمل لتجنيبه أي أخطار”، مضيفاً: “الموقف الأميركي واضح وصريح في ما يخص إيران ولا علاقة أو مساهمة لنا فيه ويجب أن ننتظر ما الذي سيحصل في الأيام القادمة، لذلك أرى أن هذا الموضوع يستحق أن نجلس كحكومة وكدولة مع الأفرقاء السياسيين الآخرين للبحث في كيفية مقاربته”.

من جهتها، رحّبت المملكة العربية السعودية بـ”الاستراتيجية الحازمة” التي أعلنها ترامب إزاء إيران. ونقلت “الجمهورية” بإشادتها  في بيان، بـ”رؤيته والتزامه بالعمل مع حلفاء أميركا وعمله على مواجهة التحديات، وعلى رأسها سياسات إيران العدوانية في المنطقة”.
تغريدتان للسبهان
من جهته، قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان في تغريدة جديدة عبر تويتر: “بكلّ تأكيد، المملكة تؤيد جميعَ السياسات المحاربة للإرهاب ومصدره وأذرُعِه، وعلى دول المنطقة جميعاً ان تتّحد في مواجهة قتلِ الشعوب وتدمير السِلم الاهلي”.
وأضاف في تغريدة لاحقة: “لا يتوقع حزب الإرهاب ومن يحرّكه أنّ ممارساته القذرة ضدّ المملكة ودول الخليج ستكون بِلا عقاب، والمملكة ستقطع يد مَن يحاول المساس بها”.

إقرأ ايضًا: ايران تبادل أميركا بالتهديد وتحذرها من المسّ بالحرس الثوري

بدورها، أشادت كلّ مِن الإمارات والبحرين بخطاب ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني.
روسيا في المقابل، أعلنَت وزارة خارجيتها في بيان عن تمسّكِها بالاتفاق النووي، داعيةً جميعَ الأطراف إلى الالتزام به. وأكّدت “أنّ موسكو تأسف لقرار الرئيس الأميركي في شأن عدمِ التصديق على التزام طهران خطة العمل المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي”، إلى ذلك  أعربَت باريس وبرلين ولندن عن “قلقها حيال تداعيات” قرار ترامب رفضَ الإقرار بالتزام ايران الاتفاقَ النووي. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: “نحن رؤساء الدولة والحكومة في كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، نأخذ علماً بالقرار الذي اتّخَذه الرئيس ترامب بعدم الإقرار امام الكونغرس باحترام ايران” للاتفاق النووي “ونحن قلِقون حيال التداعيات التي يمكن ان تنجمَ منه”.

 

وأعلنَت المفوّضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني أنّه “ليس بيدِ أيّ دولة في العالم أن تنهيَ الاتفاق النووي الإيراني”، مؤكّدةً “ضرورةَ الحفاظ على هذا الاتفاق بنحوٍ جماعي”. وقالت، ردّاً على خطاب ترامب: “لا نستطيع كمجتمعٍ دولي أن نسمحَ بإحباط اتّفاق نووي نافذ”. وأكّدت أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جديدة في شأن الاتفاق مع طهران.
وأشارت إلى “أنّ الاتفاق ليس اتفاقاً ثنائياً.. والمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتّحاد الأوروبي، أشار بوضوح إلى أنّ الاتفاق قائم وسيبقى قائماً”. وأضافت موغيريني أنّها تحدّثت مع نظيرها الأميركي فور إلقاء ترامب كلمتَه أمس.

السابق
صراعات دولية تتنبأ بحروب مستقبلية.. وما علاقة «حزب الله»؟
التالي
إنّها كركوك… إنّها نحن