أخطر مرحلة بين بعبدا والضاحية؟

للمرة الاولى منذ إثنيّ عشر عاما تمرّ العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله  ,أي منذ العام 2005 عندما عاد عون الى لبنان من فرنسا بموجب تفاهم مع الحزب ودمشق ,بأخطر مرحلة لإنها لا تتعلق فقط بالطرفيّن وحدهما بل بالمصير اللبناني برمته بسبب التطورات المتسارعة في المنطقة .وهناك  معطيات تؤكد هذا التوصيف فما هي يا ترى؟

تفيد اوساط سياسية بارزة كما علمت  “النهار” ان هناك قلقا كبيرا  لدى عدد من كبار المسؤولين, لكنه ما زال مكتوما ,من “التطابق” القائم بين الرئاسة الاولى وبين “حزب الله” حيال التعامل مع إسرائيل بحيث لا تمييز بين سلاح الجيش اللبناني وبين سلاح الحزب وكأنهما واحد بما يلغي المسافة الفاصلة بين السلاحيّن ما يضع لبنان في دائرة الاستهداف الاسرائيلي الذي خرج أخيرا  الى العلن على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي زعم” إن الجيش اللبناني، فقد استقلاليته، وأصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله!”

إقرأ أيضاً: وليد فارس: حماس غادرت قطر واتجهت إلى الضاحية طلباً لحماية حزب الله!

في أحدث موقف للرئيس عون  أدلى به أمام وفد الاحزاب الحليفة ل”حزب الله” والنظام السوري قال أن “الضغوط الدولية لن يزيد أثرها بعدما بلغت حدها الأقصى، إضافة الى التهديد الجديد للجيش اللبناني ككل”. وتحدث عن اتجاه “لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة بخصوصه”.وأعلن إن المواقف التي عبّر عنها” في المحافل الدولية وخلال زيارة الدولة التي قمت بها لفرنسا مهمة جداً للبنان، ومن شأنها أن تعيد له سيادته واستقلاليته”.وتساءلت هذه الاوساط عما إذا كانت هذه المواقف التي أشار اليها الرئيس عون تتضمن ما ورد في الحديث الذي  أدلى به لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عشية زيارة الدولة التي قام بها أخيرا لفرنسا عندما قال :”… لا يمكننا أن نمنع حزب الله من سلاحه طالما ان اسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن وقرارات الامم المتحدة؟”

إقرأ أيضاً: حزب الله يخترق قطاع القروض المدعومة ويضرب مصالح اللبنانيين

رب سائل:ما هو المطلوب من الرئيس عون في هذه المرحلة التي يجتازها لبنان والمنطقة؟

تجيب الاوساط نفسها على هذا التساؤل بالقول ان لبنان الذي مرّ بأخطر الحروب التي شنتها إسرائيل عليه وآخرها حرب عام 2006 يستحق من المسؤول الاول ان يبادر الى جمع قادة البلاد الى طاولة حوار عاجلة للنظر في التهديدات غير المسبوقة التي لم تأت فقط من إسرائيل وحدها بل من الولايات المتحدة الاميركية أيضا خصوصا وان “حزب الله” يتعامل مع الاجراءات التي تصدر عن واشنطن بحقه كجزء من المعركة الكبرى التي تخوضها إيران على إمتداد المنطقة بدءا من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى لبنان.فهل يبادر  قصر بعبدا الى الحوار؟

قبل أثنيّ عشر عاما لم يكن العماد عون كما هو اليوم  رئيسا للبنان.هل إنتبه لهذا الفارق؟

السابق
حرب إسرائيلية سادسة على لبنان؟
التالي
حنجرة حسن نصر الله