هل يتطور الدور المصري في سورية الجديدة؟

مصر
لم تغبّ مصرعن طاولات المفاوضات السورية طيلة الحرب السورية على الاطلاق، رغم تبدل الوجوه والانتماءات، فلم تعد القاهرة تلعب دور المضيف فقط.

الضمانة الروسية، هي الاساس في دخول مصر في ملف الرعاية، والتي أتت ضمن صيغة التعاون على أرض مصر، فالتفاهمات تفرض على الأرض السورية. وذلك بحسب موقع “العنكبوت”.

فقبل فترة وجيزة، أعلن من القاهرة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين مسلحي المعارضة المعتدلة والقوات الحكومية. ويأتي الاتفاق ليمثل بنودا أولية، لرسم خريطة التهدئة. وهي عناوين ليست بجديدة في أخبار التهدئة، فالمناطق المعلن عنها مشمولة أصلا في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين روسيا وتركيا وإيران، وشملها اتفاق سابق لوقف إطلاق النار أبرم قبل نحو شهر في القاهرة أيضا.

فقد نقلت “الميادين” أن اتفاق وقف اطلاق النار جنوب دمشق يتضمن ادخال مساعدات إنسانية وإطلاق سراح معتقلين. كما أعلنت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار جنوب دمشق، من المفترض أن يكون سريانه قد بدأ. فالاتفاق الذي جرى في مقرّ المخابرات العامّة المصرية في القاهرة وقّعه كلّ من جيش الإسلام وجيش الأبابيل، وأكناف بيت المقدس برعاية مصرية وضمانة روسيّة.

قائد جيش الإسلام، أحد موقّعي الاتفاق، قال ان الاتفاق ينص على استمرار بفتح المعابر جنوب دمشق لدخول المساعدات الإنسانية. كما أشار إلى أن اتفاق وقف اطلاق النار جنوب دمشق يتضمن ادخال مساعدات إنسانية وإطلاق سراح معتقلين. فالجانب المصريّ تعهد فك الحصار عن الغوطة الشرقية لإدخال المساعدات بكميات كافية.

وقد نجحت مصر في انجاز اتفاقين لتهدئة الأوضاع في سورية في فترة وجيزة، وذلك في ظل رضا الأطراف المتصارعة، وقبول الفاعلين الدوليين في الأزمة. لكن ما السر وراء سعي مصر للانخراط في الملف السوري بعد غياب دام عدة سنوات؟

فالموقف المصري تجاه القضية السورية اختلف بشكل جذريّ ما بين عهد الرئيس محمد مرسي والرئيس عبد الفتاح السيسي. فالرئيس مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام، بل ودعم بكثافة التحركات لإسقاط حكم الاسد. في حين ان الرئيس السيسي قال ان “القاهرة تدعم الجيوش الوطنية في المنطقة العربية لحلّ الأزمات”. ومع بداية وصول السيسي للحكم، نأت الدبلوماسية المصرية بنفسها عن الملف السوري، خصوصاً مع تنامي دور تركيا، وسيطرتها مع إيران على الملفات المرتبطة بسورية.

وكما توسطت مصر، وخلفها السعودية وروسيا لابرام اتفاق الهدنة في الغوطة الشرقية، وعقد اتفاق شمال حمص، في محاولات حثيثة لتوسعة دورالقاهرة في الأزمة السورية، بالتنسيق على حساب الدور التركي أو الإيراني. فمصر طرف مقبول من طرفي الصراع في سورية غياب أية أطماع أو مصالح خاصة.

والرئيس السوري بشار الأسد أيضا يرتاح لدور مصر في عهد السيسي، وبحسب “العرب” ان قبول وارتياح دمشق لدور القاهرة هو الفيصل في نجاح اتفاق الغوطة ثم اتفاق حمص، لأن الأسد يدرك أن مصر حليف رئيس له، ولديهما قواسم مشتركة تعزز أواصره، كما أن التاريخ يقول ن أمن مصر يبدأ من سورية هو الذي يسيطرعلى التقديرات الاستراتيجية للجيش المصري.

وتعتقد سورية ان مصر هي مفتاح الدور الإقليمي، ونجاح الوساطة مقدمة لأدوار أكثر أهمية. بحسب “دويتشه فيليه”. وما جعل مصر وسيطاً نزيها هو أن الحكومة المصرية لم تتورط في مساندة أيّ من الحركات التي تناهض الأسد، خصوصاً الحركات الإسلامية المسلحة، وقد حاولت مصر مساندة بعض القوى السياسية المعارضة لنظام الأسد، لكنها كانت قوى معتدلة لا ترفع السلاح ولا ترفع راية الإسلام السياسي.

اقرأ أيضاً: اتفاق «القاهرة 3» بين حماس وفتح: المصالحة رهن التطبيق

من ناحية اخرى، الحكومة الروسية لا تريد اتساع نفوذ تركيا وإيران في سورية، لذا تسعى لإدخال أطراف أخرى في المشهد. وتحاول الدبلوماسية المصرية الإمساك بزمام عدد من الملفات، مع علمها أن ذلك سيزيد من التوترات مع تركيا، التي قد لا تصبر كثيراً على ما تراه تهديداً كرديا لأمنها، وهو ما قد يجبرها على التدخل الخشن في القضية السورية، رغم ما سيخلق من تبعات.

أما فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية، فيقول إنه لا يبدو واضحاً تماماً أنها على القدر نفسه من التوتر.

فقد قال الباحث السوري رضوان زيادة، إنه يستبعد تعاظم الدور المصري مما هو عليه حاليا في سوريا ليصبح أكثر فعالية وتعقيدا لأسباب تتعلق بالأوضاع الداخلية في مصر.

السابق
اتفاق «القاهرة 3» بين حماس وفتح: المصالحة رهن التطبيق
التالي
مؤسسات رسميّة معطلة ومغيّبة.. على مد عينك والنظر