صرخة للتحرر من سلطة الاستعباد

علي الأمين
فقرة الصحافي علي الأمين في برنامج "على مسؤوليتي" على صوت لبنان.

نداء الدولة والمواطنة الذي اطلقه عدد من الشخصيات اللبنانية المستقلة من بيروت قبل اسبوع هو صرخة في لحظة التداعي الذي يصيب الدولة ومؤسساتها الدستورية والقانونية، هو دعوة من اجل الخروج على دولة المحاصصة لرعايا مستعبدين، هو سعي لصد سلطة المحاصصة الطائفية التي تجاوزت كل الحدود بعدما اطاحت بالدستور والقوانين وقوضت الادارة العامة وانظمتها وتطاولت على السلطة القضائية في سبيل المزيد من تطويعها لصالح النفوذ الحزبي والفئوي ولضرب ما تبقى من حدود للعدالة التي لا تستقيم الدول من دون شروطها، هو صوت الضمير الوطني في مواجهة تجيير لبنان لصالح اجندات اقليمية خارجية على حساب الهوية الوطنية ولمزيد من تهميشها والغائها، هو اعلان لبناني للوقوف في وجه استباحة المرافق والأملاك العامة من قبل المتنفذين في سلطة الفساد والافساد، تلك التي باشرت باسترهان الثروة النفطية وها هي تغرق البلاد والعباد في دين متفاقم يسترهن المواطنين لأجيال مديدة.

إقرأ أيضاً: من «اللقاء الشيعي» حتى «نداء الدولة والمواطنة».. حراك شيعي يبحث عن موقع

هو نداء صدر عن نحو خمسين شخصية وناشط من لبنانيين ديمقراطيين اولا وشيعة ثانيا ومن مناطق في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، للقول بعد ما تقدم اننا ونحن نكدح في اتجاه الدولة، نرفض كل محاولات حصرنا في هوية شيعية نعتز بها، ذلك انه طالما استخدم العنوان الشيعي وباسم الطائفة الشيعية وجرى استغلاله ولا يزال زورا في جر البلد الى حروب عبثية اقليمية، وطالما تواطأت قوى سياسية او مدنية، وتخلت عن واجب التصدي لتوريط لبنان والشيعة على وجه الخصوص في مغامرات اقليمية.

إقرأ أيضاً: جرأة «نداء الدولة والمواطنة»

لقاء الدولة والمواطنة بتناوله الخصوصية الشيعية، اراد ان يضيء على المعضلة الشيعية ، لا بغاية طائفية بل بهدفالخروج منها نحو دولة نتساوى كلبنانيين تحت سقف دستورها وقانونها، دولة ترفض ان تكون فيها طائفة اختصاصها الحروب على حساب الدولة، طائفة لا نريد ان تحمل مسؤولية من يتجاوز باسمها واسم مقدساتها حروبا على امتداد المنطقة العربية، فيما ابناؤها يتوسلون بلا نتيجة الماء والكهرباء والوظيفة والمدرسة والعيش الكريم ممن ينهب الدولة ويستبيحها باسمهم وباسم اللبنانيين عموما. هي صرخة من لقاء الدولة والمواطنة الى كل الشرفاء في هذا الوطن للتلاقي من اجل لبنان الدولة والدستور والقانون صرخة لا تجعلوها في برية الوطن.

السابق
الحرب إذا وقعت
التالي
الانتخابات الجامعيّة بلا سياسة في «الاميركية» و«اللويزة»