مكيسم خليل: لم أتمنَ الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين آخرين

كتب الفنان السوري مكسيم خليل عبر حسابه الخاص فيسبوك رسالة طويله عن مشاعر المتناقضة التي يعيشها كشخص سوري حين يشاهد المباراة، بحيث قد قال خليل انه كان يريد للمنتخب ان يربح من اجل الشعب السوري، ولكنه في الوقت عينه كان يريد الخسارة لكي لا ينسى الشعب ما حصل طيلة 7 سنوات.

إقرأ أيضاً: مكسيم خليل معلقاً على اغتيال عروبة وابنتها: قديشك خسيس.. قديشك ندل

فكتب:

(شيزفرونيا في حضرة العارضة)
عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً. وكوميدياً بشقيها السوداوي والتهريجي..
قد يسخف البعض العنوان وقد يغضب البعض الاخر..
لكني لم أكن اتخيل يوماً ان حدث ارتطام كرة في عارضة..
سيجعلني ارتطم بعد سقوط حرّ دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر منها من مات ومنها مِن يعتقد انه على قيد الحياة.. حدث ماكان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام
..ذاك الشرخ.. ذاك الجنون..
بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة.. رأيت نفسي واقفا على الشباك المطل على ارض الديار.. اهتف بين اهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم.. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند
منتخبنا على امل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً..
كان سريعاً جداً.. يحمل في داخله مشاعر متضاربة..
وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية الهية يصعب على احد فهمها او حتى إدراكها..
تحمل حزنا غلفه فرح غلفه حزن غلفه فرح ليغلفه حزن..
وضميرا قتله اللاضمير ولاضميرا قتله ضمير..
تتلاحق فيه الانفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء.. ليحملني الى نفق عبره كثيرون قبلي.. برغبة او بدون رغبة.. بذنب او بدون ذنب.. سواد قاتم لاينتهي.. لا بياض هنا .. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف..
نعم اردتهم ان ينتصرو.. بكل سوريتي اردتهم ان يربحوا..
أردت سماع ذاك الهدير” سوريا ..سوريا” يعبر القارات بحنجرتي..
أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع ان ينتصر..
أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة ان تنتصر…
أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل ان ينتصر..
لذاك الموظف.. لذاك الفلاح…لذاك العامل..
يحق للشعوب ان تنتصر لشيء.. يحق للشعوب ان تفرح..
يحق للشعوب ان تعيش على امل ما.. يحق لنا ان نحقق حلماً ما… فكثيرون خسروا احلاماً..يحق لنا.. نعم يحق “لنا”..
فدمي سوري.. دمي سوري.. دمي سوري..
ولذا اعترف اني خفت هذا الفوز..
نعم خفت ان يربحوا..فتفرح دمشق على احزان وركام دير الزُّور وادلب وكل المدن السورية المنكوبة.. مدينة مدينة..
خفت ان يربحوا فيفرح أولائك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرا من فنانين ورياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي وتاريخي..
خفت “الشكر والشكور” لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصى.. خفت الامتنان المتأصل في الجينات.. القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا الى ذاك السرداب الظالم الذي طالما اعتقلنا وفرقنا و استغل اي انتصار ليحوله لنصر الهي لحق فصل بمقاساتنا.
ويعيدنا للصفر..
لم أتمن الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين اخرين وزرعوا مدنهم بطاطا.. لم أودّ ان تؤرق هتافاتهم المترافقة بالالقاب والكنى..تلك المقابر الجماعية وارواح مئات الالاف من اهلي في كل بقع وطن بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة..
فدمي سوري.. دمي سوري… دمي سوري..
لأجل سوريتي أردت لهم الفوز.. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة..
فاعذرو خيانتي أيها “السوريتين”..

إقرأ أيضاً: مكسيم خليل معلقاً على اغتيال عروبة وابنتها: قديشك خسيس.. قديشك ندل

السابق
من سيقف مع «حزب الله» ومن سيقف ضده إذا وقعت الحرب على لبنان؟
التالي
السياسيون والقطاع العام يأكلون العنب ونحن نضرس!