لبنان يرزح تحت تهديدات اسرائيل وتهديدات العقوبات الأميركية

اسرائيل لبنان
عادت التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" بالمواجهة العسكرية على الجبهة اللبنانية، احتمالات اندلاع حرب مفاجئة، خصوصاً أن تصريحات كل من الفريقين تتزامن مع إجراءات إدارة ترامب العقابية ضد إيران والحزب، والتي ينتظر أن تتصاعد في الأيام المقبلة.

قالت “الجمهورية” إن “لبنان يتأرجح بين هبّة باردة وهبّة ساخنة؛ من عاصفة الضرائب المدفوعة بتفاهم أهل السلطة واجتاحت جيوب الناس، الى هبّة العقوبات الاميركية على “حزب الله” وتأثيراتها على الواقع اللبناني، الى هبّة السيناريوهات المخيفة والقراءات المتشائمة للتطورات الخطيرة في المنطقة وخصوصاً في الميدان السوري في ظل الافتراق الواضح في الموقفين الاميركي والروسي، وكذلك السيناريوهات الحربية التي تُستقى من التهديدات الاسرائيلية المتتالية بإشعال حرب ضد لبنان، لا تضع فقط “حزب الله” هدفاً لها، بل الجيش اللبناني ايضاً بحسب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين، الى الهبّة الدولية الاقليمية وارتفاع مستوى التوتر الى أعلى درجاته بين واشنطن وطهران، والذي ينذر بدفع الامور الى حافة الانفجار في ظل الحديث المتنامي عن نسف أميركي للاتفاق النووي مع ايران وتصنيف “الحرس الثوري الايراني” منظمة إرهابية.”

إقرأ ايضًا: تهديدات أميركية واسرائيلية غير مسبوقة لحزب الله وجوائز مالية للقبض على قيادييه

واستمرّ التصعيد الأميركي ضدّ “حزب الله” أمس، حيث عقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي جلسة حول سبلِ التصدّي للتهديدات الإيرانية للولايات المتحدة الأميركية، أكّد فيها الجنرال السابق في القوات الجوّية تشارلز فالد أهمّية التصدّي لطهران. وقال خلال الجلسة، إنه “ينبغي على الولايات المتحدة الشروع في تعزيز قدراتها لمواجهة التهديد الذي يمثّله كلّ مِن إيران، وميليشيات “حزب الله” اللبنانية “.

وأكدت مصادر ديبلوماسية رسمية لـ “اللواء” ان لبنان الرسمي ينظر بعين القلق والجدية للتهديدات الإسرائيلية مع انها ليست جديدة، لكنها تندرج في إطار التصعيد الذي يمارسه العدو الإسرائيلي عند كل إنجاز يحققه لبنان بهدف خلق مناخ ضاغط ومتشنج، ولفتت إلى ان الانتصارات التي حققها لبنان سواء عسكريا من خلال حربه على الإرهاب، أو سياسيا من خلال إنجازه لعدد من الملفات الداخلية لا يستسيغها هذا العدو الذي يسعى إلى هذا التصعيد المتكرر سواء من خلال التهديدات المباشرة أو الخروقات المتواصلة.

وكشفت المصادر نفسها عن ان الرئيس ميشال عون يتابع بدقة هذه التهديدات، وهو على تواصل مع عدد من المراجع الدولية في إطار متابعته للتطورات مشيرة إلى ان لبنان الرسمي يرصد ردود الفعل والابعاد المتصلة بهذه التهديدات.  وذكرت بمتابعة رئاسية للموضوع مع بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة، جازمة باستعدادات الجيش اللبناني في التسلّح بأعلى درجات اليقظة والتنبه، وبالتنسيق القائم بينه وبين قوات “اليونيفل” الدولية في الجنوب بشكل دائم.

 

ويقول مصدر سياسي لبناني معني بمتابعة التهديدات بالحرب، لـ “الحياة” إن “الفريقين يستعدان لها منذ أن وضعت حرب 2006 أوزارها، لكن كلاً منهما لا يريدها. والدليل قول وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في آخر تهديد له أول من أمس، إن “من يريد السلام عليه الاستعداد للحرب”، مقابل تكرار الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله مقولة إن إسرائيل تدرك مدى الخسائر التي ستتكبدها في حال أطلقت العنان للآلة العسكرية.”

 

وتتفق مصادر سياسية لبنانية في قراءتها للمشهد الإقليمي، مع استبعاد موسكو الاتجاه نحو الحرب، على رغم أنها تترك مكاناً في هذه القراءة لما يسميه خبراء ومحللون أميركيون، لاحتمال “الخطأ في الحسابات”، الذي يمكن أن يشعل الفتيل. وتعدد هذه المصادر العوامل التي قد ترجح عدم خوض مغامرة الحرب من جانب إسرائيل كالآتي:

1- إن إسرائيل حققت بسبب الحروب الداخلية العربية في العراق وسورية واليمن مكاسب استثنائية مجانية لجهة تدمير الجيوش العربية الرئيسة التي تشكل تهديداً استراتيجياً لها.

2- إن التفكك الذي أصاب عدداً من الدول العربية نتيجة الفتنة السنية- الشيعية، والتي أضعفت دولاً ذات أكثرية سنية مساندة للحقوق الفلسطينية يحقق مكاسب لمصلحة إسرائيل، تترجمه على الساحة الفلسطينية يومياً، مزيداً من التهويد للقدس وإضعاف الشريك الفلسطيني المفاوض في التسوية المفترضة ويبعد حل الدولتين.

3- تحوّل التدخل الإيراني في الدول العربية إلى سبب لرفع منسوب العداء العربي لطهران، بحيث باتت الخطر الأول، لا سيما على الدول الخليجية. وهو ما دفع نتانياهو إلى المراهنة على تطبيع مع الدول العربية يقلب المعادلة التي أرستها مبادرة السلام العربية (التسليم بالحقوق الفلسطينية يتيح التطبيع مع الدول العربية)، فبات التطبيع يتقدم على قيام الدولة الفلسطينية.

4- نزع الشرعية العربية عن “حزب الله”، بالتزامن مع تصاعد العقوبات الأميركية على إيران واشتراك دول عربية مع واشنطن في العقوبات على “حزب الله” كونه الأداة الرئيسة لتدخلاتها في الدول العربية.

5 – أن أولوية “حزب الله” على رغم سجال قادته مع القيادة الإسرائيلية هي الحرب التي يخوضها في سورية وليست الحرب مع إسرائيل.

إقرأ ايضًا: أميركا تصعّد ضدّ حزب الله.. ونصرالله يردّ بتحديها

وبحسب ” الشرق الأوسط ” القياديان المطلوبان: فؤاد شكر وطلال حمية.

فؤاد شكر المولود في بلدة النبي شيت في بعلبك العام 1962، ويُلقّب بالحاج محسن، هو بالنسبة إلى واشنطن “قيادي عسكري كبير في قوات التنظيم في جنوب لبنان”، وقد كان له “دور أساسي في العمليات العسكرية الأخيرة لحزب الله في سوريا”، إضافة إلى ضلوعه في الاعتداء الذي أوقع أكثر من 200 قتيل في صفوف مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، في بيروت في 1983.

وتشير بعض المعلومات إلى أنه يعمل مستشاراً عسكرياً لأمين عام حزب الله، وقائداً أول للحزب في جنوب لبنان، كما أنه أحد أعضاء الهيئة العسكرية في الحزب، أو ما يُعرَف بـ”مجلس الجهاد”.

أما طلال حمية، فهو، بحسب الخارجية الأميركية، يتولى قيادة الوحدة الإرهابية الدولية التابعة لحزب الله، التي يُطلق عليها منظمة الأمن الخارجي، المسؤولة عن التخطيط لهجمات إرهابية خارج لبنان وتنفيذها، وارتبط اسمه بكثير من الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت أميركيين وإسرائيليين

 

وبحسب المعلومات فإن حمية من مواليد 27 نوفمبر (تشرين الثاني) (تشرين أول) 1952، متحدر من بلدة طاريا الواقعة في البقاع الأوسط قضاء بعلبك، ويحمل أسماء عدة، منها طلال حسني حمية، وعصمت مزرعاني.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد صنفت حمية في سبتمبر (أيلول) عام 2012 بأنه إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224، لأنه “يقدم الدعم لأنشطة حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط وحول العالم”.

السابق
السياسيون والقطاع العام يأكلون العنب ونحن نضرس!
التالي
إنجاز الإستحقاق رهن الوضع في الجنوب