رغم الخلافات.. المصالحة الفلسطينية لن تفشل

المصالحة الفلسطينية-الفلسطينيية تثير اسرائيل...

مع بدء الفصائل الفلسطينية جولة جديد من المحادثات في القاهرة، ظهر أحد التفاصيل كدليل على التحديات التي يواجهونها، حيث يقود الوفد الذي يمثل حركة حماس”صلاح العاروري” نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، واتهم بالتآمر للإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

إقرا ايضا: ذكرى يوم النكبة: فلسطين هي الأصل…

وإذا أمكن التغلب على هذه العقبة المحرجة، فإن المحادثات ستكون لها على الأقل القدرة على إنهاء الانقسام الدموي الذي دام عقدا وإعادة تشكيل خريطة المنطقة السياسية، ومع ذلك، يعتقد خبراء أن المصالحة سوف تتم للنهاية.

ويأمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يعيد السيطرة على قطاع غزة بعد غياب دام 10 سنوات، حيث يرى الوحدة فرصة لاستعادة موطئ قدم في غزة.

ومن النقاط الشائكة في المصالحة ملف الأمن، حيث قام الجناح العسكري لحماس ببناء ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، فضلا عن شبكة من الأنفاق المحصنة، وخاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل.

وتقول حماس إن احتفاظها بـ “أسلحة المقاومة” أمر غير قابل للتفاوض، لكن عباس قال إنه لن يقبل تكرار “نموذج حزب الله في لبنان”.

وقال غسان الخطيب، خبير سياسي فلسطيني:” المصالحة أمر لا يمكن لأي من الطرفين تحمله، لا يمكن لحماس تغيير سياستها لكي تكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية، ولا لمنظمة التحرير قبول حماس دون تغيير سياساتها”.

وباختصار بحسب الخطيب: “حماس لن تتخلى عن قدراتها العسكرية، ولا يستطيع عباس قبول النموذج اللبناني، لكن الطرفين في النهاية يحرصان على نجاح المصالحة”.

ومع ذلك، في حين أن المحاولات العديدة للوحدة الفلسطينية فشلت في الماضي، فإن خبراء في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل يقولون إن هذه المحاولة تبدو أكثر خطورة، حماس تحت قيادة جديدة، وتريد الولايات المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين رؤية السلطة الفلسطينية تتولى مسؤولية غزة قبل استئناف محتمل لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وجميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، تتزايد قلقها إزاء الحالة الإنسانية في القطاع المحاصر.

ولا يمكن أن تتدفق المساعدات إلى المنطقة طالما أن حماس التي تعتبر جماعة إرهابية من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تسيطر على القطاع.

وقال المحللون إن تدفق المساعدات الخارجية من خلال السلطة الفلسطينية، ونظام جديد لمعابر غزة مع إسرائيل ومصر يسمح بزيادة حركة الناس والبضائع ويمكن أن يخفف المعاناة ويمنع وقوع انفجار سكاني.

وقال الخطيب “القاسم المشترك الأدنى الذي يتفق عليه الجميع، هو تدهور الوضع في غزة.. ما سيحدث على الأرجح هو أقل بكثير من المصالحة، ولكن بعض التقدم لا يتجاوز الواقع الحالي”.

وكانت إسرائيل سمحت الأسبوع الماضي لوفد كبير من المسؤولين الحكوميين والأمنيين في السلطة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله بالمرور عبر أراضيها لعقد اجتماع حكومي رسمي في غزة كعرض مبكر للوحدة.

وقال بعض المحللين إن أي احتفالات حول وصول حمدالله إلى غزة قد تكون سابقة لأوانها، وقال زكريا القاق، الخبير الفلسطيني: إن “رامي حمد الله ذهب إلى هناك كنوع من الزيارة، مثل بان كي مون”.

وأضاف: عباس طالب في البداية بتفكيك حكومة الظل في حماس.. وحاليا يقول إنهم يجب التفاوض على كل شيء”.

ولكن حتى لو كان عباس مترددا في العمل كمقاول من الباطن في حل مشاكل غزة، فقد طالب الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة بالوحدة، والتزم عباس علنا ​​بمحاولة تحقيقها.

وقال “شالوم هراري” خبير إسرائيلي” حتى إذا لم تنجح المحادثات، فإنها لا تزال تستحق المتابعة .. لا توجد ضريبة على الكلام ، لكن الحد الاقصى الذى يمكن تحقيقه ترتيب مؤقت مع بعض التغييرات فى المعابر”.

وقال طلال عوكل، المحلل السياسي في غزة: حماس تحاول القيام بدور وطني أكبر وتعزيز علاقاتها مع مصر.. وأعتقد أن حماس مستعدة للتفاهم .. لا احد يستطيع نزع اسلحتهم لكنهم سيجدون وسيلة لوضع هذا جانبا لفترة من الوقت”.

وتقول حماس إن المحادثات الحالية يجب أن تقوم على اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه فى القاهرة عام 2011، ودعا لتشكيل حكومة وحدة وانتخابات تشريعية ورئاسية فى غضون عام.

وقال مايكل هيرزوغ، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حماس وفتح يدخلان المفاوضات ولكل فصيل رؤى مختلفة، وبالنسبة لعباس، فإن ذلك يتعلق بتخلي حماس عن السلطة في غزة.. ولكن بالنسبة لحماس فإن هذه المصالحة تفتح الطريق للعمل في الضفة”.

إقرأ ايضا: إحياء ذكرى نكبة فلسطين الـ69 برفع علم فلسطين في مارون الراس

وبالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والجهات الدولية الأخرى، فإن آفاق أي عملية سلام ستعتمد على النتيجة، وقال هرتسوغ:” إذا كانت السلطة تسيطر تماما على غزة، فهذا امر جيدا.. وإذا أصبحت حماس في نهاية المطاف طرفا مهيمنا في القرارات السياسية فهذا أمر سيء لكن كلا الطرفين يحرص على نجاح هذه الجولة من المصالحة”.

السابق
حملة إعلامية ضد نشطاء «منظمة المقاطعة لاسرائيل»
التالي
الكتائب تنفي شعبويتها وتستعد للتحرك في الشارع مع الحراك المدني