جرأة «نداء الدولة والمواطنة»

وجهة نظر فيما يخص "نداء الدولة والمواطنة"..

على النقيض من آراء بعض الرفاق، ارى ان اهم ما في لقاء مونرو هو اعلان مذهب المجتمعين على الرغم من أن أي شبهة مذهبية لا نلمحها بما صدر عن المجتمعين.

إقرأ ايضا: Lebanese Shiites form front against Hezbollah

فأن تتوجه تجمعات من المثقفين او اية فاعليات اجتماعية كانت او مهنية ولها صفة مذهبية محددة لمواجهة الطرف المهيمن ضمن مناطقها او مذهبها هو سلوك صائب وجريء. لقد دأبنا على سماع نقد ابن هذه الطائفة او المنطقة لزعيم طائفة اخرى او منطقة اخرى، دون ان يتجرأ على تناول زعيم منطقته او طائفته ولو برمي وردة.

سئمنا من النقد العام للطبقة السياسية الحاكمة بالجملة وعدم ذكر الزعيم الطائفي هذا او ذاك بالمفرق. وعندما يتجرأ شخص ما او تجمع ما على تسمية زعيم طائفته تهب النخوة المذهبية للتذكير بأن بقية المذاهب ليسوا بأفضل من طائفتهم. ثم يذهب البعض الى حد اتهام المجتمعين بالجملة بأنهم عملاء السفارات! كيف ممكن ليساريين ان يلجأوا الى اعتماد وسائل انظمة الاستبداد بتوجيه تهم العمالة لخصومهم بدلا مناقشة الموضوعات المطروحة؟

ولماذا يعتبر اي حزب او فرد يساري ان مثل هكذا تجمعات هو نقيض او منافس له. اي طرف يساري عاقل كان ليرحب بطرح لقاء مونرو ويعتبره جدولاً يَصْب في نهر الاحتجاج العام على الواقع المهتريء. احترم من يعترض على (شيعية) اللقاء ولا اوافقه، احترم من يعترض على فكرة ما، او تعبير ما، ولكن كلام التهريج والتشبيح والاتهامات غير المستندة الى اي أساس فهي تسيء الى مصداقية وديموقراطية أصحابها.

نقطة اخيرة من المفيد ذكرها. بات للطائفة السنية معارضات نيابية وبلدية وشعبية متنوعة. ولم يستطع الثنائي المسيحي (التيار والقوات) اختصار المسيحين به ونفوذ الحزب الاشتراكي مهدد بالانكماش، وهذا دليل على نمو قوى حية ومعارضة داخل تلك الطوائف. وحدهما زعيمي الطائفة الشيعية لا يزالان يحتكران النفوذ والسلطة وبهيمنتهما على قسم هام من مقدرات البلد وقراراته يعطون الطوائف الاخرى مثالا للتحكم والاستفراد، لن يقود الا الى المزيد من التعصب الأعمى الباحث عن حروب أهلية لتنفيس احتقانه.

إقرأ أيضا: Initiative chiite élargie contre le Hezbollah

البعض يرفض نقد زعماء طائفتهم تعصباً وبعضً آخر لانه منتفع وبعض لانه يتوهم ان النقد يضعف المقاومة. ولكن اسوأ الجميع على الاطلاق هم الذين يعرفون الحقيقة ويختبئون وراء كلمة (مقاومة) او (ممانعة) ليخفوا جبنهم وتقصيرهم وذيليتهم.

السابق
الخارجية الاميركية تنشر صورتي القياديين في حزب الله «شكر» و«حمية»
التالي
تهديدات أميركية واسرائيلية غير مسبوقة لحزب الله وجوائز مالية للقبض على قيادييه