روسيا تستعدّ لاستثمار الحرب بين حزب الله واسرائيل

"روسيا منزعجة من وجود إيران وحزب الله في سوريا"، يقول المحلل الروسي ديمتري أدمسكي، في مقاله في مجلة "فورن أفرز" الأميركية. تتوقع روسيا حرباً بين حزب الله وإسرائيل، لا بل تتمناها، لأنها ستجعل منها أكثر نفوذاً في الشرق الأوسط. لا تريد موسكو من حزب الله أن ينتصر في الحرب، ولا تتمنى إنهزاماً كاملاً له.

تقول “فورن افرز” أن روسيا تراقب أجواء التوتر المتصاعدة، فقد إستطاعت القوات الحكومية التابعة للجيش السوري فرض سيطرتها على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، في وقت بدأ صقور الحرب في إسرائيل يحضرون لحرب جديدة مع حزب الله، على الرغم من أن السنوات التي تلت حرب تموز 2006  شهدت هدوءاً لا مثيل له على الجبهة الجنوبية للبنان.

من الممكن أن تنشب الحرب بين حزب الله وإسرائيل في حال كان الطرفان يمتلكان تصوراً خاطئاً لإستفزازهما المتبادل بوجه بعضهما البعض، أو إذا قرر إحد الاطراف إستغلال ضعف الأخر، أو إذا تجاوز الطرفان الخطوط الحمراء. هذه النقاط الثلاث، تعد ركناً مهماً للروس المتربصين بالفرص الثمينة لتوسيع نفوذهم في المنطقة من اجل محاصرة قوة إسرائيل وحزب الله معاً.

لقد تمكنت إسرائيل من تنفيذ غارات جوية ضد معاقل حزب الله في سوريا، وأبدت روسيا موافقة ضمنية، إلا ان الحكومة الإسرائيلية غير مطمئنة من تصرفات الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

تقول المجلة الأميركية، أن أي صدام عسكري مباشر بين الطرفين، سيكون مفيداً لموسكو، لتمتين دورها الدبلوماسي خلال المفاوضات، بهدف الوصول إلى تسوية للصراع. فبعد شبه الإستقرار الذي وصلت إليه سوريا نتيجة فوز النظام بمناطق المعارضة وطردهم منها، فإن الروس والإيرانيين يتنافسون على إحكام السيطرة على المشهد السوري. وتقول “فورز افرز” أن بوتين سيحافظ على إنتصاره في التسويات العسكرية والسياسية القادمة رغم توقعه إزاحة الأسد. وتقول الصحيفة ان روسيا وإيران يسعيان لبناء موطئ قدم في سوريا، إلا ان دمشق ليس بوسعها ان تستوعب قوتين.

إقرأ ايضًا: زيارة نتنياهو الى موسكو لقطع الطريق على النفوذ الإيراني في سوريا

لقد اصبحت طموحات إيران مشكلة بالنسبة لروسيا. لذلك يود الكرملين ان تقع الحرب مع إسرائيل، لأنها ستحد من طموح ايران للهيمنة الاقليمية، التي تفضل أن يكون وجود ايران وحزب الله في سوريا غير قوي ولا ضعيف جدا.

ويتوقّع أن لا تستنكر موسكو القوة المفرطة التي سيستخدمها الجيش الإسرائيلي، و”ستترك موسكو حزب الله وإيران ينزفان من أجل إضعاف مواقفهما الإقليمية. لكن بوتين سيسعى أيضا إلى منع النصر الإسرائيلي الكامل، لأنه لا يزال يحتاج إلى حزب الله كفاعل استراتيجي في المنطقة”.

وتقول “فورن افرز” أن موسكو تتمنى حصر الحرب بين الطرفين في لبنان، إلا أنها ستجهز على الكيان اللبناني وستحوله إلى أرض جهاد كالعراق بعد اطاحة الرئيس السابق صدام حسين.  وتضيف المجلة، في حال وقعت الحرب فإن موسكو ستسعى إلى إظهار الطرفين منتصرين وخاضعين إليها، ومحميان منها.

إقرأ ايضًا: بوتين لم يستجب لمطلب نتنياهو.. ونفوذ ايران في سوريا باقٍِ

وفي سياق متصل كتب المساعد الخاص للرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش، إيلوت ابرمز لمجلة “نيوز ويك” الأميركية، أن الحرب بين إيران وإسرائيل ما هي إلا مسألة وقت، فالشرق  الأوسط يتغير وإيران في موقع الفعل اما إسرائيل في موقع رد الفعل. وأشار ابرمز إلى مساعٍ إيرانية لبناء مطار جوي لها في سوريا، ونيّة النظام السوري إعطاء الحرس السوري الميناء البحري في طرطوس.

وبحسب الصحف الإسرائيلية فإن وزير الدفاع الروسي سيزور إسرائيل قريباً، ومن ثم سيتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى واشنطن لحسم الموقف من مسألاة تمدّد ايران في سوريا، في ظل تلويح إدارة دونالد ترامب بإدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، ما قد يفترض تدخلاً عسكرياً لردع تمدده، بالتوازي مع إقتراب تل أبيب من إتخاذ خياراً مصيرياً لردع إيران عسكرياً.

السابق
أميركا تصعّد ضدّ حزب الله.. ونصرالله يردّ بتحديها
التالي
لبنان يسحق كوريا الشمالية 5 – 0 ويتأهل الى كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه