كيف تقرأ الممانعة لقاء «بريّ – الحريري – جنبلاط»؟

«لقاء مسائي» بين أركان "الترويكا الجديدة" في كليمنصو، ضمّ كل من الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، وزعيم الجبل وليد جنبلاط، الذي إستمر لساعتين. فماذا كانت الـ" Menu "؟!

غرّد جنبلاط عبر «تويتر»، فقال «جمعة حوار ووفاق وإتفاق على أهمية الإستقرار ومقاربة الأمور بواقعية. إنّ تحصين لبنان يجب أن يبقى أولوية فوق كل إعتبار». من هذه التغريدة فهم المتابعون ان طاولة النقاش بين اركان “الترويكا الجديدة” ليل أمس لم تخرج عن سياق البحث في الملف الاقليمي وارتباط لبنان فيها.

نبيل هيثم

ففي اتصال مع الكاتب والمحلل السياسي نبيل هيثم، الذي تحدّث الى”جنوبية” حول الاجتماع المسائي بين الرئيسين بري والحريري في منزل النائب جنبلاط وحضوره، قال: “هذا اللقاء ليس إحياءً لـ”الترويكا” القديمة من جديد، وهو أيضا ليس مفاجئا. مع الإشارة الى ان العلاقة بين الرئيس بري ووليد جنبلاط جيدة، والعلاقة بين جنبلاط والحريري جيدة، فالجسور امتدت من جديد بينهما”.

اقرأ أيضاً: لقاء كليمنصو: لتحصين الإستقرار أم لقيام حلف انتخابي ثلاثي؟

ويؤكد هيثم بالقول: “اللقاء عادي، وأكثر من عادي، وان كانت الزيارة العلنيّة الأولى بين الاطراف، فهناك لقاءات عدة غير علنية تحدث. وأهمية اللقاء هي بالعنوان، وهو انه لا بد من الحفاظ على استقرار داخلي لأن ما يجري بالداخل وخاصة لدى جمهور الرئيس الحريري. فهناك تيار سياسيّ لبناني يقف بمواجهة مع مجموعات لبنانية، وكأننا نقول ان اطلاق التوافق السياسي الداخلي وصرفه داخليّا غير موجه ضد أحد. فالبلد مأزوم في لحظة توترات في المنطقة، وهناك نوع من تغيير في الاقليم”.
ولفت المُحلل السياسي، نبيل هيثم، قائلا: “العامل المهم الذي جمع الثلاث هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وصولا الى رفع المصلحة اللبنانية الى أعلى مرتبة حتى لا يضيع لبنان بين 8 و14 آذار”.
وبخصوص الاجتماع الليلي، هل يمكن تصنيفه انه يقع بمواجهة الرئيس ميشال عون وكتلته، قال هيثم: “أولا، كانت كل الدولة موجودة هناك. فالرئيس بري ومن خلفه حزب الله. اضافة الى ان العلاقة بين جنبلاط وحزب الله جيدة أيضا، والتواصل مستمر لم ينقطع يوما. ثانيا، الرئيس الحريري موجود وهو حليف للرئيس عون، والصداقة السياسية بينهما موجودة، ونتائج التوافق السياسي بينهما بات مثلا يُضرب منذ الانتخابات الرئاسية، رغم الخلاف حول الموضوع السوري. لكن لا زالت علاقتهما قوية. وهكذا هو الحال بين الرئيس الحريري والرئيس عون وحزب الله ووليد جنبلاط. اضافة الى علاقة الرئيس بري والرئيس الحريري الجيدة”.


“أما أوجه الخلاف بين الاطراف الثلاثة، فهي على الملفات الداخلية، وما من سرّ في الاتفاق على العناوين العريضة، فالخلافات غير موجودة على الملفات الخارجية، بل هناك توافقات على طريقة المصالح المشتركة، والمساكنة أصلا موجودة منذ تأسيس لبنان عام 1943”.

اقرأ أيضاً: ماذا بعد لقاء الدولة والمواطنة؟ هل يخرج «الشيعة المستقلون» من قبضة الثنائية وسطوتها؟

ويشدد على ان “اللقاء غير مفاجئ، بل طبيعي، وعادي، وليس تحت عنوان جبهة ضد أحد، وهذا اللقاء تأسس تحت عنوان عريض وهو منع سيادة الخطاب الحاد داخليّا”.
وشدد هيثم على ان “الرئيس الحريري يتعاطى كرجل دولة، وخطابه هادئ بغضّ النظر سواء اتفقنا معه او اختلفنا، وما يهمنّا هو استقرار البلد. لأن السعودية تعرف ان البلد يشتعل جراء أيّ فتيل، والتدخل الخارجي جلب الويلات على لبنان. وهذه النقطة هي الدليل الى الحرب اللبنانية. خاصة ان المنطقة كلها على فوهة بركان الحرب، لكن الرئيس الحريري يتعاطى بموضوعية، فتوتير الساحة بالأجرة هو لوضع البلد بين “شاقوفين”.
ويختم، نبيل هيثم، “اليوم الساحة السنيّة، موزعة بين عدة أفرقاء، لذا الوضع مختلف عن انتخابات العام 2009، وبالتالي كتلة الرئيس سعد الحريري قد تكون كتلة اكثر تزعزعا، وسيُؤخذ من رصيده وساحته، كونه مأزوم نيابيّا”.

السابق
«التغيير» يطرق باب القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان
التالي
قوى الامن: توقيف سوري بجرم احتيال وانتحال صفة