ما سر هذه الهجمة من قبل البعض على لقاء مونرو؟

تعرض لقاء الشيعة المستقلين لكثير من الانتقادات وذلك على الخلفية المذهبية له.. إذ أنّ كثراً تمنوا لو كان هذا البيان عابر للطوائف.

بداية.. ربما كنت أنا من أوائل الذين انتقدوا هذا اللقاء حين قدم نفسه صراحة على أنه لقاء شيعي بمواجهة الثنائية الشيعية تحديداً، لا بل و أنني أكدت بأن العناوين العريضة حول دولة المواطنة و القانون التي قدمها البيان أيضاً تدحض هذه التسمية من أساسها، و كم كان يسعدني أن أرى هكذا لقاء عابراً للطوائف والمذاهب، بدل أن يكون هو كما هو منصة انطلاق لمخاطبة الآخرين خصوماً وأصدقاء، وفي الحالتين هما شركاء في المواطنة التي نطمح لها..

اقرأ أيضاً: كواليس النقاشات بين الشيعة المعارضين: هكذا اختلفوا… واتفقوا

أولاً.. فلنعترف أن نشوء التيارات و التكتلات والأحزاب أيضاً هو بشكل او بآخر نتيجة وليست سبباً.. نتيجة لأزمات بنيوية حادة باتت إلى حد كبير مستعصية على أي حل قدمته الجهات السائدة اليوم، إما لخلل في الرؤية وإما لاختلال في ميزان الممارسة السياسية التي ينبغي لها أن تترجم تلك الرؤية في الميادين السياسية والنضالية والديمقراطية!!.. وليس بالضرورة أن يكون تلاؤم المنطلقات الفكرية ولا حتى السياسية مع قناعاتنا قائماً حتى تمنح أي جهة حقها بممارسة العمل السياسي والديمقراطي والنقابي والأهلي، فهذا الحق يكفله لها الدستور، يبقى أن نراقب هذا الناشىء الحديث لنرى كيفية استخدامه لهذا الحق حتى نبني على الشيء مقتضاه، دون أن نكتفي فقط برجم الهوية المذهبية له ثم طي الصفحة (وكفى الله المؤمنين شر القتال!!)، وإلا كيف نفسر على سبيل المثال نظرة وعلاقة البعض الودية (طبعاً هذا وصف شديد النعومة!!) مع بعض الأحزاب المذهبية الصرف فكراً ونهجاً وممارسة؟
إذن المسألة برأيي ليست رمانة المذهبية التي لا أوافق حتى على الإستظلال بظلها باعتبارها مرض عضالنا الأكبر في هذا البلد، وإنما شيء آخر أصحابه وحدهم من يملك إمكانية التقرير بشأنه!!
أما في تهمة السفارات فيا لها من تهمة مضحكة مبكية!!
بل إنها من كبائر الأمور و آثامها، إنها الخيانة الوطنية مهما زيّنها مزيِّن بالشعارات والبوسترات والمسوغات الوطنية الوهاجة! ولكن مهلاً وقبل أن نضحك أو نبكي!!.. هل لكم أن تفيدونا من هو أول من اكتشف هذه التهمة؟
هو ببساطة من يعلن بوضوح وفي كل مناسبة أنه تابع لسفارة ويمارس سياسته يوماً بيوم بإرشادات وتعليمات السفارة.. ثم من برأيكم يعمل بلا مرجعية سفارة أو وكر أو مغارة أو دولة أو دويلة في هذا البلد؟ وأظنكم تعرفون ذلك جيداً ولكنكم لا تعيرون الأمر شأناً حين يخدم الامر سياساتكم!

اقرأ أيضاً: «نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

نحن أيها السادة لا نتكلم فقط عن لقاء وبيان وأشخاص محددين.. وإنما نتحدث عن حالة من الإهتراء والتعفن والإنسداد حد القرف والإحباط وصلت إليه العباد والبلاد، لم تكن فيه قوى الإعتراض القائمة من يساريين وديمقراطيين وعلمانيين ونخب ومجتمع مدني على مستوى المسؤولية التاريخية لأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها، شكل ذلك مبرراً وحافزاً لنشوء البدائل دون الدخول بأهمية البدائل المطروحة ومدى قدرتها وجديتها ولكنها بالنهاية ستكون وستنشأ، فهل نشوءها سيشكل حافزاً للآخرين للتفكر والنظر بجدية في أسباب ومكامن الفشل عندهم والجهات التي ساهمت وربما أسست له أيضاً؟!
الهجوم وحده ليس كافياً أيها السادة!

السابق
بالفيديو: فساد بعلبك برسم حزب الله
التالي
اليسار في دوامة الأزمة: ليس بهذه العدة يتم تجديد اليسار