ماذا بعد لقاء الدولة والمواطنة؟ هل يخرج «الشيعة المستقلون» من قبضة الثنائية وسطوتها؟

لقاء الدولة والمواطنة.. إلى أين سيتجه الشيعة المعارضون، وما هي الخطوات المطروحة؟ وكيف سيتعاملون مع التحفظات؟

يوم الأربعاء عقد اللقاء في أوتيل مونرو، خطوة سجّلها الشيعة المعارضون – المستقلون، على طريق مواجهة الفساد السياسي المستشري لبنانياً والمهيمن شيعياً.
هذا اللقاء الذي أحدث ضجّة على المستوى اللبناني، تلقفه “الممانعون” بالشيطنة والاتهامات، فعادت تسمية “شيعة السفارة” لتصدر المشهد من جديد، مرفقة بتساؤلات “واهية” عن التمويل وكأنّ لقاء في قاعة “أوتيل” بات يحتاج لقروض دولية بحسب هؤلاء!
هذه السجالات التي طرحها الممانعون هي ردود فعل طبيعية أمام كل صوت شيعي يرفض الهيمنة واستئثار حزب الله وحركة أمل بالطائفة وبالبلد على حد سواء.

في المقابل، فإنّ “النداء”، لن يتوقف بحسب ما أكّد المجتمعون، هذا النداء الذي واجه تحفظات وضعت قيد النقاش، كما سُجّل عليه ضعف التمثيل النسائي.

تبقى أنّ خطوة الشيعة في وجه الثنائية، يمكن لها أن تكون تجربة تساق سنياً ودرزياً ومسيحياً، فيخرج الوطن قيادات جديدة تعبر فيه نحو “اللا- طائفية”.

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع الكاتب يوسف مرتضى، الذي أكّد لنا أنّ النداء كان خطوة ممتازة من وجهة نظره، موضحاً “بمجرد أن لقاء الدولة والمواطنة قد قام بهذا الحراك لدى من نسميهم بالممانعة وسجل ردود فعلهم السلبية فهذا بحد ذاته أمر مهم جداً، لأنّ هذا يثير حالة قلق عند الثنائي ومن معه أنّ هناك واقع في الشارع الشيعي ينتظر محفزا، وهذا اللقاء هو محفز جدي لأنّ الذين شاركوا في اللقاء شخصيات معروفة في المجتمع اللبناني والوسط الشيعي إن من حيث تاريخهم أو نضالهم أو كفّهم النظيف أو التزامهم بالقضايا الوطنية والاجتماعية للناس”.

يضيف مرتضى “نحن لن نقف عند هذا اللقاء، لذلك نسعى ونعمل لاستكمال هذه الخطوة بخطوات أخرى في البيئة الشيعية والبيئة الوطنية، لأننا لا ننظم لا حركة شيعية ولا حزب شيعي نحن مقتنعون أنّ الأزمة أزمة وطنية وكل أفرقاء السلطة يشاركون بالجريمة في حق هذا البلد وفي حق المواطن وإن كان هناك بعض الفروقات فيما بينهم. إلا أنّه ومن حيث نظرتنا الخاصة فإنّ الثنائي الشيعي مستأثر بالتمثيل الشيعي منذ 25 عاماً ولم نجد ما قدمه للبيئة الشيعية، كل ما قدمه كان لنفسه ولمحازبيه”.

ويتابع “في بعلبك – الهرمل تحديداً، ممثلو حزب الله يمثلون المنطقة وهي منطقة الحرمان بكل ما للكلمة من معنى. بالتالي هذه صرخة لا بد أن تتابع ونحن سنتابع اتصالاتنا مع الأفرقاء الأخرين في القوى المدنية ممن لديهم أبعاد وطنية وسوف نشبك معهم لأجل التعاون في الانتخابات لتشكيل لوائح موحدة تمثل المجتمع المدني لبناء الدولة تحت سقف الدستور. نحن ليس لدينا مطالب خاصة، نحن نريد تطبيق الدستور، فهذه السلطة تحكم منذ العام 1992 من خارج الدستور بنظام المحاصصة”.

الكاتب والصحافي يوسف مرتضى

يؤكد مرتضى لموقعنا أنّهم يريدون دولة قانون ودولة مؤسسات، فيها فصل للسلطات وقضاء مستقل ومحاسبة، فجميع الطبقة السياسية – بحسب كلامه- تتهم بعضها بالفساد من دون أي محاسبة.

هذا ويشدد الكاتب السياسي على تفاؤله في إمكانية إحداث فرق وخرق في هذا الواقع المؤلم لكل اللبنانيين وأولهم الشيعة.

ليشير عند سؤاله عن التمثيل النسائي الخجول إلى أنّهم توقفوا عند هذا الأمر وسيعملون على تفعيل العنصر النسائي في النشاطات القادمة، معلقاً “هذا أمر سنتداركه بقوة عند تشكيل لوائح في المجتمع المدني حيث أنّه إن لم يكن هناك مناصفة ستكون ثلث اللوائح من النساء في الحد الأدنى”.

من جانبه يؤكد الناشط الجنوبي سامي الجواد لـ”جنوبية” أنّ “المتابعة جدية وقد تشكل لجنة لهذا الشأن وأنا مشارك فيها ومع بداية الأسبوع المقبل سوف نعد للإجتماع الثاني الذي من المفترض أن يكون على نطاق أوسع ونحن في اتجاه تسريع البرنامج”.

وعند سؤاله عن التحفظات التي سجلت أشار إلى أنّه “سيتم استدراكها إذا كانت تحفظات حقيقية وسيتم توضيحها إذا كان من التباس حولها، ومما لا شكّ أنّ المرونة واجبة فإذا كانت هناك تقاطعات معينة يجب أخذها بعين الاعتبار”.

إقرأ أيضاً: كواليس النقاشات بين الشيعة المعارضين: هكذا اختلفوا.. واتفقوا

يلفت الجواد عند الاستفسار عن غياب بعض الأسماء الشيعية الوازنة عن اللقاء إلى أنّهم منفتحون قائلاً “الانفتاح هو جوهر الحركة من أساسها، لأنّ هذه الحركة في مواجهة الانغلاق الذي يمارسه غيرنا، ونحن نقول أنّنا النقيض وهناك انفتاح على الجميع”.

ويعلق على الحضور النسائي الخجول في اللقاء “جميعنا تمنينا أن يكون الحضور النسائي معدلاً في اللقاء الثاني”.

هذا ويشير الجواد عند سؤاله عن صعوبة خوض الانتخابات في مواجهة الثنائية وهيمنتها إلى “أنّ الأساس في كل تحرك هو النجاح، إلا أنّ نسبة النجاح ونوعيته تتفاوت، أي قد نستطيع أن نحدث خرقاً وهذا نجاح من حيث النسبة، وقد لا نستطيع أيضاً وهذا أيضاً ليس فشلاً إذ أننا نكون قد نجحنا نوعياً لأننا بهذا التحرك قد نمينا خيارات بذور حالة اعتراضية ثالثة في البيئة الشيعية من شأنها إغناء الحياة السياسية والديمقراطية والتي هي شبه ميتة”.

ليخلص إلى أنّه “مجرد أن تجد الفكرة صدى لدى الناس هذا هو النجاح، ونحن لا نريد أن نضخم الحجر لأننا نواجه حالة متحكمة في لبنان منذ العام 1992 حالة لها ارتباطات إقليمية ومتجذرة في الدولة وأجهزتها، فالإشارة إلى هذه الحالة والتوعية اتجاهها وبأننا نتحرك لأمر يخدم الناس ويحاكي أوجاعهم، قد تكون خطوة صحيحة بشأن تحقيق تغيير ملموس على مستوى التمثيل النيابي”.

إقرأ أيضاً: «نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

إذاً، النداء مستمر، والمستقلون ماضون في مواجهة الثنائية المتجذرة في البيئة البقاعية والجنوبية.. فهل تنجح المعارضة في اختراق الهيمنة؟ وقوة السلاح؟

السابق
اقتحام قصر الملك سلمان في جدّة والسفارة الأمريكية تحذر مواطنيها
التالي
بالصورة: مقتل الشخص الذي اقتحم قصر الملك سلمان واثنين من الحرس الملكي