«نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

آراء متقاطعة ومتقابلة واجهت لقاء "نداء الدولة والمواطنة" الذي انعقد اول امس الاربعاء وضم نخبة سياسية وثقافية واعلامية وازنة ومعروفة جيدا في الساحة الشيعية خصوصا.

“نداء الدولة والمواطنة”، الذي أعلن منذ أيام قليلة في بيروت، اثار جدلا على الساحة السياسية اللبنانية، فقد رأى فيه البعض إضافة من الإضافات للوسط السياسي الشيعي اللبناني في ظل الركود بفعل هيمنة الثنائية الشيعية لعقود مضت، في حين ان مراقبين آخرين انه نداء طائفي لا يستطيع ان يرقى لمستوى الوطن.

يرى المحلل السياسي والاعلامي غسان جواد في اتصال مع “جنوبية”، ان: “البيان الذي قرأته هو كلام مبدئي يمكن لكل الناس ان توافق عليه، ولكن فيه نكهة تبدو في مكان ما ان الاطراف التي تقف خلفه لديها وجهة نظر مختلفة حول سورية وحول لبنان، وحالة التكامل بين المقاومة والدولة”.

إقرأ ايضا: إطلاق «نداء الدولة والمواطنة»: المعركة الاصلاحية تبدأ من الانتخابات

وأضاف الاعلامي غسان جواد، بالقول “وهذا اللقاء ذكرني باللقاءات السابقة التي كانت تحصل وبياناتها مبدئية تحمل فحوى سياسية وثقافية، لكنها غير مؤثرة بسبب حالة الاصطفاف الحادة في البلد، من الصعب اختراقها بلغة مدنيّة. ولا تأخذ حركة. وفيها شخصيات مستهلكة وغير ذات مصداقية بمفرداتها، حاولت وطرحت آرائها بأكثر من اتجاه”.

وختم تعليقه برأي ان “هذا الاجتماع يبقى نخبويا، وعندي خبرة بهذا النوع من الاجتماعات، فهي بالشكل تجمع نخبة ذات رأي وحضور في الطائفة الشيعية، ولكن بالمضمون ليس لها فعالية سياسية على مستوى الوطن”.

الياس الزغبي

بالمقابل، رأى الاعلامي والكاتب السياسي الياس الزغبي، ردا على سؤال “جنوبية” أنّ: “اللقاء الوطني الشيعي الذي حصل في لبنان لم يكن مجرد اضافة على الحركات السياسية او التجمعات السياسية الحاصلة، لكنه تعبير ثابت وعميق عن التحوّل الفعلي الذي يحصل داخل الطائفة الشيعية، واهمية هذا اللقاء انه بداية لإعادة الطائفة الشيعية الى دورها الكيانيّ اللبناني، لان الخلل الوطني والسياسي الكبير الذي حصل منذ العام 2005، على الاقل، يعود الى اختزال الطائفة بحزب واحد او حزبين، بينما الطوائف الأخرى تتميّز بتعددية، خصوصا الطائفة المسيحية”.

إقرأ ايضا: شيعة خارج الثنائيّ بدأوا مساراً انتخابياً وصوت قويّ آت من البقاع

وأضاف الزغبي: “المشكلة الكبرى التي حصلت منذ العام 2005 هي ان الطوائف الأُخرى، المتعددة والمتنوّعة، حاولت أن تنسج على منوال الطائفة الشيعية المختزلة، وهذا خطأ جسيم دفع لبنان ثمنه اضطرابا في الحكم والحكومة منذ ذلك الحين”.

وأكّد أنّ “المطلوب هو العكس تماما، أيّ ان تتحول الطائفة الشيعية من طائفة مصادرة الى طائفة مفتوحة على التنوع تحقيقا للتوازن الوطني، وهذا هو عمق معنى اللقاء الذي حصل”. و”بذلك يؤسس هذا اللقاء الى اعادة انتاج حالة وطنية لبنانية متوازنة ومنسجمة تعيد تصحيح المسار الذي انحرفت سكته بفعل سياسة حزب الله تحديدا، ومصادرته قرار الطائفة برمّته”.

وختم الباحث السياسي الياس الزغبي، بالقول: “في تقديري ان هذا اللقاء سيؤسس لبداية تغيير حقيقي في غضون بضعة أشهر تسبق الانتخابات النيابية المقرّرة، في حال حصولها، ومن الان وحتى ذلك الحين ستنشأ حالة تواصل وطني فعليّ بين هذه الحالة الشيعية المتقدمة وسائر القوى الوطنية التي بدأت تتكون على قاعدة رفض التسوية المعروفة أي مقايضة السيادة بالاستقرار، اذ ان حزب الله فرض على الآخرين المعادلة الآتية: أمنحكم الاستقرار، واتركوا لي شأن السيادة والقرار الوطني”. وقد اتى اللقاء الشيعي بمثابة خطوة متقدمة لاسقاط هذه المعادلة التي تدّمر معنى لبنان”.

 

السابق
شركة كاسبرسكي تخترق الأمن القومي الأميركي
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 7 تشرين الأول 2017