المعارضة المصرية والنظام.. تاريخ حافل من المواجهة

كان اللافت يوم أمس تصعيد السياسي المصري حمدين صبّاحي ضد رأس النظام المصري، تصعيد يبدو انه غير مألوف في مثل هذه الظروف، فكيف كان شكل العلاقة التاريخي بين المعارضة والنظام؟

واجه السياسي المصري حمدين صبّاحي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشكل غير مسبوق واتهمه بأنه النسخة الاسوأ من نظام حسني مبارك. ودعا الى التوافق على مرشح انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2018.

ففي مؤتمر عقد في القاهرة وبحضور سياسيين وحزبيين مصريين، اعلن صبّاحي المعارض الدائم للنظام المصري، ان “نظام عبد الفتاح السيسي بات خطرا على الدولة المصرية”. وكان صبّاحي قد ترشح ضد الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة عام 2014. وذلك بحسب “عربي 21”.

اقرأ أيضاً: مصر قادمة الى سوريا…ما هو الدور الذي ستلعبه؟

ومن المعلوم ان عبد الفتاح السيسي، كان يشغل منصب وزير الدفاع خلال حكم حسني مبارك. حتى شهرآذار2014، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد.
ففي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، اتسمت علاقة النظام مع جماعة الإخوان المسلمين بالصدام حيث لم يتوان الاخوان عن إعلان مواجهتهم لعبد الناصر علنا. ورغم مرور 45 عاما على رحيل عبد الناصر، إلا أن كراهية الإخوان المسلمين له لم تتوقف يوما، بحسب “اليوم السابع”.
حيث انه، وبعد تسعة أيام فقط من قيام “ثورة يوليو” أصدر عبد الناصر قرار بعملية تطهير شاملة للإدارات والمؤسسات الحكومية، كان لافتا أن حسن الهضيبى مرشد الإخوان حينها عارض هذا القرار.
وبدأ هجوم الإخوان على الرئيس عبد الناصر، وبلغت ضراوة المواجهة بين الإخوان وشباب “ثورة يوليو” إلى حد استخدام الأسلحة والقنابل والعصي وإحراق السيارات فى الجامعات وتصاعدت حدة الصدام والصراع بين «الزعيم» و«الجماعة» حتى وصلت ذروتها فى العام 1965 بعدما بات واضحا أن عبد الناصر سحب البساط من قواعد الإخوان بإنجازاته الاجتماعية والاقتصادية، كما أمم قناة السويس وبدأ ببناء السد العالي.

حمدين صباحي

فالسلطة المصرية كانت دوما تعيش مأزقها مع المعارضة، التي وقعت فى مأزق هي ايضا لأنها حبست نفسها فى مقراتها، بسبب مطاردة المعارضة من قبل النظام بدل ان تلعب دورا فاعلا في الحياة العامة المصرية. بحسب “الشروق”.
فحالة الانقسام التي تشهدها المعارضة المصرية في عهد عبد الفتاح السيسي بمثابة تمهيد للخسارة في انتخابات مجلس النواب. بحسب “واشنطن بوست”. وما تشهده المعارضة من صراعات واختلافات وسوء تنظيم.

اقرأ أيضاً: التفاصيل الكاملة لتفاهمات «حماس – دحلان»: ضبط الحدود مع مصر وإجراء انتخابات..

ففي عصر حسني مبارك، الذي امتد لثلاثين عاماً، كانت المرحلة الأخيرة هي الأخطر، بحسب “المصري اليوم”، كونه كان يسعى لتوريث ابنه جمال في ظل ضعف المعارضة عن طرح اي اسم قوي.
وبعد مرور ست سنوات على خروج مبارك من الحكم يطرح اليوم اسم جمال حسني مبارك من جديد وكأن ثورة 25 يناير لم تقم، ولم يعتصم الميدان طويلا. فكان السيسي الصورة المخففة عن مبارك ليعود الكلام عن جمال مبارك من جديد.
اذن، هذه العلاقة الجدليّة والمرتبكة بين المعارضة والنظام في مصر تثبت فشل المعارضة وثبات النظام الدائم. فكيف سيكون مصير المرشح الدائم للرئاسة حمدين صبّاحي بعد تصريحاته النارية هذه؟

السابق
سقوط أول سائقة سعودية ضحية حادث سير
التالي
كواليس النقاشات بين الشيعة المعارضين: هكذا اختلفوا… واتفقوا