إطلاق «نداء الدولة والمواطنة»: المعركة الاصلاحية تبدأ من الانتخابات

هل يكون نداء الدولة والمواطنة الخطوة الأولى نحو التغيير انطلاقا من مجابهة الثنائية الشيعية؟

يثير اطلاق “نداء الدولة والمواطنة” الكثير من التساؤلات، فكان لكل من اعضاء النداء أجوبته التي تطلعنا على بعض التفاصيل، ومن هؤلاء عضويّ النداء كل من الدكتور حارث سليمان العلمانيّ، والشيخ عباس الجوهري المتدّين.

إقرأ ايضا: بيان نداء الدولة والمواطنة: لوضع حد لإحتكار التمثيل الشيعي في السلطة

حارث سليمان
حارث سليمان

ففي اتصال مع أحد أركان النداء الشيعي “نداء الدولة والمواطنة”، الذي ولد يوم أمس في بيروت في محاولة لتحريك الساحة الشيعية الراكدة منذ أكثر من 25 عاما، يقول الدكتور حارث سليمان ردا على  تساؤلات موقع “جنوبية”: “هذا النداء يضم كل التشكيلات من بريتال البقاعية ورئيس بلديتها، وهو من انصار الشيخ صبحي الطفيلي، الى “بيروت مدينتي”، الى حارث سليمان العلماني، الى شخصيات من عائلات وعشائر كآل زعيتر، الى خلدون شريف، الى قصرنبا، وحوش الرافقة”.

ويتابع بالقول “لم يكن هناك أي مكان في البقاع لم يحضر منه بقاعيون، بل أتوا من كل القرى، الى يوسف مرتضى اليساري، الى الوجوه الثقافية والمدنيّة كالدكتورة منى فياض، وعلي الأمين، الى أحمد عياش، وصولا الى صور، وابن كاظم الخليل خليل الخليل، والقيادي منيف فرج، الى أحمد اسماعيل الاسير السابق، وعماد قميحة المقاتل السابق في حزب الله، وسامي الجواد، ومالك مروّة… اضافة الى تأييد كريم مروة القيادي اليساري، ومروحة كبيرة من الشخصيات من أقصى اليسار الى اقصى اليمين، منها المتدّين، ومنها العلماني، ومنها الملحد، واليساري، والمعارض”.

ويلفت سليمان، ردا على سؤال: “انها حلقة جديدة متنوعة. والاعجاز في هذا اللقاء انه استطاع ان ينسج خيط هذه التلونات بمختلف تلاوينها لبناء الدولة والمواطنة، وأهميته في هذا التنوع الذي يعطيه قيمة أكبر”.

فهل ان هذا التنوع قد يكون الطريق الى الفشل، بمعنى انه عند الممارسة العملية ستظهر الاختلافات؟ يؤكد سليمان “اتفقنا على النص الذي راهن الكثيرون على فشله. وأقول لهم كما خيّطنا النص سنخيّط الاتفاق، علما ان ادارة هذا التنوع عمل صعب وليس بالسهل أبدا”.

وفي ظل عدم وجود رأس لهذا النداء، هل يمكن القول انه يصعّب الاتفاق في المرحلة القادمة خاصة في مرحلة الانتخابات التي ستتصدون لها في أيار 2018؟ يؤكد سليمان على ان “عدم وجود رأس لا يعني شيئا لان المجتمعين أناس ديموقراطيين”. وختم سلمان بعبارة لافتة “الانتخابات ستجري في الساحة الشيعية، لقد انتهينا من الاستفتاءات، فهذا المؤتمر يقول ان الانتخابات في الجنوب والبقاع حاصلة لا محالة”.

الشيخ عباس الجوهري
الشيخ عباس الجوهري

في حين رأى الشيخ عباس الجوهري، ردا على سؤال حول الخطة التي وضعها النداء لمواجهة الثنائية الشيعية، فقال: “هذا النداء هو للبنانيين بشكل عام، وللشيعة بشكل خاص، الذين بدأوا بجلسات المحاسبة عن ربع قرن من الامساك بالقرار الشيعي، وضد الطغمة الحاكمة التي لا زالت تسوّق لإقامة حلم الشيعة في دولة عادلة ومنصفة ومتقدمة. وهذا النداء لخدمة المواطن واحتراما لآرائه، وللقول انه محمي بالقانون وليس بالعضلات. وهو صرخة تعّبر عن خياراتنا الداخلية والخارجية، فأين اصبحنا، وماذا قدّمنا للواقع اللبناني؟”.

ويضيف “نعم انجزنا تحرير الارض، لكن هل أحسنّا لهذه الارض انمائيا. فهذه العناوين تؤرق الجميع افرادا وعائلات. ففي هذا الوقت الأسر الشيعية تهيم على وجهها لادخال اولادها الى المدارس، خاصة ان كل المؤسسات لم تقدّم حلا إجتماعيا بل عملت مدارس باسم الائمة، وأدارت ظهرها للفقراء”.

ويتابع الجوهري بالقول “اليوم وبعد عام من التسوية التي حصلت، ودخل فيها الافرقاء الى الحكومة والرئاسة معا، كما رأينا، قضيّ على احلام المواطنين، وشممنا روائح سمسرات ونفقات تفوج منها رائحة الفساد في كل الملفات التي قيل انها خدمة للمواطنين حيث لا زلنا نسمع ان الكهرباء ستأتي 24 على24!. اضافة الى انتخابات المجلس الشيعي التي تم تهريبها، ومشكلتنا على الصعيد الوطني، والتي يُعبّر عنها بالأزمة الوطنية”.

وردا على سؤال عن الدعم الخارجي او الداخلي لهذا النداء من محور هو ضد محور إيران وسوريا والعراق؟ يرى الشيخ عباس الجوهري ابن منطقة الهرمل، انه “هل نحن نؤسس لحزب؟ نحن أطلقنا صرختنا، ومن يريد ان ينظم حملة دعم فنحن نرحب بذلك. وكوننا ذاهبون الى انتخابات سنُطلق حملة، ونفتح حسابا مصرفيّا لمزيد من الشفافية مع اختيار مجلس أمناء لتقديم لائحة باسماء المرشحين”.

وأكد الجوهري ان “هذا اللقاء هو اعلان فقط. وعلينا العمل لتحقيق الهدف، ونحن ذاهبون الى “مأسسة” النداء. وبفضل الشفافية والديموقراطية سنصل طبعا. ولكن لا أحد يحمل همنّا كلبنانيين ليدعمنا كمحور ضد محور آخر، اصلا لا أحد يقرأ لبنان سياسيا. ويا ليتنا محور اهتمام ايّ محور من المحاور. فتحركنا تمّ بمحض ارادتنا، خاصة ان الجو السياسي يدفعنا نحو التغيير”.

وعن الاقاويل حول الدعم الخارجي للنداء؟ يقول الشيخ الجوهري: “ليس دأبنا ان نتموضع بحسب المال السياسي، ولا شك انها دعايات واشاعات مغرضة لا تستحق الاهتمام، وهي دعاية قاتلة، وأقول “الشمس طالعة والناس قاشعة””.

وعن المرشحين المطروحين لانتخابات العام 2018، قال الجوهري: “الشيعة المستقلون سوف يخوضون الانتخابات في كل المناطق اللبنانية، وانا لا زلت ادرس الطريقة الصحيحة للترشح، اما مباشرة او من خلال اقامة ورشة عمل لتأهيل الشباب”.

إقرأ ايضا: شيعة مستقلون يطلقون نداء الدولة والمواطنة: لخوض الانتخابات النيابية في كل لبنان

و”سنتحالف مع الصوت السنيّ في البقاع، والذي يبلغ 40 ألف صوتا لن ينتخبوا حزب الله ولا أمل، ومع الصوت المسيحي المغيّب عن التفاعل، وسنتعاون مع القوى الاخرى لنخوض الانتخابات خاصة في الجنوب والنبطية ومرجعيون وحاصبيا. وهناك مجموعة من الشباب المتحمس، مثال: عماد قميحة، وبادية فحص، ومحمد بركات، ومنى فياض، وحارث سليمان، وأحمد اسماعيل، ومحمد علي مقلد، وأحمد خواجة. وسنتواصل مع مرشحين في جبيل، اضافة الى تبلور لائحة صور – الزهراني”.

السابق
شخصيات مستقلة في مؤتمر «نداء الدولة والمواطنة»: التغيير في التمثيل الشيعي «ضرورة وطنية»
التالي
قيادات وريثة شابة لاحزاب لبنان والجمود يلف الشيعة فقط