حزب الله… تحت النقد

الشيخ عباس حايك

قالها الإمام الخميني “رحمه الله” عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، مخاطباً الجماهير المظلومة والمضطهدة ، لقد قدمنا الكثير من دماء الشهداء وعلينا أن نستثمر نحن تلك الدماء الطاهرة، من أجل النهوض في سبيل العيش بكرامة، وفي عالمنا العربي والإسلامي حيث الكثير من الشهداء والتضحيات في سبيل النهوض نحو هذه الغاية المنشودة، وبما أنَّ حزب الله قَّدم الكثير من الشهداء والدماء والتضحيات التي ينبغي على كل شريف وحر أن ينحني أمامهم وخصوصاً في صراعهم مع العدو الإسرائيلي، فألف تحية إلى كل شهيدٍ وجريح قَّدم نفسه في سبيل تحرير الأرض وكرامة الإنسان.

اقرأ أيضاً: السيد حسن نصرالله الآمر الناهي

من هنا عندما ننتقد سياسة حزب الله هذا لا يعني أننا لا ننحني أمام تلك التضحيات وثانياً هو حزبٌ غير معصوم، قد يخطأ وقد يصيب من حيث السياسة والواقع.
اليوم حزب الله يملك قوة ترعب العدو الخارجي والخصم الداخلي، وهو جزء من السلطة اللبنانية ويمسك بتلابيب الدولة، وقد أمسك بعدة وزارات ودعم حلفائه من أجل الوصول إلى السلطة، ومع ذلك بقينا بلا كهرباء وبلا ماء وأغلبنا يعاني مرضاً وخوفاً وفقراً وبؤساً في حياتنا الإجتماعية والإقتصادية، بل تزداد الأمور فقراً وتعتيراً، أليس النضال ضد الظلم والسرقة واستغلال الناس هو واجبٌ شرعي تعلمناه من مدرسة أهل البيت وتعلمناه من مدرسة الحسين عندما يقول: “إنما نهضت لأنَّ رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيِّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله”، أليست الحكومة اليزيدية قامت على أساس الظلم والعدوان والإستئثار والفساد؟ وطبقاً لتلك المدرسة يجب على كل من كان قادراً أن ينهض لدفع الظلم وأن يجاهد لرد العدوان، وأنا ـ أي الإمام الحسين ـ من ناحية قرابتي لرسول الله وقيادتي للناس وإمامتهم يقع عليَّ واجبٌ أكبر ومسؤولية أثقل، لذا يلزم عليَّ أن أبذل مزيداً من الجهد لنجاة المحرومين والمقهورين وإنقاذ المظلومين واجتثاث جذور الظلم والفساد، ونحن اليوم شعوب مغلوب على أمرها ولا أحد في العالم الواسع والكبير بصغيره وكبيره يشفق علينا أو يترحم على شهدائنا أو يرثي لحالنا.

إقرأ أيضا : مقاومة الفساد والحرمان … متى يحين وقتها ؟
رحم الله الشهداء ورحم الله الشاعر عندما قال: ” الغرب يشغله مال ومتربة … والشرق يشغله كفر وإيمان.”

السابق
على وقع اتهامات لحزب الله بتصنيع صواريخ: هل تتصاعد المواجهات الاقليمية في سورية؟
التالي
أزمة النفايات إلى الإنفجار من جديد: «لبنان» مكبٌّ عشوائيٌ بالصور